للمرة الأولى منذ ثمانية أعوام، انه عالم بلا عقيدة الحرب الاستباقية، وبلا حرب على ما يسمى بالإرهاب' وبلا رئيس يعتقد انه ترشح بالانتخابات وغزا العراق بطلب مباشر من الله، ثماني سنوات لم تخلف ورائها سوى الحروب والأزمات في العالم .. ببساطة أنه عالم بلا بوش ، أمس الثلاثاء. غادر جورج بوش البيت الأبيض وخلفه باراك حسين أوباما ليصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة بحضور أكثر من مليوني شخص . وفي ظل إجراءات أمنية لم يسبق لها مثيل، أدى باراك أوباما القسم رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية، وحظيت الاحتفالات بالرئيس الأمريكي رقم ,44 والتي بلغت كلفتها 75 مليون دولار، بزخم عاطفي ومشاركة وجدانية تكاد تكون عالمية بالمقارنة بما سبقها. ..أول رئيس أسود لأمريكا، هو أيضا أول رئيس يأتي من خلفية مسلمة، وأول رئيس يردد إسما عربيا وهو يؤدي القسم وهو إسم والده ''حسين''. أقسم باراك اوباما ظهر أمس لثلاثاء اليمين ليصبح أول رئيس اسود للولايات المتحدة أمام مئات الآلاف من الأشخاص الذين تدفقوا على واشنطن ليعيشوا هذا اليوم التاريخي. وعلى الرغم من البرد الشديد، تجمع حوالى مليوني شخص في الساحة التي تمتد في المول على سفح مبنى الكابيتول مقر الكونغرس الأمريكي. وأقسم الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة اليمين ظهر أمس الثلاثاء قبل ان ألقى خطاب التنصيب الذي كان كما توقعه المراقبون مقتضبا ومميزا في آن، بمستوى القدرة على الخطابة التي يتمتع بها اوباما. وقبيل ذلك، أقسم نائب الرئيس جوزف بايدن اليمين في مراسم تتخللها صلوات أداها ا القس الإنجيلي المثير للجدل ريك وارن، وألقى القس جوزف لويري كلمة للمباركة قبل ان تعزف جوقة ''سي شانترز'' التابعة للبحرية الأمريكية النشيد الوطني الأمريكي . وبعد ذلك توجه الرئيس مع زوجته ميشال وابنتيه ماليا وساشا ومئتي مدعو إلى مأدبة غداء أعدت فيها الأطباق المفضلة لأبراهام لنكولن المثل السياسي الأعلى لاوباما الذي تحتفل الولاياتالمتحدة هذه السنة بمرور مئتي عام على ولادته.، ورافق اوباما الرئيس المنتهية ولايته جورج بوش الى المروحية التي ستعيده إلى تكساس، قبل عرض لجوقات موسيقية من سائر أنحاء البلاد حتى البيت الأبيض، وقد اتخذت إجراءات أمنية لا سابق لها لهذه المناسبة، فقد نشر 12 الف عسكري وآلاف من رجال الشرطة ونظمت دوريات جوية لمواجهة اي محاولة اعتداء يمكن ان تقوم بها مجموعات عنصرية. واختتم اوباما وزوجته يوم تنصيبه بجولة على عشر حفلات راقصة، التقليد المتبع عند تنصيب كل رئيس .