تتميز علاقة الأم بزوجة ابنها (الكنة) بعدم الوفاق على مر التاريخ ،وفي الغالب إذا ما كانت الكنة طيبة تكون الحماة شريرة والعكس صحيح ،فإن مثل هذه الصراعات غالبا ما تنتهي بالطلاق لان كثيرا من الرجال يتعب من هذا الصراع لقلة خبرته ووعيه فلا يستطيع الإمساك بزمام الأمور فيتهرب من المشكلة بالتخلص من الزوجة وطلاقها. أضحى صراع الأم مع زوجة الابن في الآونة الأخيرة أهم أسباب الطلاق في المجتمع الجزائري بعد أن أصبح الزوج يعيش بين مطرقة تسلط الزوجة و سندان طاعة والدته،هي ظاهرة خطيرة أصبحت تهدد الاستقرار الأسري و تشرد عائلات ضحايا أبطالها أطفال و نساء،فتوقفت جريدة "الاتحاد" عند بعض الحالات التي تعاني صراعات سببها الكنة و الحماة،كما استطلعت آراء بعض المواطنين حول الموضوع في إحدى شوارع العاصمة. "إذا تفاهمت العجوز مع الكنة الشيطان يدخل الجنة" أجمع معظم المواطنين الذين التقت بهم جريدة "الاتحاد" في شارع حسيبة بالعاصمة،أنه لا توجد علاقة توافق بين العجوز و كنتها لوجود أسباب كثيرة فهناك من اعتبرها نتاج غيرة و هناك من ربطها بالفطرة ،ما تؤكده "خديجة" من القبة، متزوجة منذ 5 سنوات و تمكث في بيت واحد مع أم زوجها،حيث بدأت كلامها بالمثل الشعبي: "إذا تفاهمت العجوز مع الكنة الشيطان يدخل الجنة" و تقول أنها عانت الكثير و الكثير منها رغم أنها تتسامح في كل مرة معها،فهي تنتقدها في كل صغيرة و كبيرة ما سبب لها مشاكل مع زوجها مرات عدة أوصلتها إلى الطلاق،و تضيف:"لا ترحم ابنها فكيف ترحمني،فتفاهم الزوجة مع زوجة ابنها لا توجد إلا في الأفلام"،و تشاطرها الرأي "كريمة" التي تقول أن الخلافات نشبت بينها و بين والدة زوجها بعد أسبوع فقط بعد خطبتها،ما دفعها بالطلب من زوجها بتوفير بيت مستقل عن أهله بعيدا عن المشاكل. الغيرة من زوجة الابن تؤدي إلى الطلاق و منهم من رأى أن الغيرة قد تكون سبب في هذه الصراعات،و من هؤلاء "عبد الكريم" الذي قال أن المرأة عادة تغار فتشعر أن زوجة ابنها قد شاركتها في ملكيته أو انتزعت منها اختصاصها في السيطرة على ابنها فيحدث تنافس بينها وبين زوجة الابن ، خصوصاً أن الحماة تعتبر ابنها راعي أسرتها وقد يكون المسئول عنها مادياً ،وقد يأخذ دور الأب فيمثل حماية لها وتشعر بأنها تفقد كل هذا،و بالتالي ينشب عراك بينهما،هذا ما حدث ل"دليلة" التي كانت إحدى ضحايا الطلاق بعد عام واحد من زواجها بوحيد أم و أخ لأربعة بنات،و تقول أنها عانت من مشاكل سببتها لها حامتها دفعت بها إلى طلب الطلاق من دون تردد،حيث بدأت قصة معاناتها منذ الأسابيع الأولى من زواجها فكانت إذا تزينت أو لبست ثياب لائقة بها كانت أم زوجها تقيم القيامة عليها لأتفه الأسباب،و بعدها وصلت الأمور بها إلى تأليف قصص من مخيلتها و مسيئة لسمعتها و تخبر بها ابنها الذي يعتبر أمه ملاكا يمشي على الأرض عند عودته من العمل في أمسية كل يوم،إلى أن جاء اليوم الذي طفح فيه الكيل و مللت من أكاذيبها رغم كبر سنها و تحققت رغبتها في الافتراق عن ابنها. و للحماة رأي آخر.. فيما صرحت الخالة "فاطمة الزهراء" في العقد الخامس من العمر في حوارها