تخيم الضبابية على المشهد السياسية بالجزائر على جميع الأصعدة ما يجعل مصير رئاسيات 2019 مجهول، وأثار ترشح رئيس الجمهورية ،عبد العزيز بوتفليقة، لعهدة رئاسية خامسة جدلا واسعا وقلب الموازين في سباق الرئاسيات، حيث راحت أحزاب وشخصيات أعلنت سابقا نيتها في الترشح تتراجع الواحدة تلوى الأخرى، وكان أغلبها رهن ترشحه من بترشح الرئيس بوتفليقة، يحدث هذا في وقت تعرف فيه ولايات الوطن مسيرات متتالية رافضة للأوضاع الحالية ومطالبة بعدول الرئيس عن الترشح، وتباينت آراء الطبقة السياسية بين معارض ومرحب لترشحه، فهل سيكون بوتفليقة رئيسا للجزائر لعهدة خامسة؟. * الأفلان يُبارك إلتزامات بوتفليقة.. رحب حزب جبهة التحرير الوطني، أمس، بترشح رئيس الجمهورية ،عبد العزيز بوتفليقة، وقال بيان للحزب تحوزه “الاتحاد” إنه ” يبارك حزب الأفلان هذه الإستجابة الصادقة والمخلصة لنداء الشعب الجزائري هذا الشباب الواعي المتشبع بقيم وطنه الذي يضطلع بمسؤوليته الوطنية ويتوق إلى فتح الأفق أمام آمال جديدة، تحقق تطلعاتهم وتستجيب لإنتظارات الأجيال الصاعدة”، مثمنا “الإلتزامات التي تضمنتها رسالة رئيس الجمهورية، عقب إيداع ملف ترشحه لرئاسيات 18 أفريل المقبل”، وأضاف :” قرار بوتفليقة القاضي بتنظيم انتخابات رئاسية مسبقة طبقا لما تقره الندوة الوطنية وكذا تعهده بعدم ترشحه لها يعبر عن إرادة سياسية قوية لضمان استخلافه في ظروف هادئة”.وأشاد الحزب العتيد برغبة الرئيس في تلبية المطلب الأساسي للشعب الجزائري، الذي يصر على تغيير النظام، بالقول “لقد استمع الرئيس بآذان صاغية إلى مطالب الشعب حيث التزام بتلبية مطلبه الأساسي القاضي بتغيير النظام”، داعيا الشعب الجزائري للالتفاف حول مشروع الرئيس، والإيمان بتعهداته، وذلك بالتجاوب بشكل ايجابي مع الإلتزامات التي تعهد بها. * الأرندي..بوتفليقة أصغى بإخلاص لمطالب المواطنين في أول تعليق له على فحوى رسالة عبد العزيز بوتفليقة والتي جاءت بمناسبة إيداع ملف ترشحه وقرأها مدير حملته الانتخابية عبد الغني زعلان أعرب التجمع الوطني الديمقراطي عن ارتياحه وترحيبه بها، وقال إنها تأكيدا لإصغائه الخالص لمطالب المواطنين، مشيدا في بيان له اضطلعت عليه “الاتحاد” بمسار الإصلاحات التي أفصح عنها المترشح بوتفليقة خلال الإعلان عن ترشحه. * مقري: مضمون رسالة بوتفليقة يشبه رسالة مبادرة التوافق .. كشف رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، أمس، أنّ “حمس” قامت بإرسال وثيقة للسلطة، سيتم نشر فحواها لاحقا، مؤكدا أن “ما جاء في رسالة الرئيس، حول تنظيم رئاسيات مسبقة في أقل من سنة، يشبه ما جاءت به مبادرة الوفاق الوطني للحركة”. وقال مقري إن “حمس” كانت أول من تنبأ بالحراك الشعبي ضد العهدة الخامسة، سيما بعد رفض الطبقة السياسية لمبادرة التوافق الوطني الخاصة بها في وقت سابق، وحمل زعيم “حمس” أحزاب الموالاة والمعارضة مسؤولية الأوضاع التي آلت إليها الجزائر، لكونها رفضت مبادرة التوافق الوطني، موضحا هذا في السياق:”لو تم قبول مبادرتنا لما وصلنا إلى هذا الحال، لأن الشعب كان ينتظر التوافق كحل لإنقاذ الجزائر”. وربط عبد الرزاق مقري نجاح الحراك السلمي ضد الخامسة بأربعة شروط، موضحا بالقول: “يجب الثبات على السلمية” لأن انحراف الحراك يعني الدمار “، مضيفا:” لا يجب أن يتوقف مع رفع مستوى المطالب إلى ضرورة احترام الانتخابات، والحذر من إستغلاله من أي جهة لكي لا يتم استغلاله لمآرب أخرى”، وتحدث عن استحداث الحركة لشبكة للتفاعل مع المسيرات، أين ستتكفل هذه الشبكة بالتنسيق مع “الأحرار من الاديولوجيات” والذي تتشكل غالبيتهم من الشباب، إضافة إلى إنشاء تحالف للقوى الوطنية ضد الفساد. وقال زعيم أكبر حزب اسلامي إن التوجه العام داخل