تعد الموسيقى الجزائرية فريدة من نوعها من حيث تنوعها و تراثها ، حيث تحتل ، التراث الغنائي الأوراسي مكانة مميزة بين أنواع الغناء الأخرى في الجزائر وفي شمال إفريقيا ، مما خلف أسطورة و رمز الأصالة الشاوية ، كما يعد أول الأفارقة الذين غنوا بمسرح الأولمبيا خلال عام 1936 حيث استطاع أن يؤدي جميع المقامات والأوزان والطبوع . واسمه الحقيقي هو مرزوق عيسي بن رابح المعروف عيسي جرموني ولد سنة 1885 في دوار امزي المسماة حاليا قرية سيدي أرغيس عين البيضاء ولاية أم البواقي ولكن موطنه الاصلي هو بير إسماعيل(ويسمى أيضا البسان أو الحيمر) ببلدية متوسة ولاية خنشلة وتوفي في 16 ديسمبر 1946 في عين البيضاء ودفن بها بعمر ناهز 61 عام، و إكتشف صوتَ الجرموني خلال مناسبة اجتماعية أدى فيها بعض الأغاني، حيثُ تردّد اسمه منذ تلك اللحظة. ورغم أنه ألّف وأدى العشرات من الأغاني، إلّا أن جرموني، الذي أصدر أول أسطواناته في تونس عام 1933، لم يُسجل سوى قرابة خمسة وثلاثين عملاً، من أبرزها “الفوشي”، و”عين الكرمة”، و “تبقاو بالسلامة”. وتزوّج جرموني بامرأة فرنسية، الذي أحبها وغنى من أجلها بل عاش من أجلها كانت هي الحرية في نظره، هي العين التي يبصر بها جمال المرأة كما وصفه في أشعاره، “برق البرق تبسة حسبتو هنا في بلادي، وهي تبسيمت الشقرة ابصر على من تنادي”، حتى أنه دخل في دهاليز من الحزن بعد وفاتها، لم يخرج منه إلا نحو المقبرة سنة 1946 كما عُرف الأسطورة الأوراسية بمواقفه المناهضة للاستعمار الفرنسي، حيثُ رفض الخضوع إلى العديد من القوانين التي كانت تفرضها السلطات الاستعمارية، مثل الضرائب والخدمة العسكرية، وقد عكس ذلك في أغنيته “الفوشي”.و للإشارة أنتجت التلفزة الجزائرية مسلسلا “دوار الشاوية” حول حياة عيسى الجرموني، كان موفقا إلى درجة معينة.