تعاني الكثير من الحموات والكنات على حد سواء بمنازلهن، نتيجة العلاقة المتوترة بينهماخاصة أن هذا الخلاف يظل قائما في حالة ما إذا تقاسموا المنزل لكن الغريب أن تتطور الخلافات إلى حد إتهام الحماة بالسرقة أو إقناع الكنة لزوجها بضرورة طرد والديه من المنزل أو حتى تبادل الإتهامات بينهما. تعتبر العلاقة الجيدة بين الكنة والحماة من بين الأشياء الضرورية لتسود الطمأنينة والإستقرار، لكن الظروف الإجتماعية الصعبة تضطر بعض الأزواج إلى تقاسم بيت واحد مع والديهم فغالبا ما تنجح الزوجة في إقناع زوجها بظلم حماتها بينما تفرض بعض الحموات جبروتهن فتنجح في إقناع أبنائهن بعدم تقدير الزوجة لهن، فتكون سببا في توتر العلاقة الزوجية التي تنتهي بالطلاق، في المقابل فإن الزوجات في وقت السابق كن يبحثن عن كافة الطرق لنيل رضا حمواتهن، إلا أن الحياة العصرية أضفت تغيرات فكرية وسيكولوجية على بعض النساء جعلتهم لا يتقبلون فكرة العيش مع حماتهن خوفا من نشوب خلاف بينهما خاصة أن كثير من النساء المتزوجات لايمتلكن ثقافة التعامل مع حمواتهن، كما أن غيرة العجوزة تكون سببا في توتر علاقتها بكنتها حيث أن ما تعرفه المنازل الجزائرية من خلافات بين الكنة والحماة يدل على أن نسبة الخلاف بينهن تفوق التفاهم، لهذا قررنا التوجه للحديث مع الكنات اللواتي وجدن أنفسهن واقعات تحت رحمة ديكتاتورية حمواتهن فأول من إلتقينا بها “منال” صاحبة ال37 سنة التي ضاقت مرارة الحياة بفعل تصرفات حماتها التي لم تجد لها يوما مبررا، حيث أكدت أنها لطالما حاولت إرضاءها بتقديم جميع الخدمات لها والهدايا في المناسبات لكسب رضاها إلا أنها كانت تحمل حقدا وكرها شديدا لها، حيث أرجعت السبب أن زوجها قد رفض العروس التي إختارتها له والتي تنتمي لعائلتها، كما أضافت أنها حاولت التفريق بيني وبين زوجي بكافة الطرق فكانت تختلق الأكاذيب التي كانت غالبا نتيجة لنشوب شجارات عنيفة بيننا. ولا تختلف معاناة زوجات أخريات إضطرتهن ظروف أزواجهن الصعبة لتقاسم المنازل مع حمواتهن لتفتح لهم أبواب جهنم بداخلها، حيث تحكي لنا “مليكة” عن قصة أغرب من الخيال بدأت بعدما دخلت إلى بيت زوجها الذي يضم حماتها برفقة بناتها الثلاث، فقد كانت أوامر حماتها لا ترفض بهذا البيت حيث أن زوجها لطالما أمرها بضرورة طاعة والدته وقد إكتشفت بعد فترة أنها جلبت للبيت بهدف خدمة عائلته، خاصة أنها كانت تمنع بناتها من القيام من الأشغال المنزلية لمجرد أن تزيد من شقائي فلم أكن أتخلص من تلك الأشغال إلا بساعات متأخرة من الليل، فلم أجد وقتا للإعتناء بجمالي وهذا كان مبررا أخر إستغله زوجي للنفور مني، وما زاد الطين بلة أنها كانت سببا في إجهاضي بسبب تكليفي بحمل أشياء ثقيلة، كما إستطردت قائلة “لم أتوقع أنها ستقوم بتحريض ابنها على الزواج مرة أخرى فتعمدت