أقرت وزارة التربية إجراء استثنائيا بخصوص مرضى التوحد للانتقال من التعليم الابتدائي للمتوسط، ومن مرحلة التعليم المتوسط إلى مرحلة التعليم الثانوي. ويتمثل في احتساب معدل التقويم المستمر فقط (المعدل السنوي) تطبيقا لمبدأ التمييز الإيجابي. وأشرف وزير التربية، محمد واجعوط رفقة وزراء الصحة، التضامن، العمل، الشؤون الدينية، الشباب والرياضة، على أشغال فوج العمل باضطراب التوحد. وتمت دراسة واقع اضطراب طيف التوحد في بلادنا على الصعيد الاجتماعي، التربوي والطبي، وآفاق التكفل بالمصابين به. وأشار الوزير في كلمته أنّ الارتفاع السريع لمعدل الإصابة باضطراب التوحد، دفع الحكومة للاهتمام بهذا الموضوع. كما أكد أن فوج العمل هذا، مطالب بإعداد جرد مفصل لوضعية هذا الاضطراب في بلادنا على الصعيد الاجتماعي، التربوي والطبي. وهذا لرسم استراتيجية وطنية واقعية وقابلة للتنفيذ للتكفل بالمصابين به، بالرغم من صعوبة الأمر الناتج عن تعقد الاضطراب وتنوع حالاته. والذي يستلزم تدخل عدة أطراف في عملية التكفل (الطبيب النفساني، المختص في الأرطوفونيا، الأستاذ المتخصص، المرافق المدرسي). إلى جانب عدم إمكانية تطبيق برامج التدخل بصفة آلية، كون كل برنامج طُوِّر في بيئة ثقافية واجتماعية معينة. وأكد الوزير إلى أن الدولة الجزائرية عازمة على الانكباب بصفة جدية على هذا الانشغال. وكذا تشكيل فرق بحث متعددة الاختصاصات لتطوير برامج وطنية تأخذ بعين الاعتبار البيئة الاجتماعية والثقافية لمجتمعنا. وأشار إلى الكفاءات البشرية التي تزخر بها بلادنا والتي يمكنها تحقيق هذا المطمح الاجتماعي المشروع، مشيدا بدور الجامعة بهذا المجال. كما أشار الوزير إلى السياسات التي تبنتها وزارة التربية الوطنية، الداعمة لدمج الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد في النظام التعليمي العادي. حيث تم فتح أقسام خاصة بالمؤسسات التعليمية العمومية وهذا بالتعاون مع قطاع التضامن الاجتماعي، وجمعيات المجتمع المدني الناشطة بهذا المجال. وبلغ عدد التلاميذ ذوي اضطراب التوحد المسجلين في الأقسام العادية 4778 تلميذا، وبالأقسام الخاصة 1057 تلميذا في السنة الدراسية 2019/2020.