انزلق الوضع العام في كينيا باتجاه المجهول بعد أن تحولت شوارع العاصمة نيروبي إلى ساحة حرب حقيقية بين أنصار المعارضة الرافضين لنتائج انتخابات الرئاسة التي شهدها هذا البلد الإفريقي في السابع والعشرين من الشهر الماضي·وخلفت المواجهات بين أنصار الرئيس الحالي والفائز بعهدة رئاسية ثانية مواي كيباكي وأنصار زعيم المعارضة رايلا أودينغا مقتل ما لا يقل عن 290 شخصا في حصيلة ما زالت مرشحة للإرتفاع خلال الأيام بل الساعات القادمة·وبلغت حدة العنف بين الطرفين المتقاتلين أمس، درجة الخطورة القصوى بعد مصرع 30 متظاهرا حرقا داخل كنيسة لجأوا إليها وخلفت المواجهات بين أنصار الرئيس الحالي والفائز بعهدة رئاسية ثانية مواي كيباكي وأنصار زعيم المعارضة رايلا أودينغا مقتل ما لا يقل عن 290 شخصا في حصيلة ما زالت مرشحة للإرتفاع خلال الأيام بل الساعات القادمة·وبلغت حدة العنف بين الطرفين المتقاتلين أمس، درجة الخطورة القصوى بعد مصرع 30 متظاهرا حرقا داخل كنيسة لجأوا إليها في غرب البلاد·وكشفت مصادر الصليب الأحمر في مدينة ألدوريت حيث توجد الكنيسة المستهدفة في غرب كينيا نقل 42 شخصا إلى مستشفيات المدينة بعد أن أصيبوا بحروق خطيرة· وعرفت المواجهات احتداما أكبر في آخر يوم من العام الماضي وتحولت من مواجهات على خلفية انتخابية إلى مواجهات عرقية وهو ما ساعد على توسع رقعتها لتشمل عدة مدن في غرب البلاد بعد أن كانت مقتصرة على العاصمة نيروبي· وأكدت مصادر الشرطة الكينية أنها عثرت صباح أمس على جثث 74 شخصا تم نقلهم إلى مصلحة حفظ الجثث لمستشفى مدينة كيزومي وقد تلقوا رصاصات في الرأس· وتعتبر كيزومي ثالث أكبر المدن في البلاد (غرب) ومعقل أنصار زعيم المعارضة رايلا أودينغا وقد شهدت أعنف المواجهات بعد أن رفض أنصار هذا الأخير النتائج النهائية للإنتخابات الرئاسية والتي أعطت الفوز للرئيس الحالي كيباكي·وكان أنصار المعارضة استبقوا قرار لجنة الانتخابات وأكدوا فوز مرشحهم أودينغا بفارق كبير عن الرئيس الحالي قبل أن يتم الاعلان عن النتائج النهائية الرسمية التي خرج أنصارها إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم لهذه النتائج واتهموا الحزب الحاكم بتزويرها· وكان أكثر من 100 متظاهر قتلوا الأحد الماضي بعد أن لجأت قوات الأمن الى استعمال الرصاص الحي لصد مظاهرات أنصار مرشح المعارضة وكان ذلك بمثابة فتيل الفتنة السياسية في أحد أفقر بلدان العالم ودفع بالسلطات إلى فرض حظر التجول· وتعد هذه أعنف أزمة سياسية تعرفها كينيا منذ الإنقلاب العسكري في سنة 1982 وهو ما دفع بعديد الدول إلى دعوة كل من الرئيس كيباكي وزعيم المعارضة أودينغا إلى التحرك من أجل احتواء الوضع ووقف حمام الدم الذي غرقت فيه البلاد منذ الأحد الماضي وغياب أي مؤشر لوقف نزيفه· وأصر رايلا أودينغا على مواقفه الرافضة الاعتراف بفوز منافسه، وقال أنه لن يقبل أبدا التفاوض مع كيباكي إلا إذا اعترف بهزيمته· وأضاف أنه في حال قبوله إعادة عد الأصوات واستقدام فريق دولي حينها فقط يمكن العودة إلى طاولة المفاوضات· وجاءت تصريحات زعيم المعارضة الكينية بعد اتصال أجراه رئيس الوزراء البريطاني مع طرفي الأزمة في محاولة لإصلاح ذات البين بينهما·