تعتبر ازدواجية وانفصام الشخصية من الأمراض النفسية الخطيرة التي يصاب بها بعض الأشخاص وتترك عليهم آثارا سلبية سواء من الناحية النفسية وحتى الاجتماعية نظرا لصعوبة اندماجهم مع المحيطين بهم أو لعدم تقبل المجتمع لتصرفاتهم الغريبة، وهذا ما يجعلهم لا يستطيعون الاندماج فيه، فقد يجعل هذا المرض الشخص يحمل شخصيتين مختلفتين ومتناقضتين حتى في الأفعال ويصل بهم الأمر إلى تقمص شخصية أخرى وتقليد تصرفاتها، وقد تصل خطورة هذا المرض إلى ارتكابهم جرائم لا شعوريا دون إرادتهم، وقد مرت بعض العائلات بهذه التجربة بعد ما أصيب أحد أفرادها بهذا المرض الذي جعلهم يستغربون تغير تصرفات أقرب الناس إليهم وهذا ما تحكي عنه السيد ة"ليلى" التي أصيب ابنها البالغ من العمر 11 سنة والذي بدأت الأعراض تظهر عليه بعد ما تغيرت تصرفاته وبدأ بإثارة المشاكل داخل مدرسته، وبعد ما عرضته على طبيب نفسي، اكتشفت إصابته بمرض ازدواجية الشخصية، حيث تقو ل"بدأ ابني بإثارة المشاكل مع إخوته ويقوم بضرب أصدقائه بعد ما أصيب بهذا المرض النفسي الذي جعله يحمل شخصيتين، إحداهما شريرة والأخرى طيبة، وهذا ما أثر على دراسته بع دما قام المدير بطرده فضاع مستقبله وتحطم نفسيا". عائلة أخرى عانت كثيرا بعد ما لاحظت تغيرات في تصرفات ابنتها التي ارتكبت أخطاء بسبب مرضها، حيث تقول السيدة "فريدة": "كانت ابنتي تتمتع بأخلاق عالية، ولكنها بدأت بارتكاب أخطاء فادحة وشعرت بتغيرات في تصرفاتها، فبعد أن كانت فتاة ملتزمة تخلت عن قيمها بعد ما اكتشفت أنها تقوم بربط علاقات كثيرة مع شباب، ثم تخدعهم بعد استيلائها على نقودهم، ولم أكن أفهم تصرفاتها، لأنها تتغير بسرعة، فأحيانا أراها تتمسك بتعاليم الشريعة، وفجأة تتغير شخصيتها وأراها تخرج مع الشباب". وقد يدفع هذا المرض ببعض الأشخاص إلى ارتكاب جرائم لاشعوريا وهو ما مرت به إحدى العائلات التي عانت كثيرا بعد ما قام ابنها بارتكاب جريمة قتل، والغريب في الأمر أنه قتل إحدى قريباته، حيث تقول والدته "دمرت أسرتي بعد ما تغيرت تصرفات ابني، ولاحظت أنه يتعامل بطريقة جيدة في بعض الأحيان، ولكن تصرفاته تتغير فجأة وتصبح غامضة وينعزل داخل غرفته ويرفض التحدث معناو ولم يكن يريد استشارة أي طبيب نفسي إلى أن قام بقتل ابنة عمه، وبعد ما عرض على طبيب نفسي اكتشف أنه يعاني من مرض ازدواجية الشخصية مما جعل القاضي يبرئه من التهمة الموجهة إليه نظرا لأنه ارتكبها تحت ضغط هذا المرض، إلا أن عمه لم يتقبل الأمر، وقام بالثأر لابنته ولم يصدق أن ابني مريض بازدواجية الشخصية التي دفعته الى ارتكاب الجريمة". ولجأ بعض المصابين بالمرض إلى تقمص شخصية أخرى بعد ما تلقوا صدمة قوية أو تعرضوا لمشكلة دفعتهم لذلك، وهذا ما يحكي عنه "جمال" الذي يقول "أصيبت ابنتي بصدمة نفسية قوية بعد وفاة والدتها ولم تتقبل فقدانها، وهذا ما جعلها تتقمص شخصيتها، وقد حاولت تقليد تصرفاتها وأصبحت ترتدي ملابسها وتذهب إلى مقر عملها وتخبرهم أنها والدتها، وفجأة تعود لشخصيتها الطبيعية ولما عرضتها على طبيب نفسي أخبرني أنها مصابة بهذا المرض النفسي الخطير". عائلة أخرى تعرض أحد أبنائها لمشكلة ولدت له صدمة نفسية فأصيب بمرض ازدواجية الشخصية الذي أدى الى