مع جريدة "الاتحاد" عن ميل الأزواج والزوجات إلى توجيه اللوم إلى الحماة واعتبارها مسئولة عن كل ما يحدث من متاعب بين الزوجين، أن المشكل لا يكمن في أم الزوج التي لا تحب إلا الخير لابنها منذ نعومة أظافره، بل في الزوجات اللاتي يدخلن بيوت الناس و لا يتقنّ أشغال البيت،بل يمضين معظم أوقاتهن في مشاهدة الأفلام،و تهمل بيتها الزوجي و تعلق قائلة:"يرحم بابا كوم كيفاش حابين تكون هذه لعجوزة؟" متسائلة رد فعل أيّ أمّ في الكون عندما ترى بيت ابنها يتهدم؟هل السكوت و لرضوخ؟،وتضيف الخالة "فاطمة الزهراء":أنها ليست من هذا النوع الذي يسكت عن الباطل. جوهر.."أعامل كنتي كيما ابنتي" عند قيامنا بهذا الاستطلاع التقينا بزوجات تربطهن علاقة وطيدة مع حماتهن بل أكثر من ذلك وجدنها الطرف المعين في أشغال البيت و تربية الأبناء خاصة العاملات منهن،هذا ما أكدته "نوال" من بئر خادم متزوجة منذ عشر سنوات و هي تعيش تحت سقف واحد مع أهل زوجها في استقرار دائم ،فهي تقوم بواجباتها المنزلية و أم زوجها تقوم برعاية أبنائها،و تضيف:"الحمد لله لازم تكون برك الزوجة رزينة لأنه لا أتصور أن تسبب الحماة أذى لابنها أو زوجته"،و في نفس السياق تقول "جوهر" أنها تعامل كنتها مثل ابنتها،فكما تحب أن تُعامل ابنتها بطيبة من قبل أهل زوجها تعامل زوجة ابنها،و تضيف أن الحماة الناضجة السوية المتزنة عقلياً ونفسياً تستطيع أن تسمو بمشاعرها وتحولها إلى مشاعر ايجابية سواءً مع زوجة الابن أو زوج الابنة. المعاملة الحسنة طريق معبّد للوصول إلى قلب الحماة وتبدي "شريفة"تعجّبها الشديد من الشكل الذي تصوّر به بعض الفضائيات صورة (الحماة) وتقول:" إن زوجة الابن تستطيع أن تكسب حماتها إذا أحسنت معاملتها،؛ ففي الأيام الأولى لزواجها كانت أم زوجها شديدة للغاية في معاملتها وقاسية في تصرفاتها, فرغم أن لها شقة منفصلة عن بيت العائلة إلا أنها تجبرها أن تمكث عندها كل النهار، لتقوم لها بالأعمال المنزلية، واستقبال الضيوف، والعديد من الأعمال الشاقّة الأخرى، ومع ذلك فقد تحلّت زوجة الابن بالصبر إلى أن شاءت الأقدار أن تقع أم زوجها طريحة الفراش، فلم تجد من يقوم بخدمتها غير زوجة ابنها، فوقفت زوجة الابن إلى جانبها في أزمتها، ومكثت بجوارها إلى أن استعادت صحّتها، وشعرت الأم بمقدار اهتمامها بها، ومن ذلك الوقت وهي تعاملها بأسلوب حسن، واستطاعت أن تستقلّ بمنزلها الخاص، ولم يمنعها ذلك من تلبية حاجات أم زوجها من وقت لآخر. الظاهرة نتاج التقليد الأعمى للغرب أكد علماء الاجتماع أن مشكلة الحماة مع زوجة الابن (الكَنّة) نشبت بسبب تأثر مجتمعاتنا المتمسكة بعادات و تقاليد المجتمعات الغربية عبر الفضائيات ،حيث درجوا على استيراد أنماط لا تتناسب ولا تعبّر عن مجتمعاتهم؛ و هناك أسر لا تستطيع أن توفر سكنًا خاصًّا لابنها الشاب المقبل على الزواج بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، ولذلك يتحتّم أن تسكن زوجة الابن مع حماتها و تعيش معها تحت سقف واحد، و بالتالي لا تتقبل أم الزوجة تعجرف زوجة ابنها،فتدخلان في خلافات قد تؤدي في معظم الأحيان بالطلاق.