الحركة، كان قد صمم قبل إعلان الترشح، أنه في حال ظهور بوادر عهدة جديدة للرئيس، لن يترشح، مشيرا أن الزخم الشعبي، والمسيرات السلمية قد أخذت بعدا أوسع وأكبر وأقوى، وصارت حدثا تاريخيا غير مسبوق”. * “الأرسيدي” يرد على رسالة بوتفليقة علق التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، على فحوى رسالة ترشح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، مؤكدا في بيان له بالقول:” الجزائريون شعروا بالإهانة”، وتحدث عن تجاوزات على المستوى المجلس الدستوري، ويرى أن تفويض اللواء المتقاعد توقيعه لمنسّق حملته الانتخابية بالمجلس الدستور مهد الطريق للمرشح بوتفليقة، وعن حادثة تعويض نكاز بآخر يخلفه في سباق الرئاسيات وصف الأرسيدي الأمر بالتهريج واحتراف مراودة الشباب، داعيا جميع القوى السياسية والاجتماعية المدركة للرهانات والحريصة على إيجاد الحلول التي تضمن للشعب حرية اختيار مصيره. * ..حنون تطالب ب”إلغاء” الانتخابات الرئاسية دعت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، أمس، لإلغاء الانتخابات الرئاسية المقرر إجراءها يوم 18 أفريل المقبل، مؤكدة في ندوة صحفية أن “إجراء انتخابات أفريل المقبل، بمثابة تهديد للأمن القومي للبلاد”، مشيدة بالمسيرات التي عرفتها ولايات الوطن والتي قالت إنها “برهنت للعالم أجمع أنه متحضر وقادر على تعبئة ذاتية والتعبير عن رأيه بكل سلمية”. وشككت حنون في رسالة ترشح الرئيس بوتفليقة خلال حديثها مع موقع إخباري محلي، مهاجمة دعاة العهدة الخامسة في قولها:” ..أيها السادة ، اتركوا هذا الرجل، اتركوا هذا المجاهد يغادر بسلام..”، مشيدة بما أسمته ب”القدرة الاستثنائية” للجزائريين على التعامل مع الوضع المعقد وتحديد الحلول “للحفاظ على بلادنا من الفوضى”. * بن فليس : الجزائر على مشارف المجهول ..ولن نشارك في “مهزلة” يرى رئيس حزب طلائع الحريات ، علي بن فليس، أن الجزائر على مشارف “المجهول والانزلاقات”، أما عن مقاطعته للرئاسيات فقال :”لن نشارك في مهزلة”، منتقدا مضمون رسالة ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة، وقال إن “الجزائريون حطموا جدار الخوف والاستسلام للواقع”، مؤكدا أنه “اقترح تشكيل حكومة كفاءات وطنية تضمن انتخابات نزيهة”. * قسنطيني : القانون لا يرفض ملف المترشح إذا أودعه غيره أكد المحامي والحقوقي، مصطفى فاروق قسنطيني، أمس، أنه لا توجد ماده في الدستور ولا في القانون العضوي المتعلق بالانتخابات يفيد برفض ملف مترشح في حال عدم إيداعه بنفسه، في تعليقه على إيداع ملفي المترشح عبد العزيز بوتفليقة وعلي لغديري، موضحا في تصريح لموقع إخباري محلي أن ” كلمة الفصل في الموضوع إلى المجلس الدستوري”. وقال بخصوص الإجراءات التي أطلقها الرئيس بوتفليقة في رسالة ترشحه:” فاجأني الرئيس بوتفليقة بحزمة الإجراءات التي وعد بها، سيما إجراء انتخابات رئاسية مسبقة في ظرف سنة واحدة، وكذا تعديل الدستور”، أما عن المسيرات التي تعرفها الجزائر فأكد قسنطيني:” ..أحترم مؤسسة الجيش ولكن لا أعتقد أنه سيدخل فالوضع لم ينحرف ودور الجيش موضح وفق الدستور والقانون”. * ..دربال يتراجع عن تصريحاته يبدو أن رئيس الهيئة المستقلة لمراقبة الانتخابات، عبد الوهاب دربال، تراجع عن التصريح الذي أدلى من ولاية غليزان حين قال إن “القانون يلزم المترشح للرئاسيات أن يقدم بنفسه ملف ترشحه للمجلس الدستوري”، ليؤكد أمس في مقر اللجنة الولائية لهيئته في مستغانم “إن المادتين 139 و140 من قانون الانتخابات لا تنصان على إلزام المترشح للانتخابات الرئاسية أن يتقدم شخصيا أمام المجلس الدستوري. وإنما تنصان على الملف، ولا اجتهاد مع صراحة النص”، وأضاف:” تقدم المترشح للرئاسيات عندنا شخصيا عُرفٌ وليس قانون”.