تحتضن دار الثقافة "مولود معمري" لولاية تيزي وزو منذ السبت الماضي، احتفالات اليوم الوطني للفنان التي تنظّم تحت إشراف مديرية الثقافة ولجنة النشاطات الثقافية والفنية للولاية بالتنسيق مع جمعية "ماس" للإنتاج . وقد سعت التظاهرة التي تمتد فعالياتها إلى غاية 11 جوان الجاري إلى تكريم الفنان القبائلي والموسيقي المعروف كمال حمادي الذي له فضل كبير على الفن والموسيقى في الجزائر، وقد حضر حفل افتتاح التظاهرة كل من مدير الثقافة للولاية الهادي ولد علي، إلى جانب الفنان كمال حمادي وكوكبة من الوجوه الفنية المعروفة التي أنجبتهم منطقة القبائل وعلى رأسهم الفنان القدير طالب رابح. وقد سطّر المنظمون لهذا التكريم برنامجا ثريا يتضمن معرضا فوتوغرافيا يضم صور الفنانين الذين قدموا الكثير للأغنية القبائلية والجزائرية بشكل عام وساهموا في رقيها وانتشارها عبر العالم، كما تضمن المعرض أدوات موسيقية ومقالات صحفية تناولت حياة ومسيرة العديد من الأسماء الفنية المعروفة في سماء الأغنية القبائلية على غرار الفنانين أيت منقلات وسليمان عازم، مع عرض شريط فيديو يحمل عنوان "إحياء اليوم الوطني للفنان". وسيتم بالمناسبة عرض مجموعة من الأفلام والأشرطة الوثائقية التي تم انجازها من طرف مخرجين من أبناء المنطقة وذلك بقاعة المسرح الصغير بدار الثقافة من بينها "حنيفة حياة محروقة"، "يير أبريد" أو(الطريق السيئ) للمخرج مقران حمار، "ميمزران" لعلي موزاوي، "علي ملاح ذارقاز أنيفي (علي ملاح الرجل الفحل) و"الجارة الأخيرة"، هذا إلى جانب عرض أولى الأفلام السينمائية التي تم انجازها باللغة الأمازيغية وهي "الهضبة المنسبة" لعبد الرحمان بوقرموح، و"جبل باية" لعز لدين مدور. وتتواصل فعاليات التظاهرة بحفل تكريمي للفنان كمال حمادي سهرة الثامن جوان الجاري، بقاعة العروض يشارك فيها عمالقة الأغنية القبائلية، ولن يغيب الفن الرابع عن برنامج التظاهرة بحيث من المنتظر أن تشهد تقديم مجموعة من العروض المسرحية من بينها مسرحية "الشمس والقمر" لفرقة مسرح دار الشباب معاتقة، و"أولاش الحرقة ولاش" لجمعية دار شباب افرحونان. بالإضافة إلى تنظيم أمسيات شعرية يشارك في تنشيطها الشعراء الخمسة الفائزون في مسابقة الأيام الشعرية الامازيغية وتختتم التظاهرة بتدشين معرض للفن التشكيلي يوم 11 جوان الجاري. يذكر أن الفنان كمال حمادي واسمه الحقيقي العربي زقادي من مواليد 22 ديسمبر 1936 بقرية أيت وادو بعين الحمام في كنف عائلة متواضعة، وفي 1952 غادر الفنان قريته في اتجاه العاصمة. وكان كمال حمادي يهوى الكتابة وتشاء الصدف أن يتحقق حلمه هذا بالعاصمة ويسمع كلماته الجميلة للجمهور الواسع، وذلك بعد لقائه مع الفنان بوعلام رابية الذي يعد من أحسن الملحنين الجزائريين الذي شجعه على الظهور، وفي 1954 اختار الفنان التسمية الفنية كمال حمادي ليدخل بها عالم الفن. بعدها دخل كمال حمادي إلى الإذاعة عن طريق سعيد رزوق ليخطو بذلك خطوات في عالم الفن وكانت أول أغنية له باللغة العربية التي أداها الفنان عبد القادر فتحي بإذاعة الجزائر، وفي أكتوبر 1959 سافر حمادي إلى باريس وهناك سجل أغنية "ييذام ييذام" (معاك، معاك) كما كتب العديد من الأغاني باللغتين العربية والقبائلية. يضم الرصيد الفني لكمال حمادي العديد من الانجازات في مجال كتابة كلمات الأغاني، حيث كتب لألمع نجوم الأغنية الجزائرية وكان له الفضل في بروز العديد من الاسماء التي تشكل اليوم خيرة الاصوات الجزائرية على غرار الفنان أيت منقلات، ايدير، مامي وخالد ....وغيرهم، كما كتب للمسرح وأنجز أوبيرات غنائية.