تقمصه لأحد المناصب الذي كان يحلم في أحد الأيام بتقلده وهو ما تحكي عنه والدته "سميرة"، حيث تقول: "تعرض ابني لمشكلة بعد ما فشل في التخصص في مجال الشرطة، وهذا ما جعله يتلقى صدمة قوية، فلاحظت عليه تصرفات غريبة، فأحيانا كان يخرج من المنزل، ثم يعود في نهاية النهار، وهذا ما جعلني أقلق، وبعدها علمت من الجيران أنه يتقمص شخصية شرطي مرور، والغريب أنه يعود إلى طبيعته بعد عودته إلى المنزل فعرضته على طبيب نفسي اكتشفت أنه مصاب بازدواجية الشخصية". وهناك من الأزواج من أدت إصابة شريكة حياته بازدواجية الشخصية الى طلاقه وهذا ما يحكي عنه "كريم" الذي تلقى صدمة قوية بعد ما علم أن زوجته تخونه تحت ضغط مرض ازدواج الشخصية، وهذا ما جعله ينهي علاقته بها بالطلاق، حيث يقول: "كانت تصرفات زوجتي غريبة، فأحيانا أشعر أنها طبيعية، وفجأة أجدها غريبة الأطوار، وفي أحد الأيام استغربت بعد ما لاحظت أنها تغيب عن المنزل في وقت متأخر، وبعد ما راقبتها اكتشفت أنها تقصد بيت أحد الرجال، والغريب في الأمر عندما واجهتها أخبرتني أنها لا تعرفني وبعدها علمت من إحدى قريباتها أنها مصابة بازدواجية الشخصية وتتقمص شخصية والدتها التي كانت تخون والدها مع أحد أصدقائها، وأضافت لي أنها لم ترد إخباري بالأمر خوفا من رفضي الزواج بها".ويعاني بعض المصابين بمرض انفصام الشخصية من مشاكل نفسية تؤثر سلبا على حياتهم الاجتماعية وهذا ما تحدثنا عنه والدة "عمر" التي تقول: "كان ابني يتحصل على نتائج دراسية جيدة، ولكنه أصيب فجأة بهذا المرض الذي أثر سلبا على حياته ،وتسبب في ضياع مستقبله بعدما تراجع في دراسته إضافة، الا أن أصدقاءه في المدرسة كانوا يوجهون له كلاما جارحا مما زاد من تدهور حالته النفسية، كما أن سلوكه أصبح عدوانيا ويفضل الانعزال لوقت طويل في غرفته، كما أنه يعتمد علي بشكل كلي". ومن جهة أخرى، تكتشف بعض الزوجات ازدواجية شخصية أزواجهن بعدما تلاحظن تغيرات مفاجأة في تصرفاتهم مخالفة لشخصياتهم قبل الزواج نظرا لإصابتهم بمرض ازدواج الشخصية، وهذا ما مرت به السيدة "سليمة" التي تفاجأت بتصرفات غريبة لزوجها بعد زواجها منه، وقد كانت مخالفة لما كان يظهره لها قبل الزواج بها، حيث تقول: "كان زوجي يظهر لي شخصية جيدة وهذا ما جعلني أعجب بشخصيته، ولكني تفاجأت لما ارتبطت به بأن تصرفاته تغيرت وقد صدمت بعد ما ارتبطت به أنه يعاني من شذوذ جنسي بعد ما وجدته يرتكب الفعل المخل بالحياء مع أحد أصدقائه، وهذا ما جعلني أتعرض لصدمة قوية، وعندما شاهدت أفعاله تتكرر عدة مرات ما جعلني أنهي علاقتي به وأطلب الطلاق، وقد أخبرتني والدته أنه مصاب بازدواجية الشخصية". ولا يؤثر هذا المرض على المصابين فقط، بل حتى عائلاتهم، حيث أصبحت مسألة مرض أبنائهم ترهق كاهلهم بسبب المشاكل التي نتجت عن تصرفات أحد أقاربهم المصابين بهذا المرض، وهذا ما تحكي عنه "ليلى" التي عانت كثيرا مع ابنها الذي اكتشفت مرضه بازدواج الشخصية بعد ما تغيرت تصرفاته عن قبل، حيث تقول "عانيت كثيرا لما لاحظت أن تصرفات ابني تتغير فجأة، وكنت أستغرب سلوكاته الغريبة، وقد وصل به الأمر إلى سرقة بعض الأغراض من الجيران في كل مرة كان يذهب لزيارة أصدقائه، وكان يضعني في موقف حرج أمامهم