لقب برسول الأغنية الأمازيغية هو الفنان حميد شريط او كما يعرف باسمه الفني الشهير ايدير الذي حلق باغانيه الرومانسية في فضاء الفن الجزائري خاصة والعالمي عامة .. '' يا أبي إينوفا ''هي الاغنية التي شقت طريق نجاح وشهرة الفنان ايدير والتي تتحدث عن أسطورة بربرية ملخّصها كفاح و تضحية فتاة اسمها غريبا'' نحو والدها العجوز ''إينوفا'' و إخوتها الصغار وهي في ربيع العمر من أجل لقمة العيش لها و لأسرتها في بقعة من بقاع الأرض... '' يا أبي إينوفا'' تدخله عالم الشهرة الفنية وُلد إيدير في الجزائر عام 1949 بقرية بربرية.. واسمه الحقيقي '' حميد شريط '' .. درس علم الجيولوجيا .. وكان من المفترض أن يلتحق بإحدى المؤسسات البترولية في بلده ..ولكنّ الأقدار قادته في عام 1973 للحلّ مكان أحد المغنيين في إذاعة الجزائر لأداء أغنية للأطفال .. وبعد ذلك سجّل هذه الأغنية قبل ذهابه للخدمة العسكرية .. وكانت انطلاقة غير متوقعة له و شهرة عالمية على مدى سنوات عديدة .. ومن هنا بدأت مسيرة هذا الفنّان المتميّز في كل شيء.. هذه الأغنية مستمدّة من أسطورة جزائرية/أمازيغية يبلغ عمرها عشرات القرون .. و هي تروي حكاية ساندريلا المغاربية .. الفتاة الأمازيغية التي تعمل طوال النهار في حقول الزيتون.. تقطف الثمار وتحرث الأرض وتعلف للمواشي.. فإذا غربت الشمس.. عادت تجرّ تعبها إلى البيت.. عزف على [القيثارة] وعمره لم يتجاوز بعد التاسعة حيث شجعه على ذلك أستاذ العلوم الطبيعية لكن في طفولته وحتى بداية شبابه لم يكن في نية إيدير التفرغ للفن ، حيث كرس جل أوقاته لدراسة الجيولوجيا وتنقل سنة 1973 إلى الصحراء الجزائرية للعمل في مجال البترول والغاز ، وهناك اكتشفه الزملاء بعد أن أدى لهم قصيدة أفافاي نوفا التي أصبحت بعد ذلك من أشهر الأغاني، حيث سجلت في استديو القناة الأمازيغية بالجزائر العاصمة. ايدير .. صاحب الموسيقى العالمية في سنة 1979 أعاد إيدير التجربة بكتابته لمجموعة من الأغاني تضمها ألبومه الثاني والذي حمل عنوان (أياراش إناغ) ''اطفالنا'' لم يكن الكسب المادي هدف هذا الفنان ، فكان أقصى طموحه هو الاقتراب من الناس من خلال الحفلات ، وبالفعل سعى لذلك لمدة عشر سنوات والتي كانت كافية لتحقيق مبتغاه، لكنه لم يسجل في هذه الفترة أي ألبوم لدرجة جعلت جمهوره وكشافه يفتقدون إبداعه، وفي سنة 1991 كانت العودة من جديد بإعادة تسجيله ل17 أغنية من الألبومين الأولين، واحتفاء بعودته الفعلية أحيى إيدير حفلا في فرنسا بقاعة (new morning) بباريس وهذا في عام 1992 ومن هنا أصبح النوع الغنائي المتميز الذي يؤديه الفنان الجزائري إيدير يصنف ضمن (الموسيقى العالمية). وفي سنة 1993 عاد الفنان بعمل جديد أدخله عالم الاحترافية مع فرقة بلو سيلفيري عمل بإيقاعات موسيقية تتضمن آلة القيتارة ، الناي ، و الأورق ، إضافة إلى الدربوكة التي تنفرد بخصوصية عربية مائة بالمائة. كما تمكن إيدير من تسجيل ديو مع آلان ستيفان عنوانه ''اسالتين'' وبهذا ضمن المطرب الجزائري المغترب إيدير الوقوف على خشبة الأولمبيا الباريسية ثلاثة أيام على التوالي ليواجه العالم العربي بفن جزائري محض. كما يعرف عن إيدير أنه من دعاة السلام ، حيث يعد من بين الفنانين المتحمسين للتظاهرات الفنية المساندة للقضايا الإنسانية والقومية، حيث اشترك هو والشاب خالد في 22 يناير 1995 في حفل تاريخي حضره 6000 شخص من مختلف الجنسيات، وهذا لدعم المساعي الدولية وترسيخ فكرة الأمن والسلام والحرية في العالم في إطار النشاط السنوي لجمعية الجزائر الحياة ، التي يترأسها الشاب خالد. كما شارك إيدير في حفل تكريمي للمرحوم معطوب الوناس الذي اغتيل سنة .1998 سنة 1999 كانت بالنسبة للفنان إيدير من أخصب السنوات فنيا وأكثرها أهمية من حيث انتاج الألبومات، حيث استطاع جمع عدد كبير من الفنانين والموسيقيين العالميين مثل الفرنسي ماني شاو و ماكسيم فورستي والإيرلندي كارن ماتيسون وقناوي diffusion وفرقة زيدة الجزائريين، والانجليزيين جيل سيرفات و دان ارمبراز والأوغندي جيوفري أوريما وفرقة (onb) وهذا لتسجيل أغنية A VAVA INOUVA وبهذا يكون المطرب إيدير قد سجل ثلاث ألبومات في ظرف ثلاثين سنة ومازال عطاؤه متواصلا. وإلى جانب الفن لإيدير اهتمامات بالبيئة والطبيعة، وهذا ما جعله ينخرط في جمعية إيكول أكسون التي تسعى لإعادة الاعتبار للطبيعة وبالأخص الغابات، ويشجع غرس الأشجار من طرف الأطفال بإعطائهم جائزة مالية رمزية.