جلب ضرة علي وقد إستغلت أني فتاة يتيمة لاتستطيع العودة لبيت أهلها فإضطررت لتحمل معاناة إهمال زوجي وجبروت حماتي”. فبداخل كل منزل قصص لنساء يتعرضن للأذى من قبل حمواتهن، فدليلة هي شابة لم تتجاوز ال25 سنة وهي إحدى العاملات، حيث تحكي لنا قصتها فتقول أن حماتها لطالما أجبرتها على تقديم جزء من راتبها لتسمح لها بالبقاء في منزلها، كما أنها إستغربت أنها إشترطت عليها عدم لمس ما تحتويه ثلاجتها، وقد وصل بها الأمر إلى إغلاقه بالقفل كما أنها غالبا ما تتعمد إستعمال أغراضها بغرفتها لإختلاق المشاكل، كما أنها تحاول أن تخجلها أمام زوجها كما لاتسلم من الإنتقادات اللاذعة للأطباق التي تعدها مما يجرح احاسيسها. حماتي تسحرني لتفرقني عن زوجي فمن بين القصص الواقعية ما حدثتنا عنه “مليكة” صاحبة ال30 عاما التي عاشت ببيت حماتها وكأنها غريبة برفقة أهل زوجها، حيث كشفت لنا أنها قد عثرت على بعض عقاقير السحر، وقد تأكدت أن حماتها تهدف لتفريقها عن زوجها لتربطه بقريبتها، كما أضافت أنها غالبا ما كانت تحاول إختلاق الإتهامات أنها تعصي أوامرها نظرا لغيرتها الشديدة منها. أبناء حائرون بين إرضاء أمهاتهم وزوجاتهم أما الأزواج فباتوا يعانون الأمرين وأصبحوا حائرين بين إرضاء الكنات أوالحموات، فكمال صاحب ال20 عاما يقول أنه بات يعيش حياة زوجية غير مستقرة بفعل كثرة الشجارات التي تنشب بشكل يومي بين والدته وزوجته، وغالبا لايستطيع فض الخلاف بينهما أوالتعامل مع تلك المشاكل كما أضاف أن والدته لاتتقبل تواجد زوجته بمنزلها كونها تظن أنها السبب في إبعادي عنها. وللحموات وجهة نظر في الموضوع: غالبا ما تكون الحماة أو العجوزة بالعامية محل إتهام إلا أن بعض “العرايس” يفرضن وجودهن كما يتعمدن إبتكار كافة الأساليب لزرع الفتنة بين أزواجهن وأمهاتهن، فخالتي “فضيلة” واحدة من بين الحموات اللواتي تعرضن للضرب من قبل كنتها التي لا تمتلك ضمير -حسب قولها- فقد أكدت أن مرضها إضطرها لملازمة الفراش وقد كانت بأمس الحاجة لمن يعتني بها، حيث أنها إضطرت للبقاء تحت رحمة كنتها كونها لا تملك بنات يحملن عنها ثقل وألام المرض، فقد أخبرتنا أنها كانت تجلب لها طبق الطعام من غير طيب خاطر، كما كانت تتلقى منها الشتائم في حالة طلب خدمة ما، حيث أكدت أنها تعرضت للضرب المبرح من قبلها بعدما إستغلت غياب إبنها عن البيت، وما زاد من ألمها أن ابنها لم يرض الحديث عن زوجته بالسوء وقد كان موافقا على معاملة زوجته السيئة لي، وقد أخبرني أنه ضاق ذرعا من كثرة الشكاوى ولم يصدقني يوما فإضطررت للهروب من الجحيم وفضلت المكوث بالمستشفى على أن تهينني كنتي. تهم تتبادلها الكنات والحموات بقاعات المحاكم وصلت العلاقة المتوترة بين الحماة والكنة إلى حد إفشاء الأسرار العائلية وكذا تبادل التهم بينهن، حيث عرفت محاكم