وبعد ما عرضته على طبيب نفسي أخبرني أنه مصاب بازدواج الشخصية، وبالرغم من أني كنت أخبر الجيران أن ابني مصاب بمرض نفسي، إلا أنهم لم يصدقوني، ووصل بهم الأمر إلى دفع شكوى عليه، ولكن لحسن حظي أني أحضرت شهادة أن ابني مصاب بمرض نفسي". مرضى ازدواج الشخصية يرتكبون جرائم لا شعوريا من الشائع أن إصابة الشخص بأمراض نفسية قد يؤدي إلى ارتكابه لجرائم لاشعوريا مما قد يكلفه البقاء خلف قضبان السجن مدى حياته، إلا أن إدارة السجون تحرص على إحالة مرتكب الجريمة إلى الطبيب النفسي لتقديم تقريرا طبيا نفسيا عن وضعيته النفسية قبل ارتكاب الجريمة، ولكن إصابة الشخص بازدواج الشخصية قد يغير مجرى القضية بعد ارتكابه لإحدى الجرائم لاشعوريا أو في غير وعيه وهو متقمص إحدى الشخصيات ليسقط عنه الحكم القضائي الذي قد يكلفه قضاء حياته خلف قضبان السجن، وهذا ما حدثتنا عنه السيدة "سليمة.ك" وهي مختصة في الأمراض النفسية والتي مرت عليها حالات مختلفة من المصابين بازدواج الشخصية، حيث تقول: "هناك حالات كثيرة من مرتكبي الجرائم يرتكبون الجريمة تحت ضغط المرض، وهناك حالة لشاب قام بقتل زوجته بعد ما أصيب بعقدة نفسية نتيجة المشاكل التي تعرض لها عندما كان صغيرا، وقد شاهد والده يقتل أمه أمامه بعدما اتهمها أنها خانته، وهو ما جعله يعاني من ازدواج الشخصية بعد ما تطور مرضه النفسي إلى هذا المرض الخطير، وبعد زواجه، تقمص شخصية والده وقام باتهام زوجته بالخيانة وارتكب جريمة القتل لاشعوريا، وقد أثبت التقرير الطبي النفسي أنه مصاب بهذا المرض وقد سقطت عنه التهمة، ونقل الى المستشفى للمعالجة. وهناك حالة أخرى لفتاة قاصر كانت تقوم بالارتباط بالعديد من الشباب لمجرد الانتقام منهم، وقد تشكلت لديها هذه العقدة النفسية بعدما واجهت مشكلة في طفولتها وشاهدت والدها يقوم بضرب والدتها مما شكل لديها اضطرابا بشخصيتها تطور مع الوقت إلى حالة ازدواج الشخصية ما جعلها تتقمص شخصية الفتاة المنتقمة، وفي أحيان أخرى ترجع إلى طبيعتها مما جعل القاضي خلال محاكمتها يستغرب للتغيرات المفاجئة في تصرفاتها فكانت تشعر بالذنب لما ارتكبته، وفجأة تعتبر ما فعلته انتقاما من بعض الرجال لوالدتها، وقد تمت تبرئتها ونقلت هي الأخرى للمعالجة". نظرة المجتمع لمريض ازدواج الشخصية بعد ارتكابه للجرائم يعتبر بعض الأشخاص المحيطين بمريض ازدواج أو انفصام الشخصية كأن المريض شخص طبيعي، خاصة بعد ارتكابه لجرائم أو أفعال غير لائقة، لأنهم لا يضعون أي اعتبار أنه يرتكب هذه الجريمة لاشعوريا، بل أنهم ينظرون إليه بطريقة سلبية نظرا لقلة الوعي بهذا المرض، وقد اختلفت آراء بعض الأشخاص حول طبيعة التعامل مع مريض ازدواج الشخصية سواء من خلال تجربتهم الخاصة، ومن بينهم "أمين" الذي لاحظ تغيرات في شخصية أعز أصدقائه، ولكنه لم يكن على علم بطبيعة مرضه مما جعله يقطع علاقته به، حيث يقول "كان لدي شخص كنت أعتبره أعز أصدقائي، ولكني بدأت ألاحظ تغيرات مفاجئة في شخصيته وغريبة، ولاحظته في إحدى المرات عندما كان يكلمني، ثم تتغير معاملته فجأة معي، ويتصرف بطريقة غريبة حتى وصل به الأمر أن أخبرني أنه لا يعرفني، وهذا ما جعلني أقطع العلاقة به، ولم أكن أعرف أنه مصاب بمرض نفسي إلا من