إعتبر الدكتور محمد ملهاق، البيولوجي السابق بمخابر التحليلات الطبية والباحث في علم الفيروسات، أن اختيار الجزائر للقاح الروسي (سبوتنيك 5) للتطعيم ضد فيروس كورونا، خيار موفق لعدة اعتبارات. وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور ملهاق في اتصال ل "الاتحاد" اليوم ، أن الحديث عن اللقاحات المضادة للفيروس التاجي، يقودنا للحديث عن عدد اللقاحات المتوفرة حاليا عبر العالم، وهو عدد محدودو جدا، إذ أن هناك لقاح أسترازينيكا الذي طورته شركة الأدوية البريطانية أسترازينيكا بالشراكة مع جامعة اوكسفورد، بالإضافة إلى لقاحي فايزر/بيونتك وموديرينا، واللقاح الروسي "سبوتنيك 5″، وجميع هذه اللقاحات تستخدم لأول مرة، وتتطلب إمكانيات لوجستيكية هامة. وتابع الدكتور ملهاق، قائلا: "تبعا للمعطيات المطروحة والامكانيات اللوجستيكية التي تحظى بها الجزائر، اختارت اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة وضع جائحة كورونا، اللقاح الروسي (سبوتنيك 5) للتطعيم ضد فيروس كورونا". وبالحديث عن مدى فعالية اللقاح الروسي المضاد لفيروس كورونا المستجد، أوضح الدكتور ملهاق، أن كافة البيانات تشير إلى أن اللقاح امن وفعال بنسبة 91.4 بالمائة، وهي نسبة قريبة من نسبة فعالية كل من لقاحي موديرينا، وفايزر، وقد وصل عدد الأشخاص الذين تلقوا لقاح (سبوتنيك 5) حسب البيانات المنشورة إلى أزيد من 100 ألف شخص في روسيا. أما النقطة الأساسية التي ينبغي الحديث عنها، حسب الباحث في علم الفيروسات، هي وفرة اللقاح وسعره وهذا الأمر غير مطروح، لأن الجزائر أكدت انها مستعدة لاقتناء اللقاح المضاد لكورونا مهما كان سعره، ولكن بالمقابل سيتم اقتناء اللقاح الأقل سعرا، بما أن اللقاحات المطروحة تشترك في نفس المواصفات ونفس درجة الأمان والفعالية، وهذا ما يفسر وقوع الاختيار على اللقاح الروسي الذي يتناسب مع إمكانيات الخزينة العمومية، إذا تحدثنا عن الجانب المالي، ويتناسب مع الإمكانيات اللوجستيكية للجزائر، حيث أن اللقاح الروسي يتم حفظه في درجة حرارة عادية عند +2 إلى +8 درجة مئوية. يذكر أن المتحدث باسم الحكومة وزير الاتصال عمار بلحيمر، أفاد عقب اجتماع الحكومة الأربعاء الماضي، برئاسة الوزير الأول عبد العزيز جراد، بأنه سيتم الحصول على اللقاح المضاد لفيروس كورونا كدفعة أولى، للانطلاق في عملية التطعيم بداية من شهر جانفي الجاري.