دعا رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السرّاج الليبيين إلى “طيّ صفحة الماضي”، وذلك في وقت توجه فيه إلى موسكو من أجل التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وقال السرّاج في خطاب متلفز “أدعو كل الليبيين إلى طيّ صفحة الماضي، ونبذ الفرقة، ورصّ الصفوف للانطلاق نحو السلام والاستقرار”. وأضاف السراج “لا تعتقدوا أبدا أننا سنفرط في تضحيات أبنائنا ودماء شهدائنا، أو بيعنا حلم السير نحو الدولة المدنية”. وأشار إلى أن قبول حكومته وقف إطلاق النار يأتي من موقف قوة؛ حفاظا على اللحمة الوطنية ونسيج ليبيا الاجتماعي، مشددا في الوقت نفسه على استعداد طرابلس عسكريا لدحر “المعتدي في حال حدوث أي خروق لهذا الاتفاق”. ولفت السراج إلى أن وقف إطلاق النار ما هو إلا خطوة أولى في “تبديد أوهام الطامعين في السلطة بقوة السلاح والحالمين بعودة الاستبداد، وأن المسار السياسي الذي سنخوضه سيكون استكمالا للتضحيات الجسام التي بذلت في سبيل قيام دولتنا التي نحلم بها”. للإشارة، دخل وقفٌ لإطلاق النار في ليبيا -وُصف بالهش- حيّز التنفيذ الأحد بعد أشهر من المعارك عند أبواب طرابلس، وإثر مبادرة من أنقرةوموسكو ومباحثات دبلوماسية مكثفة فرضتها الخشية من تدويل إضافي للنزاع. وأدى وقف إطلاق النار في ليبيا الذي دعت إليه تركيا وروسيا إلى تهدئة القتال العنيف والضربات الجوية الأحد، لكن الفصيلين المتحاربين تبادلا الاتهامات بانتهاك الهدنة، وسط استمرار المناوشات حول العاصمة طرابلس. وفي وقت تخشى فيه أوروبا من تحوّل ليبيا إلى “سوريا ثانية”، التقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في موسكو السبت الرئيس الروسي. ورحبت ميركل بالجهود الروسية-التركية، آملةً أن توجّه قريبًا “الدعوات إلى مؤتمر في برلين ترعاه الأمم المتحدة”. ومساء السبت الماضي، أعرب الرئيسان الروسي والتركي في اتصال هاتفي عن “رغبتهما في توفير مساعدة على جميع الصعد، التي من شأنها دفع مسار الحل السياسي قدما” في ليبيا، وفق الكرملين.