أحد جيراني". انفصام الشخصية مرض نفسي يؤثر سلبا على الشخص المصاب تقول الدكتورة "نبيلة صابونجي" مختصة في علم النفس الاجتماعي "إن مرضى انفصام الشخصية لديهم عدم توازن بكيمياء الجهاز العصبي، وقد وجد أن مريض الانفصام يعاني من حساسية مفرطة تجاه مادة الدوبامين، وهي مادة كيميائية بالمخ، وينتج الانفصام عن خلل في مستوى عدد كبير من هذه المواد الكيميائية، كما أن مرض الانفصام هو مرض عقلي يتميز باضطراب في التفكير والوجدان والسلوك وأحيانا الإدراك، ويؤدي إذا لم يعالج في بداية ظهوره إلى تدهور في المستوى السلوكي والاجتماعي، كما تتعقد شخصية المصاب وبالتالي يصبح في معزل عن العالم الحقيقي ويعيش داخل عالم وهمي، وغالبا ما يبدأ المرض أثناء فترة المراهقة وفي بداية مرحلة البلوغ بأعراض خفيفة تتصاعد في شدتها، حيث أن عائلة المريض قد تلاحظ بداية المرض، وفي الغالب تبدأ الأعراض بتوتر عصبي وقلة التركيز والنوم المصاحبة بانطواء وميل للعزلة عن المجتمع، وبتقدم المرض، تبدأ الأعراض في الظهور بصورة أشد فتجد أن المريض يسلك مسلكا خاصا، فهو يبدأ في التحدث عن أشياء وهمية وبلا معنى ويتلقى أحاسيس غير موجودة وهذه في بداية الاضطراب العقلي. والانفصام له علامات وأعراض ليست متطابقة من فرد لآخر، فالبعض منهم يعاني من نوبة مرضية واحدة خلال حياته، والبعض الآخر يعاني من نوبات متكررة، وتضيف الدكتورة أن هناك مرضى آخرين يعانون من أعراض شديدة للمرض تظل تلازمهم طوال حياتهم. ومرض الانفصام يؤدي إلى تغير في الشخصية إضافة إلى صعوبات في الإحساس والتمييز بين ما هو واقعي وغير واقعي، فإن هؤلاء المصابين يبدأون في الانسحاب والعزلة عندما تبدأ هذه الأعراض في الظهور، ويعتبر التغير في الشخصية هو مفتاح التعرف على مرض الانفصام، ففي البداية تكون التغيرات بسيطة وتمر بدون ملاحظة، وبالتدريج تلاحظ الأسرة هذه التغيرات وكذلك الأصدقاء وزملاء الدراسة والمحيطين، وكذلك هناك فقدان للاهتمام بالمثيرات وتبلد بالعاطفة إضافة إلى أن الشخص الاجتماعي يتحول مع ظهور المرض إلى شخص منطو وهادئ، فمثلا لا يخرج من غرفته أو يهمل نظافته الشخصية ولا يستمتع بمباهج الحياة ويتوقف عن الدراسة بعد فشله، إضافة إلى أنه لا يريد التحدث مع أي إنسان، ويكون متقلب المزاج وعاطفته غير مناسبة وغير قادر على إظهار أي عاطفة، كما أنه يعاني من اضطراب بالفكر، وهو أكثر التغيرات وضوحا، حيث يؤثر هذا الاضطراب على التفكير السليم والتبرير المنطقي، وتدور الأفكار ببطء أو تأتي بصورة خاطفة أو لا تتكون على الإطلاق، ويتحول المريض فجأة من موضوع لآخر بدون رابط ويجد صعوبة في إبداء الرأي، والأفكار مشوبة بالضلالات الفكرية والمعتقدات الخاطئة التي ليس لها أساس منطقي، والبعض الآخر يشعر بأنه مضطهد، كما أن من بين أعراض هذا المرض أن المريض يتغير إدراكه، ويقلب الإدراك المشوش حياة المريض رأسا على عقب، وتكون الرسائل الحسية من الحواس المختلفة مثل حاسة البصر أو السمع أو حتى خلايا الجلد التي تصل أعصابهم إلى المخ في حالة تشويش، حيث تصل للمريض أحاسيس غير حقيقية فنجده يسمع أصواتا لا يسمعها الآخرون، ويشعر أن أحدا يهدده أو شخص يأمره بقتل نفسه مما يزرع لديه حالة من الخوف