مختلفة على غرار محكمة سيدي أمحمد، قضايا غريبة لحموات أو كنات أودعن شكاوى يتهمن بها الطرف الأخر بسرقة مجوهراتهن أو الضرب، حيث جرت وقائع إحدى القضايا بعدما قامت شابة بإتهام حماتها الطاعنة في السن بسرقة طاقمها الذهبي، لكن إتضح في نهاية الأمر أن الشابة تعمدت تلفيق التهمة لها إنتقاما منها لمجرد الزج بها بالسجن، حيث كشفت ابنتها أكاذيبها بعدما عثرت على هذا الطاقم تحت ملابس الشابة. ولم تسلم بعض الحموات من الإتهامات الباطلة التي تعمدت بعض الكنات في إيصالها لأبواب المحاكم، حيث جرت وقائع إحدى القضايا الغريبة التي تداولها مجلس قضاء العاصمة، بعد إتهام إحدى الكنات حماتها بإهانتها وسبهابكلام فاحش ببيتها، لكن الغريب أن الحماة المظلومة كانت تتوسل إليها بقول الحق أمام هيئة المحكمة، حيث أكدت أن عروستها لطالما حملت الكره لها ولم تتقبل تواجدها في البيت، فتعمدت إلفاق تهم باطلة لها، لكن ما إستغربنا له بحضورنا للجلسة أن زوجها وهو ابن الضحية عمل على مساندة زوجته ولم يضع أي إعتبار لوضعية والدته التي كادت أن تزج خلف القضبان ظلمابفعل أقاويل الكنة الكاذبة. كما علمنا من أحد المحامين أن أغلب الكنات أو الحموات على حد سواء يرفضن فض الخلاف بالتسامح بل يفضلن الإنتقام من الطرف الأخر بزجه بالسجن، حتى وإن كان بظلم أحدهم أو بتلفيق التهم الباطلة، وقد أضاف أن أغلب القضايا المتداولة هي السب والشتم أو تهم السرقة الموجهة للحموات أو الكنات. كما أصبحت العلاقة المتوترة بين الكنة والحماة دمارا وخرابا للكثير من البيوت خاصة أن بعض الأزواج باتوا يفرضون شرط عيش شريكة حياتهم برفقة أهلهم أمام مرورهم بظروف إجتماعية صعبة، مما يجعل الزوجة منحصرة بين مشكل الضيق والعلاقة المتوترة بين أهل زوجها، لهذا فإننا قد سلطنا الضوء على بعض الزوجات اللواتي خضن تلك التجربة وقد إختلفت وجهة نظرهن بين مؤيد ومعارض. فسميرة فضلت تأجيل مسألة الزواج كونها قد لاحظت خلال فترة خطوبتها تصرفات حماتها المستقبلية التي كانت مبنية على الغيرة الشديدة ظنا منها أنها ستخطف منها ابنها الوحيد، كما أن معاملتها السيئة دفعتها إلى جمع المال ومساعدة زوجها لتأجير بيت ترتاح فيه على أن تظل تحت رحمة حماتها.وجهة نظر أخرى مخالفة لإحدى الزوجات اللواتي لم يجدن أي صعوبة في التأقلم في بيت واحد برفقة زوجها، حيث أنها أخبرتنا أنها حاولت كسب ود ورضا والدة زوجها بمجرد دخولها لبيتها، كما أن حماتها تعاملها كابنتها وقد وجدتها صدرا حنونا عوضها عن موت والدتها. أما “منال” فتقول عن الموضوع أن هناك بعض الحموات اللواتي يحسن معاملة كناتهن “فحماتي لطالما كانت صدرا حنونا لي، كما أنها تدافع عني في حالة نشوب خلاف مع زوجي وهي تحكم دائما بالحق وقد إعتبرتني كواحدة من بناتها كما أني أبادلها نفس الإحساس والمعاملة”.