في تصريح جديد لوزير الداخلية الإيطالي روبرتو ماروني حول ظاهرة الهجرة غير الشرعية، أكد فيه '' لابد أن نتخذ إجراءات تتسم ببعض الشدة والقسوة تجاه الهجرة غير الشرعية''. من جهته أكد حزب رابطة الشمال الإيطالي، نقلا عن مصادر إعلامية أنه حان الوقت لوضع نهاية لتدفق المهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون عن طريق سواحل أوروبا الجنوبية، وأوضح أن حزبه ينوي التقدم بمشروع قانون لا تساهل فيه تجاه المهاجرين يلزم من خلاله المواطنين الإيطاليين بالإبلاغ عن المهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون إيطاليا. ويلزم مشروع القانون الجديد الأطباء الإيطاليين أيضا بالإبلاغ عن هؤلاء المهاجرين بعكس القانون الحالي الذي يمنع ذلك. ويشكل مشروع قانون رابطة الشمال جزءا من حزمة لمراجعة الإجراءات الأمنية تم تحويلها إلى مجلس الشيوخ الإيطالي الثلاثاء الماضي. وقد قابل الأطباء الإيطاليون مشروع القانون باحتجاجات واسعة، لأنهم يرون أن هذا التعديل سيضع حدا لقاعدة سرية وشخصية البيانات الطبية للمرضى، وأن إلزام الأطباء بالإبلاغ عن المهاجرين غير الشرعيين سيؤدي حتما إلى الإضرار بالأوضاع الصحية لهم وربما يؤدي إلى وفاة بعضهم. وتقول رافائيلا رافينيتو رئيسة منظمة أطباء بلا حدود في إيطاليا ''إلزام الأطباء بالإبلاغ عن المهاجرين غير الشرعيين إجراء خطير لأنه قد يؤدي إلى امتناع المهاجرين عن طلب المساعدة الطبية حتى ولو كانت ضرورية.'' ووجهت رافائيلا رافينيتو نداء من خلال رسالة مفتوحة إلى مجلس الشيوخ الإيطالي طالبت فيه بإيقاف العمل بتلك الإجراءات، حيث وقعت على نداء منظمة أطباء بلا حدود الاتحادات المهنية للأطباء والعاملين في التمريض والقابلات، إضافة للقادة الروحيين في بلديتي توسكانا وايميليا روماجنا، وجاء في النداء ''لا يمكن مقايضة الحق في الحصول على المساعدة الطبية بالحاجة لإقرار النظام العام''. وعكس ذلك، يؤيد رئيس بلدية روما جياني اليمانو إلزام الأطباء بالإبلاغ عن المرضى من المهاجرين غير الشرعيين، لأن الشرطة لابد أن تعرف من يقيم في مستشفياتنا وفي فنادقنا. لكن مجلس البلدية يرفض الإجراءات الجديدة بناء على اقتراح من رئيس لجنة الصحة العامة وخبير علم المناعة الشهير فرناندو ايوتي. الفرصة تبدو كبيرة للعمل بالإجراءات الجديدة في إيطاليا، إذ يبدو أن رياح الخوف من الغرباء تهب على إيطاليا، من خلال الصورة اليومية التي تعرضها محطات التلفزيون لمئات المهاجرين الأفارقة الذين يصلون جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، تعزز الشعور بأن هنالك حالة تستدعي إجراءات استثنائية، حسب ذات المصادر. وفي ضاحية جيودونيا قريبا من روما بدأ المواطنون تنظيم حملات انتقامية ضد المهاجرين غير الشرعيين، وبدأوا في تجميعهم والإبلاغ عنهم. وفي بلدة نتونو الساحلية أحرق ثلاثة شباب إيطاليين متطرفون مهاجرا هنديا بسكب البنزين عليه وإشعال النار فيه وهو نائم، ونقل الهندي للمستشفى في حالة خطرة. ويطالب البعض في مدن الشمال بإبعاد المطاعم التي تبيع ''وجبات غريبة عن الشعب'' عن وسط المدينة قاصدين بذلك مطاعم الشاورما. وتؤجج رابطة الشمال المعادية للأجانب هذه الحمى فيما تميل بقية أحزاب الائتلاف الحاكم لمسايرة توجهات رابطة الشمال.