قال الباحث في علم الفيروسات والبيولوجي السابق في مخابر التحاليل الطبية، الدكتور محمد ملهاق، ان الوضعية الوبائية في الوقت الراهن يمكن وصفها بالمقلقة، ولكنها لم تصل بعد لدرجة الخطورة. وفي هذا الصدد، أوضح ملهاق، في تصريح ل "الاتحاد" اليوم الأربعاء، ان الاستمرار في التراخي والاستهتار وعدم التقيّد بالإجراءات الوقائية، سيؤدي حتما إلى تسجيل تسارع في وتيرة تفشي الفيروس وبالتالي الدخول في دائرة الخطر. وفي حديثه عن أبرز أسباب المنحى التصاعدي لعدد حالات إصابات كورونا مؤخرا، أشار محدثنا إلى الاستهتار الكبير لدى المواطنين في تطبيق تدابير الوقاية وكأن فيروس كوفيد 19 أصبح من الماضي، رغم تسجيل قرابة 400 حالة إصابة جديدة و10 وفيات يوميا ما يؤكد أن الخطر لا يزال قائما والفيروس لم ينتهي بعد. السبب الاخر، هو وجود سلالات متحورة في الجزائر، حيث تم تسجيل أزيد من 200 حالة إصابة جديدة بالسلالات المتحورة في ظرف شهر فقط، حسبما أكده معهد باستور. كما أن البطء المسجل في وتيرة عملية التلقيح، يعد من بين أهم الأسباب التي جعلت الوضعية الوبائية مقلقة في الجزائر وفي حال استمر الوضع كذلك يمكن الوصول إلى درجة الخطورة، يضيف المتحدث. هذا، وجدد الباحث في علم الفيروسات، تأكيده على ضرورة التقيّد الصارم بالإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية لمكافحة تفشي الفيروس خاصة مع انتشار السلالات المتحورة التي تتميز بسرعتها الفائقة في الانتشار. في السياق ذاته، دعا ملهاق المواطنين إلى ضرورة تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا، للمساهمة أكثر في الحد من انتشار الفيروس، خاصة وان البلاد على موعد مع بداية موسم الاصطياف أين تكثر التجمعات وتزداد احتمالية انتشار العدوى. يذكر، أن حالات الإصابة بفيروس كورونا بالجزائر، عرفت ارتفاعا محسوسا خلال الأيام الأخيرة، حيث تجاوز عدد الحالات المسجلة 300 حالة جديدة يوميا على مدار الأسابيع الأخيرة.