بدأ الناخبون الكينيون بالإدلاء بأصواتهم في انتخابات يعتبرها مراقبون الأهم من نوعها في تاريخ هذا البلد الإفريقي. وهذه هي المرة الأولى التي يجري فيها التصويت في انتخابات بموجب الدستور الجديد الذي وضع بهدف الحيلولة دون تكرار العنف الذي أعقب الانتخابات الأخيرة التي أجريت عام 2007، والذي أسفر عن مصرع أكثر من ألف شخص نتيجة القتال بين مؤيدي المرشحين الرئيسيين. وقد عززت إجراءات الأمن في البلاد تحسبا لتجدد العنف، كما ناشد المرشحون مؤيديهم التحلي بالهدوء وضبط النفس. وسيختار الكينيون في هذه الانتخابات رئيسا جديدا للبلاد علاوة على مجلسي نواب وشيوخ وحكام للولايات وأعضاء مجالس محلية جديدة. ويتنافس على الرئاسة في هذه الانتخابات ثمانية مرشحين، ولكن السباق الحقيقي هو بين رئيس الوزراء رايلا أودينغا ونائبه أوهورو كينياتا. ومن المفارقات إن كينياتا، وهو نجل زعيم استقلال كينيا جومو كينياتا، سيمثل قريبا أمام محكمة جرائم الحرب الدولية بتهمة الضلوع في التخطيط لأعمال العنف التي أعقبت الانتخابات الأخيرة. ويواجه وليام روتو، المرشح لمنصب نائب الرئيس في قائمة كينياتا، تهما مشابهة. وينفي الرجلان التهم الموجهة لهما. وكان الرئيس مواي كيباكي، الذي لم يترشح في الانتخابات، قد حث الكينيين على الإدلاء بأصواتهم بهدوء كما حث المرشحين الخاسرين على تقبل الخسارة برحابة صدر. وقال الرئيس الكيني في كلمة بثها التلفزيون يوم الجمعة "أدلوا بأصواتكم واحفظوا السلم. لنبعث برسالة واضحة إلى العالم أجمع مفادها إن ديمقراطيتنا قد نضجت. إن التصويت السلمي يعتبر تصويتا لكينيا آمنة ومزدهرة ومستقرة." من جانبهم، تعهد المرشحون باحترام نتيجة التصويت وحثوا أتباعهم على تجنب العنف. كما رفع رجال الدين صلوات يوم الأحد من أجل السلام. ولكن الشرطة حذرت من وجود خطط تهدف لإشاعة الفوضى في نيروبي وغيرها من المدن، وأكدت على إنها ستتعامل بحزم مع مثيري العنف والشغب. وكانت أعمال العنف عام 2007 قد اندلعت عقب ادعاء أودينغا بأنه راح ضحية غش مؤيدي الرئيس كيباكي، مما أدى إلى اندلاع صدامات بين أنصار المرشحين الذين ينحدرون من مجموعات أثنية مختلفة مما أكسب العنف طابعا طائفيا. وقد انضم أودينغا لاحقا للحكومة بموجب اتفاق للسلام. ومن المقرر إن يستمر التصويت من السادسة صباحا إلى السادسة مساء بالتوقيت المحلي (الثالثة إلى الثالثة غرينتش)، وستعلن النتائج قبل الحادي عشر من الشهر الجاري. وإذا لم يتمكن أي من المرشحين من الحصول على أكثر من نصف مجموع الأصوات، سيصار إلى إجراء جولة إعادة في الحادي عشر من شهر أفريل المقبل.