بوجه شاحب وبجسد هزيل يرتعش أمام هيئة المحكمة مثلت الطفلة سناء التي لم يتجاوز سنها ال10سنوات كضحية في قضية اختطاف تعرضت لها في 2005 حيث تم نقلها من العاصمة إلى سطيف ووضعت في مزرعة للدواجن كرهينة ليهدد مختطفوها والدها بقتلها في حال ما لم يسلمهم مبلغ 500مليون سنتيم، إلا أن الأقدار شاءت أن تعود سناء من جديد إلى حضن العائلة بعد سلسلة من البحث والتحريات، لتعاقب محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر المتهمين ب12سنة سجنا نافذا. وقائع القضية تعود إلى 24 أفريل2005 عندما تقدم السيد(ع.عمر)إلى مصالح الأمن بالدار البيضاء لتقديم شكوى مفادها اختفاء ابنته، وفيما هو يدلي بتصريحاته عند مصالح الضبطية تلقى مكالمة هاتفية من مجهول يخبره فيها أنه اختطف ابنته وأمهله مدة 6 ساعات ليعيد له ابنته مقابل مبلغ 500 مليون سنتيم، وبعد نهاية المكالمة تعرف الضحية على صوت الجاني وهو المدعو(م.يونس) الذي كان يعمل ضمن المجموعة التي كانت تشرف على بناء مسكنه بالدار البيضاء ولم يتم التوصل إليه لأنه كان قد ترك العمل، فتوجه بعدها إلى المدعو (ل.رابح) لأنه هو من جاء به بعد تسلمه مهمة الإشراف على عملية البناء فأكد أنه لم يره منذ مدة وأنه يسكن بولاية سطيف، تلقى بعدها والد الضحية مكالمة من المختطف الذي حذره من إبلاغ مصالح الأمن وطلب منه إحضار المال والحضور إلى ولاية سطيف وحدث ذلك فعلا وتنقلت مصالح الأمن رفقة الضحية بزي مدني حتى لا تثير الشكوك وتتبعت المجموعة إلا أن هذه الأخيرة اكتشفت أمر الشرطة فلاذت بالفرار، فيما وجدت الطفلة بحظيرة الدجاج حيث كانت مكبلة وفي حالة نفسية متأزمة فنقلت على الفور. وإثر هذه الأحداث فتح تحقيق لمعرفة ملابسات القضية حيث تم القبض على كل من (م.يونس) المختطف ومساعده (ت.سعيد) واعترفا عند مصالح الضبطية بارتكابهما جناية الاختطاف مؤكدين أن المدعو(ل.رابح) هو من حرضهم على ذلك وبموجب هذه الأقوال تم القبض على هذا الأخير الذي أنكر ما نسب إليه، الطفلة سناء مثلت أمام المحكمة وهي ماتزال في حالة نفسية متدهورة تعرفت على المتهمين اللذين اختطفها، فيما نفت وجود المدعو رابح ضمن المجموعة وصرحت أنه يوم الواقعة توجهت إلى المدرسة كعادتها، وأثناء الطريق اعترض طريقها المتهمين وأخبرها المدعو يونس أن والدها قد كلفهم بإحضارها لأخذها إلى الطبيب وأصر على ذلك فركبت معهم وأثناء الطريق هددها بواسطة مقص، وعندما وصلوا إلى مدينة سطيف وضعوها في مزرعة للدواجن إلى أن تم الوصول إليها. المتهمون أنكروا ما نسب إليهم. ممثل الحق العام التمس عقوبة المؤبد لجميع المتهمين فيما طالب دفاع المدعو رابح ببراءة موكله لفقدان الأدلة وطالب دفاع كل من يونس والسعيد بتخفيف العقوبة وبعد المداولات القانونية قضت المحكمة بإدانة كل من يونس والسعيد ب12سنة سجنا نافذا وببراءة المدعو رابح.