تحتفل الجزائر اليوم باليوم العالمي للطفولة والمصادف لأول جوان من كل سنة ، لذا ارتأينا أن نقف في هذا اليوم على واقع الطفولة المسعفة في الجزائر. بالإضافة إلى ظاهرة الاختطاف التي تفشت في السنوات الأخيرة بكثرة ناهيك عن الاعتداءات الجنسية التي أضحت تلاحق الطفل خاصة وأن هذا الموضوع يعتبر من طابوهات المجتمع ، ومن جهته يجتهد المشرع الجزائري في الفصل في الظواهر السلبية التي تلاحق الطفل ومنها العمالة دون السن القانونية. كان الاهتمام بالطفولة المسعفة من أولى الاهتمامات التي شغلت حكام ومسؤولي الجزائر ، فأول مكتب ظهر في العاصمة يعتني بالأطفال المسعفين تمركز في باب الوادي بعد قانون 1904 وهو يخص الأطفال المحرومين تم نقله إلى مكان أكثر سرية 1917 ، ثم أصبح مستشفى مصطفى باشا هو ملجأ هؤلاء الأطفال ، وخلال الفترة بين 1940 إلى 1962 كان مسكن داي الجزائر هو ملجأ هذه الفئة ثم أنشئت دار الأمومة من طرف الهلال الأحمر 1954 ، وأمام هذا التزايد المستمر أصبح المشكل كبير وخطير، فقامت الدولة ببناء أحياء لهؤلاء الأطفال، وفي الوقت الحالي الدولة هي المسؤولة في التكفل بهذه الفئة عن طريق مؤسسات ذات طابع إداري واستقلالية مالية وهذا بمقتضى المرسوم رقم 80 /83 المؤرخ في 15-3-1980 المتضمن إنشاء دور الأطفال المسعفين وتنظيمها وسيرها . في ظل غياب رادع قوي ظاهرة المواليد غير الشرعيين تتفاقم سجلت الجزائر في أخر الإحصائيات ما يفوق 3000 مولود غير شرعيين يولدون سنويا. وتكفلت الدولة خلال الفترة الممتدة من 1999 إلى 2007 بحوالي 27400 طفل مسعف عبر مختلف ولايات الوطن. فخلال سنة 2007 تم العثور على 110 رضيع كان يراد التخلص منهم عن طريقا لقتل والرمي في أكياس القمامة إلا أن إرادة الله إختارت الحياة لهم فوجدوا في عدة أماكن أخرى كأبواب المساجد العمارات وحتى المزابل العمومية . وحسب خيرة مسعودان عميدة الشرطة والمكلفة بملف الطفولة ان هناك 53 رضيع فارق الحياة بسبب الظروف المناخية الصعبة آو عدم اكتمال نموه وذلك بعد تعرضه ل لإجهاض في حين بقي57 رضيع على قيد الحياة عثر عليهم من طرف المواطنين. وحسب أخر دراسة أنجزها المركز الوطني لدراسات والتحاليل من أجل السكان والتنمية بطلب من منظمة الأممالمتحدة لطفولة حولا لأمهات العازيات والرضع غير شرعيين شملت 873 أم عازية موزعة على 14 ولاية . ونجد 327 ممن احتفظن بصغارهم ومنهم 224 يواظبون على زيارة أطفالهن . فقد عثر بولاية بسكرة على نحو 15 طفل حديث الولادة يعتبرون نتاج لعلاقات غير شرعية .فقد تم إحصاء بين سنة 2010-2011-2012 حسب ما كشفته مديرة النشاط الاجتماعي بوهران 505 أم عازية على مستوى دارا لرحمة ومراكز لإيواء وما يقارب 600 طفل غير شرعي . فيما تكفلت الجزائر عبر 48 ولاية ب33 ألف حالة لأمهات عازبات أو أكثر من 7 ألاف طفل غير شرعي وهذه الظاهرة ساهمت بشكل مباشر بانتشار التشرد والإجرام. أما إحصائيات 2011 تشير إلى أن دار الحضانة بولاية وهران استقبلت ما يقارب 117 طفل أعمارهم من سن الولادة حتى 6 سنوات. بقي منهم 27 طفل بعد التكفلب17 طفل داخل الوطن من طرف عائلات و 10 أطفال من خارج الوطن . فيوجد حاليا حوالي 96 برعم شاءت الأقدار أن يحرموا من النعمة الأبوية بالأبيار بالعاصمة.