وعدم الأمان، كما أنه تكون لديه هلاوس سمعية وبصرية واعتقادات خاطئة وسرعة التعصب والانفعال والعدوانية، ويعتبر مرض الانفصام من أخطر الأمراض العقلية التي تصيب الإنسان والتي تسبب له المشاكل التي تبعده عن عائلته وأصدقائه وتدفعه إلى العزلة الاجتماعية والانطواء على ذاته ليصبح يعيش في أحلام خيالية لا تمت إلى الواقع بصلة، وهو ما يؤثر على أقاربه والمحيطين به فيعاني من مشاكل واضطرابات مادية بسبب أن أبناءهم لا يستطيعون الاعتماد على الذات فيتحملون أعباء حياتهم ويظلون معتمدين على أسرهم لمدة طويلة أو مدى الحياة. وكذلك من الأعراض الخفية أو غير الظاهرة قلة الدافع لعمل شيء أو اتخاذ قرار وقلة الاهتمام والكلام وضعف العلاقات الاجتماعية وعدم التركيز، كما أن مريض انفصام الشخصية من السهل التأثير عليه من طرف العصابات التي قد تستغل ضعف شخصيته لاستغلاله في أعمال غير شرعية كترويج المخدرات أو حتى السرقة، كما أن بعض المرضى يدمنون المخدرات، وقد يدفع الانفصام المريض إلى الانحراف، لأنه يسهل إقناعه بأفكار خاطئة من قبل بعض الأشخاص الذين يستغلون نقطة ضعفه، وفي حالة اكتشاف المرض في بداية ظهوره فإنه من السهل العلاج منه مؤقتا، ولكن إذا تم اكتشافه في مراحله المتأخرة فإنه من الصعب علاجه، لأن المريض تكون حالته النفسية متدهورة، كما أن تشخيص هذا المرض يحتاج للدقة فهو يأخذ فترة ستة أشهر كاملة للتأكد هل الشخص مصاب بانفصام الشخصية أو لديه مرض آخر، وهناك مسألة أخرى وهي إخبار عائلة المريض بأن الشخص مصاب بمرض لا شفاء منه، ويبقى مدى الحياة، لهذا يأخذ الأمر نصف سنة للتأكد بناء على الأعراض وقابلية المريض للتواصل مع الآخرين، وما إذا كان يستطيع القيام بالمهمات اليومية المعتادة، وهناك صنف من مرض الانفصام يسمى بالجامد، ويصبح المريض لا يأكل ويكون معرضا لسوء التغذية ويكون متصلبا لا يحرك جسده أبدا وهذه الحالة تكون خطيرة". ازدواج الشخصية يختلف عن الانفصام، ويعتبر من أشد الأمراض النفسية خطورة تقول الدكتورة "كريمة سايشي" مختصة في علم النفس: "إن الانفصام أو الشيزوفرينيا معناه العقل المنفصل، وهناك الكثير من الأشخاص لا يفرقون بين مرض تعدد الشخصيوة وانفصام الشخصية، فهنا لا يعني الانفصام أن لديه أكثر من شخصية، بل هناك اضطراب ما في عقله أدى إلى حدوث هذا المرض. ومرض انفصام الشخصية هو حالة اضطراب نفسية وعقلية تصيب الإنسان وتحدث تغييرا كبيرا في أنماط التفكير والسلوك والوجدان مما يؤدي الى اختلاط الحقيقة بالوهم وبناء أسلوب حياة لا ينسجم مع الواقع، وهو مرض لا يسبب ألما عضويا، لكنه يسبب معاناة نفسية شديدة تجعل المريض يشعر بالغربة وانقطاع الصلة بالأشخاص المحيطين به، فهو يجد نفسه غير قادر على فهم الآخرين"، وتضيف المختصة "أن المرض يكثر حدوثه بين عمر العشرين والأربعين سنة، ويحدث في كل الطبقات الاجتماعية، كما أن للانفصام عدة أسباب وراثية، حيث تحدث هناك تهيؤات عند الشخص المصاب بالمرض، كما يحتاج لعوامل أخرى لإظهاره على غرار المشاكل النفسية التي تحدث تغيرات كيميائية حيوية في الدماغ تؤدي الى اضطرابات في الوظائف النفسية وبالتالي ظهور السلوك المرضي والاضطراب النفسي، كما تشكل الطفولة والحالة