تتركز اهتمامات الشباب اليوم حول أمور حياتية كثيرة، هي ظاهرة ومنوعة مثل شراء الماركات للملابس ، الهواتف أخر موديل السيارات والإكسسوارات الخاصة بها والأحذية مدموغة بأسماء شركات باهظة الثمن , والموضة لا تتوقف . طبعا هذا الشيء لا يشمل الجميع، لكن الظاهرة في توسع مستمر فيتواصل الحلم من احدث الماركات الى الطموح بالوصول الى فتاة أحلامه التي يضع فيها كل الشروط والمواصفات ، فيريدها الواحدة والوحيدة , وبعد فترة يكتشف أنها ليس فتاة أحلامه التي طالما انتظرها، فيتركها وكأن شيئا لم يحدث، رويدا رويدا يبتعد، مدعيا الظروف ،الوضع الاجتماعي و أنا غير مستعد للارتباط في هذه الأيام .. ولكي لا تغيب النظرة فأيضا الفتيات والكثير منهن، تضع جل اهتمامها أخر الصيحات والأزياء وأدوات التزيين والماكياج ، ثم فتى الأحلام وهو حلمها الأكبر ، وهي تتوقع ان يخرج فجأة من فانوس علاء الدين ليلبي كل طلباتها ويحقق أحلامها مهما كانت صعبة .. شباب يغرق في بحور من الكماليات ولقد كان لاتساع رقعة التعليم العالي والجامعي والثورة في عالم الاتصال والمواصلات , وسرعة التقدم في الصناعات الحديثة أثر في عدم قدرة البعض على ملاحقة تلك التطورات وفي التعامل معها . فمن عيوب الحضارة الحديثة أنها تغرق الشباب في بحور من الكماليات الترفيهية وتكون في الغالب على حساب الأساسيات، وعلى حساب القيم والمبادئ، فمن قيم الأجيال القديمة المثابرة والصدق مع النفس والإحساس بقيمة العمل، بينما الطموح الجارف وإطلاق الخيال الحر أو الشطح وراء الأحلام من سمات الأجيال الجديدة. الانفصام التام بين الجيلين من هنا نلاحظ أنه قد حدث الانفصام والانفصال بين الجيل الجديد والجيل القديم، وتلحظ ذلك في السهرات التي تجمع الشباب وكبار السن، تجد هناك فجوة كبيرة في التفكير بل وفي المفردات اللغوية فيكون للجيل الشبابي قاموس لهم يخصهم يستعملون خلاله كلمات غريبة عجيبة، وفي التفاهم بين الصغار والكبار ، ولإعادة التواصل المفقود بين الأجيال لا بد من القرب العاطفي ووجود مساحة مشتركة للتلاقي والتفاهم، ونقل الخبرات والتجارب من الجيل القديم إلى الجيل الحديث . فبعض الآباء قد صار في واد وأولاده في واد آخر، فلا توجد لغة للتفاهم والتواصل بينهما ، فالأبوان لا يكلفان أنفسهما للجلوس مع أبناءهم التعرف على طموحاتهم وأحلامهم ومعرفة كيف يفكرون وفيم يفكرون ؟ وهذه أول الخطوات للتواصل . وكذا يفعل المعلم مع طلابه والمسئول مع من هم تحت يده ولم يأخذوا بعد الخبرة الكافية من الحياة .. يجب على الأولياء ان يزرعوا القيم والمبادئ والقناعة في نفوس أولادهم من الصغر وأيضا التحاور مع أولادهم في كل المواضيع وبصراحة تامة فهذا يساعد في إنشاء جيل قنوع وصالح لان الحياة ليست فقط للمتعة ولقضاء الوقت لو أنها هكذا لما جاء في الدين وفرض علينا قيود....نستطيع ان نتمتع في حياتنا ونشتري ونلبس ونأكل ما نشتهي لكن ليس على حساب الأمور الأساسية، فكل شيء وله حد معين، و ديننا هو طريق لحياة صحيحة وفيه نجد كل الإجابات على أسئلتنا .. ديننا دين يسر وليس عسر..لكن من شدة تعلقنا بالحياة نسينا الجوهر وتركناه ظنا منا انه سيقيدنا لكن هذا ليس صحيحا.