أبدى العشرات من فئة المكفوفين ببلدية بوفاريك بولاية البليدة استياءهم جراء العديد من المشاكل التي زادت من معاناتهم، ففقدانهم لنعمة البصر من جهة وقلة اهتمام المجتمع والسلطات المعنية بهم من جهة أخرى حتى وإن كان فقدانهم لنور الحياة أمر مسلم به وابتلاء من عند المولى عز وجل، إلا أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل معاناتهم تضاعفت أكثر مع قلة الاهتمام بهم، وحتى تنقلاتهم بالشوارع والأحياء أصبحت صعبة بالنسبة لهم بحيث أصبح المكفوف بحاجة لمرشد للسير في الشوارع بعد أن أصبحت الأرصفة شبه منعدمة أو مستغلة من طرف أصحاب المحلات ويضطرون للسير في الطريق مع السيارات، كما هو حال الآخرين مع المخاطر المترتبة عن ذلك بالإضافة إلى انتشار الحفر وانعدام التهيئة بأغلب الشوارع وطرقاتها وأرصفتها مما جعل حياة المكفوف بالشوارع تتعرض لخطر كبير، ناهيك أن هذه الفئة تعاني من انعدام مناصب عمل مناسبة تضمن لهم العيش بكرامة خاصة مع المنحة الضعيفة التي يستفيدون منها والتي لا تكفي حتى لتلبية ضرورياتهم، ونجد المكفوفين يجدون ضالتهم خاصة في العمل بمصالح الموزع الهاتفي داخل الإدارات العمومية الذي أصبح بوابة المكفوف الوحيدة لولوج عالم الشغل، حيث أكد هؤلاء أن المسؤولين رضخوا لمطالبهم لكنهم فرضوا عليهم شروط التعجيزية كشهادة في التخصص وأن لا يتجاوز السن 35 سنة في حين يعتبر رئيس النادي الرياضي النجم الساطع للمكفوفين هذه الشروط بغير الواقعية، بحيث أن تسيير الموزع الهاتفي من طرف المكفوف لا يستدعي شهادة وكذا شرط السن يعد غير مقبول كون أن أغلب المكفوفين تجاوزوا مرحلة الشباب ولهم عائلات وهم بحاجة لإعالتهم، ناهيك عن إلغاء هذا التخصص داخل مراكز التكوين، لهذا تناشد هذه الفئة الجهات المعنية رفع عنهم الغبن الذي لازمهم وتخفيف عنهم هذه الإعاقة من خلال إدماجهم في عالم الشغل وتحقيق مطالبهم التي تضمن لهم العيش في الكرامة.