أعرب وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أن الاتفاق الذي وقع أول أمس في واغادوغو بين السلطة المالية ومسلحي الطوارق الذين يسيطرون على مدينة كيدال في شمال مالي شكل "ارتياحا كبيرا" للجزائر، داعيا الى "حوار شامل". وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاسباني خوسيه مانويل غارسيا-مارغالو "باسم الحكومة الجزائرية أعرب عن ارتياحنا الكبير لتوقيع هذا الاتفاق ونعرب عن الأمل في أن يكون هذا الاتفاق نقطة انطلاق لعملية مفتوحة من اجل حوار". و أكد إن هذا الاتفاق "يجب أن يتيح للشعب المالي المصالحة والحفاظ على وحدة أراضي مالي"، ومن ناحيته، وصف الوزير الاسباني توقيع هذا الاتفاق ب"بالخبر السار". وقال "قبل اسابيع لم يكن توقيع مثل هذا الاتفاق ممكنا". كما أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون باتفاق واغادوغو بين الحكومة المالية والمتمردين الطوارق الذين يحتلون مدينة كيدال في شمال مالي، وحث الطرفين على "العمل منذ اليوم على تطبيق الاتفاق". واستحسن أيضا بجهود الوساطة التي بذلتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا بقيادة رئيسي بوركينا فاسو نيجيريا، مكرراَ "جهوزية الأممالمتحدة لدعم تطبيق الاتفاق عبر البعثة المتعددة الأطراف التابعة للأمم المتحدة من أجل الاستقرار في مالي". من جهتها أشادت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون بتوقيع الاتفاق الذي أكدت أن له "أهمية تاريخية، فهو يشكل مرحلة أساسية في عملية بناء السلام عبر الحوار". وشددت على أن الاتحاد الأوروبي "سيظل إلى جانب جميع الماليين لتسهيل تطبيق الاتفاق بكل أبعاده"، وتعليقا على الاتفاق قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن "هذا الاتفاق يشكل تقدما رئيسيا في الخروج من الأزمة في مالي بهدف إجراء الانتخابات الرئاسية في 28 يوليو/تموز، إنه يكفل احترام السيادة الوطنية لمالي والاقرار بمقاربة محددة للمشاكل في شمال مالي"، وأضاف "في ستة أشهر، منذ تدخلت فرنسا عندما كانت مالي على شفير الجحيم الإرهابي، تم القيام بعمل جيد"، داعياً جميع الأطراف الماليين إلى تطبيق الاتفاق بحذافيره. ويذكر أن الحكومة المالية والمتمردون الطوارق قد وقعوا أول أمس في واغادوغو اتفاقا وُصف بأنه "اتفاق تمهيدي للانتخابات الرئاسية ولمفاوضات السلام في مالي، يلحظ عودة الجيش المالي إلى كيدال وتموضعا محصورا لمقاتلي الطوارق في مواقع تجمع، و أيضا لن يتم نزع سلاح المتمردين الطوارق إلا بعد توقيع اتفاق "شامل ونهائي للسلام" بين السلطات الجديدة التي ستنشأ بعد الانتخابات من جهة والمجموعات المسلحة في الشمال من جهة أخرى.