فنان استحق لقب عميد الأغنية السطايفية لا لشيء واحد إلا لأنه ظل ولا يزال و فيا لطابعه الفني،يملك حنجرة قلما يملكها الجيل الجديد من المطربين الشباب، إذا أعاد الأغاني القديمة أمتع وإذا أتى بالجديد أبدع إنه الفنان بكاكشي الخير،جريدة "صوت الأحرار" اغتنمت فرصة التقائه وأجرت معه هذا الحوار . +كان آخر ظهور لك خلال المشاركة في مهرجان جميلة،كيف تقيم ذلك؟ -أعتبره شخصيا ناجحا لأنه جمع بين الفنانين الجزائريين والعرب فكانت فرصة للتواصل بين الفنانين من جهة و للجمهور الحاضر فرصة أو نافذة إن صح التعبير يكتشف من خلالها تقاليد و طبوع الدول العربية المشاركة و تفاعله مع ما قدم على ركح جميلة من أغاني دليل على نجاحه. +أ دخلت على الأغنية السطايفية آلات العصرية كالسانتي وغيرها ،في حين غابت آلات الفلكلور السطايفي الغيطة و البندير ، ما تعليقكم ؟ -مهما تنوعت الطبوع ،سطايفي،مالوف أوشاوي مثلا، فهي كلها من عائلة واحدة حتى و إن كانت لا تعرف بعضها البعض ،المهم أن يكون الفنان حاضرا بصوته وطابعه الخاص و هما العاملان اللذان يجعلان من الآلات مكسبا إضافيا يميزه عن غيره. +يقال عنك أنك تميل للمالوف في استخباراتك ؟ - كما سبق و أن ذكرت أن كل الأغاني و إن اختلفت من منطقة إلى أخرى إلى أن هناك عوامل مشتركة بينها و لكن لكن أداء أي طابع غنائي سواء سطايفي أو المالوف القسنطيني و غيرهما يجب أن تتوفر في الفنان المقاييس اللازمة لأدائه أهمها الدراية الكاملة لخبايا الطابع المراد تأديته لأنه لا يليق لفنان يؤدي البوغي مثلا أو ليالي السرور و هو لا يعرف تاريخ الأغنيتين و لهذا رغم قدرتي على أداء المالوف إلا أنني أفضل البقاء في الطابع السطايفي لأنني أعرفه جيدا ، كما يقول المثل "الكل يعرف الورد لكن يجهل من غرسه". +و ماذا عن جديد الخير الفني؟ -صدر لي ألبوم جديد فيه أغاني جديدة و قديمة أعدتها مثل أغنية "نحن سطايفية" و فيه أغنية تتكلم على المرأة و التقاليد السطايفية أيضا أقول في مقطع منها "أين هي المرأة السطايفية و أين هم ناس سطيف،كانت عجار وملاية حرمة وكلام نظيف،أين هي أغنية سطيف التي يغنيها السطايفية فيها كلام نظيف و لكن خسروها البرانية". و هنا أفتح قوس أنني لما قلت "التي خسروها البرانية" أقصد الدخلاء على الأغنية السطايفية من الفنانين ليس الكل، فمثلا أن يقول واحد منهم و يغير "بنت الطولبة"بقوله" أنا ولد الطولبة " فهذا دليل على انه لا يعيش الأغنية السطايفية . +ما سر حضور" الأم و الخال "دائما في أغاني الخير؟ -يا أخي الأم لما سألوها عن أحب الأولاد إليها قالت أحب المريض حتى يشفى و البعيد حتى يعود و الصغير حتى يصير رجلا، و الجنة تحت أقدام الأمهات ومن أعز من الوالدين بعد الله ؟أما "خالي يا خالي لا تفرط فيا" فهي أغنية مستوحاة من تاريخ آبائنا أثناء الثورة الجزائرية و هي حكاية فتاة تركها والدها وصعد الجبل و لما أقترب موعد زفافها لم تجد والدها و حينها أخذت الدف وأخذت تضرب عليه وتغني "خالي ياخالي لا تفرط فيا أنا بنت أختك غير طل عليا". +مارأيك في الموجة الجديدة من المطربين الشباب ؟ -هناك أصوات جديدة وأعطي مثال من مدرسة ألحان وشباب التي عادت في زي جديد لكن للأسف الأغاني التي مرت على مسامعنا كلها تقريبا قديمة ،فعندما تصرف أموال في التنقل بين المدن الجزائرية و في الوقت الذي كنا ننتظر فيه كلمات و طابع جديدين، يخرج علينا هؤلاء الشباب بأغاني رابح درياسة وخليفي أحمد فما جدوى إذن هذه الخرجات والأموال التي تنفق إذا كانت لا تأتي بالجديد. +في رأيك، لماذا لم تصل الأغنية السطايفية إلى العالمية مثل أغنية الراي؟ -الكلام يختلف من الأغنية السطايفية إلى الرايوية و في هذا الصدد أود أن أجيب عن هذا السؤال بالمختصر المفيد ،يقولون أن بكاكشي يتغني بأمه وخاله وأنا أرد عليهم أنني فخور بذلك وهو شرف لي وخير من أن أغني عن الخمر والملاهي الليلية والحديث قياس كما يقولون. + ما هي نصيحتكم للأصوات الشابة ؟ -المثل الشعبي يقول "المكسي برزق الناس عريان" وعليه فإن العاملين الرئيسيين لنجاح أي فنان هو شخصيته و طابعه الغنائي يختص به، الأغنية السطايفية تراث كل الجزائريين وعليه أنصح بل و ألح على مراعاة الكلمات النظيفة في أداء الأغنية السطايفية هذه وصيتي لمن يأتي بعدنا .