الأسرية أحد أسباب المرض، خاصة شخصية الأم، لأن الطفل يقلد بشكل كبير شخصية الأم التي تلعب دورا كبيرا في تربيته، أما في مرحلة الشباب والمراهقة تزداد الضغوط على المريض لعدم قدرته على انجاز ما تتوقعه الأسرة والمجتمع منه مما يشعره أنه في دوامة، كما أن من أعراض المرض تغيرات في الشخصية قد تحدث ببطء ولا يلاحظها أقاربه ويصاب بالانسحاب الاجتماعي، حيث يعزل الشخص نفسه عن الآخرين لساعات أو أيام ويفضل الوحدة وينتابه أيضا الإحساس بالخوف، حيث يشعر المريض بعدم الأمان والشك في المحيطين به حتى في أهله، كما تظهر أعراضه في التراجع الدراسي وفي الظن السيء والتوهمات وثورات من الهياج والعنف والسلوك العدواني، إضافة الى أن المراهقين الذين يعانون من هذا المرض تبدأ عندهم الأعراض الذهنية على غرار الهلوسات ويصبحون فريسة سهلة للإدمان وللجماعات المنحرفة التي تجد أنهم صيد سهل لبيع المواد المخدرة والتي يظن المريض المراهق بأنها تساعده على تخفيف الأعراض الفصامية، ويبدأ رحلة الإدمان، ولهذا يجب على عائلة المريض أن تقف إلى جانبه وأن تتفهم وضعيته التي لا دخل له فيها، بل كانت فوق إرادته وتشجيعه على مواجهة صعوبات هذا المرض. أما بالنسبة الى مرض ازدواج الشخصية فهو أشد خطورة من الانفصام، لأن المريض ينتقل فجأة من شخصيته الطبيعية فجأة لشخصية مخالفة تماما، إضافة إلى أنه قد يتقمص شخصية أخرى والسبب في ذلك هو تعرضه لمشكلة نفسية أو ضغط نفسي تسبب في حدوث صدمة قوية له، كما أنه قد يتقمص شخصية أحد أقاربه سواء بعد فقدانهم أو وفاة أحدهم، خاصة إذا كان متعلقا به بشكل كبير، ونتيجة عدم تقبله للأمر فإنه قد يصاب بازدواج الشخصية، ويعاني بعض الشباب وحتى الفتيات من ازدواج الشخصية واضطراب السلوك والمنهج، ونتيجة لتلك الازدواجية والتعددية فإنه يعيش في صراع دائم مع الذات مما يسبب له القلق النفسي والتوتر العصبي الذي قد يتفاقم ويؤدي إلى مرض الاكتئاب النفسي والوسواس القهري، كما أنها تظهر وتتطور كرد فعل لما يشعر به المريض من قلق. ويعتبر ازدواج الشخصية وسيلة يعتدي بها الفرد على نفسه لاشعوريا عندما يسجن شخصيته الأولى ويمنعها من الاستمتاع بالحياة ويعتبرها وسيلة هروبية، كما أنه يجعل المريض مركز عناية، فهو وسيلة لجذب انتباه الغير إليه. والأعراض الهستيرية في ازدواج الشخصية تستعمل كوسيلة لعزل المريض عن العالم الحقيقي، حيث أنها تجعل ردود أفعال المريض لا تتلاءم نسبيا مع ردود الآخرين ولا تخضع لمعايير محددة وهي ليست وهما أو خيالا وإنما هي اضطراب نفسي، حيث يظهر الفرد بأكثر من شخصية. ويحدث الانتقال من شخصية لأخرى عند وجود ضغط نفسي اجتماعي شديد ومشاكل تؤثر سلبا على نفسية الفرد وتستولي على تفكيره وحياته ويصبح أسير الأوهام والقلق والتوتر والغضب مما يؤثر على تكوين شخصيته ويتم الانتقال خلال دقائق إلى شخصية أخرى قد تكون متناقضة تماما مع شخصيته الحقيقية كأن يتحول الإنسان الخجول فجأة إلى شخص آخر جريء لا يتورع عن القيام بأي عمل آخر، وأن تتحول الفتاة اللطيفة إلى عدوانية، ونتيجة لذلك الازدواج يصاب المريض بقلق نفسي وتوتر وانهيار عصبي، كما أنه قد يرتكب جرائم لاشعوريا أو تنحرف سلوكياته وهو متقمص شخصية أخرى".