الحمد لله الذي أنعم علينا بحب الفاروق عمر عطر المجالس وطيبها ونبع العزة وفيضها عمر الذي جعله الله تبارك وتعالى سدا يحول به بين الأمة ووقوعها في الفتن. سأل عمر مرة أمين سر رسول الله فقال: ياحذيفة أتحفظ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتن التي تموج كما يموج البحر فقال حذيفة: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين، إن بينك وبينها بابا مغلقا. فقال عمر يا حذيفة أيكسر الباب كسرا أم يفتح فتحا؟ فقال بل يكسر يا أمير المؤمنين. فقال عمر: إذا فتح الباب كسرا لا يغلق أبدا. فهمها الفاروق عمر ولم يسأل عنها أما غيره من السامعين فقد سألوا حذيفة فقالوا يا أمين سر رسول الله أكان عمر يعلم الباب؟ قال نعم يعلمه كما يعلم أن الليلة دون الغد إني حدثته بحديث ليس بالأغاليط الباب عمر. وصدق رسول الله الصادق الأمين فهذا هو التاريخ يشهد أن باب الفتنة فتح بعد مقتل عمر، ويشهد الحاضر أن باب الفتنة فتح ولم يغلق بعد فتحه. وما زالت الفتن تتابع كقطع الليل المظلم إلى قيام الساعة. وهذا هو حبر اليهود كعب الأحبار يجد ذلك في نصوص التوراة - فقد دخل عمر بن الخطاب دخل على زوجته أم كلثوم فوجدها تبكي فقال ما يبكيك فقالت يا أمير المؤمنين هذا كعب الأحبار يقول إنك على باب من أبواب جهنم فلم يصبر على ذلك عمر فأرسل إلى كعب فدعاه فلما علم كعب بسبب استدعاء الفاروق له تملكه الخوف من عمر ولما وصل إليه قال يا أمير المؤمنين أمهلني ولا تعجل علي والذي نفسي بيده لا ينتهي هذا العام حتى تدخل الجنة فقال عمر أي شيء هذا يا كعب مرة في الجنة ومرة في النار؟ فقال يا أمير المؤمنين والذي نفسي بيده إنا لنجد في التوراة أنك تقف على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقعوا فيها فإذا مت لم يزالوا يتساقطون فيها إلى يوم القيامة. لا يعرف تاريخ البشرية حاكما أو أميرا لم يترك من الحزم درجة واحدة ومع ذلك لم يفرط من العدل والرحمة بدرجة واحدة. ما أصعب أن يجتمع الحزم مع الرحمة والعدل. صحيح أن الفاروق اتخذ درة كان يعلو بها رؤوس الصحابة والتابعين يضربهم ويتهددهم بها. لكنا لم نسمع من مسلم تهمة في عدل عمر ورحمته. فيا الله ارزقنا حكاماً يخشونك فينا مثّل عمر و يسعون لإقامة النهضة و العدل و يبتغون مرضاتك .. اللهم أمين .