أوضح أول أمس رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن ما حدث في غزة يستدعي من الدول العربية التفكير في أمنها القومي، خاصة ما تعلق منه بالاقتصادي والغذائي، داعيا في الوقت ذاته إلى المشاركة التامة في تحديد كيفيات التصدي للأزمة المالية العالمية، والى العمل على تطوير القدرات العربية في مجال الطاقات المتجددة ،ومذكرا أن الجزائر قد عرفت في السنوات الأخيرة تطورات لا باس بها في المجال الاقتصادي. وقال بوتفليقة في كلمته التي ألقاها في القمة العربية حول التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي عقدت بالكويت أن هذه القمة تنعقد في ظرف سياسي خطير يهدد مصير الأمة العربية ،و يقتضي منها أكثر من أي وقت مضى الوحدة و التجند، مضيفا أن الاعتداء الهمجي الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة المحتل يستوقف ضمير كل واحد من الأمة العربية ويدعوه لرفض الأمر الواقع و المطالبة بإنهاء العدوان ،واشتراط رفع الحصار الظالم المسلط على غزة ومواصلة السعي من أجل إحقاق حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق الثابتة في دولة مستقلة عاصمتها القدس و في سبيل استرجاع كافة الأراضي العربية المحتلة حسبما قال رئيس الجمهورية الذي أردف أن '' هذه الصفحة الإضافية في سجل معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق ،المعاناة التي يشاطره إياها قاطبة أبناء أمتنا تملي علينا إعمال الفكر مجددا حول مفهوم الأمن القومي العربي و لا سيما منه الجانب الاقتصادي الذي يشكل ركيزة هذا المفهوم''، ومبديا تفاؤله بان تشكل قمة الكويت وثبة نوعية في العمل العربي المشترك و أن ترسي أسس مجموعة اقتصادية قوية في المنطقة ،وذلك من منطلق قناعته بأن التكتل هو الوسيلة الوحيدة التي بها تتحقق القدرة على التصدي للتهميش والتبعية في عهد العولمة. ودعا بوتفليقة العرب إلى مشاركة تامة في تحديد كيفيات التصدي للأزمة المالية العالمية و بوجه أخص في التفاوض حول التنظيم النقدي و المالي المستقبلي العالمي،مبينا أن الأزمة المالية التي تمتد أثارها الضارة إلى الاقتصاد الحقيقي كانتشار النار في الهشيم ، بدأت تمسنا من خلال تأثير تبعاتها على صادرات العرب و على تدفق الاستثمارات الخارجية المباشرة عليهم ،وكذا على المداخيل السياحية وتحويلات العمال المغتربين ،مشيرا إلى أن هذه الأزمة قد نجمت عن تفكيك الضوابط و الضعف الذي أصاب تصريف الشؤون المالية الدولية . وشدد رئيس الجمهورية على العرب أن يتعاونوا لمواجهة التحديات المستقبلية من جفاف وتغيرات مناخية ، وعلى أن يعملوا على أن يسعوا إلى تعزيز قدراتهم في مجال الطاقات المتجددة خاصة وان الطاقات المتحجرة في طريقها إلى النضوب، مضيفا في الوقت ذاته أن تحدي الأمن الغذائي الذي تواجهه الدول العربية لن يكون التغلب عليه ممكنا إلا بوضع وتطبيق إستراتيجية فلاحية جهوية تتيح استغلال كل ما هو متوفر من أراض زراعية خاصة في البلدان الأقل معاناة من ندرة المياه. وأوضح الرئيس بوتفليقة لإخوانه العرب أن الجزائر قد استعادت استقرارها فيما يخصها خلال العقد الأخير و باشرت عملية واسعة لتطوير اقتصادها و تحديثه من خلال برنامج دعم النمو الذي رصدت له مبلغ يفوق 200 مليار دولار،و مكن من تعزيز توازناتها الاقتصادية الداخلية و الخارجية،والتي جعلتها تحقق نسبة نمو اقتصادي شامل بلغت 6,1 % خارج المحروقات .