سجلت الجزائر خلال الأيام القليلة الماضية، تراجعا ملحوظا في عدد إصابات فيروس كورونا المستجد، بعدما وصل العدد قبل أسبوع إلى أكثر من 1100 إصابة يوميا وهو المعدل الأعلى منذ تسجيل اول حالة إصابة بالفيروس بالجزائر خلال شهر مارس الماضي. وفي هذا الصدد، كشف البروفيسور، مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، ان نجاعة الإجراءات الوقائية والتطبيق الصارم لتدابير الوقاية من تفشي فيروس كورونا، ساهم بشكل مباشر في تراجع عدد حالات الإصابات المسجلة. وتابع خياطي، في تصريح خص به "الاتحاد" اليوم ، "تمديد الحجر الصحي ليشمل 34 ولاية إضافة إلى تعديل مواقيته، وكذا غلق بعض الأنشطة التجارية على الساعة الثالثة زوالا على غرار المقاهي والمطاعم قلص من الحركة والاكتظاظ ما أدى إلى تراجع الإصابات". في السياق ذاته، أكد المتحدث، أن الإجراءات الوقائية الأخيرة التي أقرتها الحكومة، أثبتت نجاعتها في التحكم في تفشي فيروس كورونا المستجد، كما ان خطورة الموجة الأخيرة وتسجيل رقم قياسي في عدد الإصابات والوفيات، جعل المواطنين أكثر وعيا والتزاما بإجراءات وتدابير الوقاية. كما نوه خياطي، إلى ان التطور الطبيعي لفيروس كورونا يتميز بالارتفاع والتراجع، والجزائر حاليا تشهد مرحلة تراجع ملحوظ في عدد الإصابات، لكن هذا لا يعني أبدا اننا نتجه نحو زوال الفيروس، وعليه يجب الإبقاء على إجراءات الوقاية والحرص على التقيد الصارم بها. وفي ختام حديثه ل "الاتحاد"، دعا المتحدث إلى الحيطة والحذر وضرورة التقيد الصارم بتدابير الوقاية حتى وإن استمر تراجع عدد الإصابات، خاصة ونحن على أبواب فصل الشتاء الذي يعتبر بيئة خصبة لانتشار الفيروسات وتطورها، وعليه في حال العودة إلى حالة التهاون والاستهتار كما حدث من قبل سيضعنا في مواجهة موجة أخرى لتفشي الفيروس قد تكون أكثر فتكا من سابقاتها. * الدكتور محمد ملهاق: "تراجع عدد الإصابات يرتبط بمحاصرة الفيروس" من جانبه أوضح الدكتور محمد ملهاق، بيولوجي سابق في مخابر التحليلات الطبية، في تصريح خص به "الاتحاد" اليوم ، أن تراجع عدد إصابات فيروس كورونا خلال الأيام القليلة الماضية، يرتبط بشكل مباشر بمحاصرة الفيروس. وتابع الدكتور ملهاق، في هذا الشأن، قائلا: "من خلال قراءة المنحنيات البيانية، يتضح ان انتشار الفيروس بوتيرة متسارعة يعني ان هناك عدم تحكم في الانتشار، وفي حال تسجيل استقرار في المستوى يعني ذلك ان هناك تزايد في عدد الإصابات، اما في حالة التراجع فهذا يعني عدم تسجيل إصابات جديدة مع العلم أن مدة حضانة الفيروس تمتد من يومين الى 5 أيام". وفي حال عدم تسجيل إصابات جديدة بفيروس كورونا هذا يعني ان الفيروس يتجه نحو الإصابة صفر نظريا، دون ان ننسى الإشارة إلى أن الاحصائيات التي تقدمها وزارة الصحة، تتعلق بالنتائج المحصاة عن طريق تقنية ال"pcr" فقط، ما يعني أن النتائج لا تتميز بالدقة التامة، لان هناك العديد من المصابين الذين يتم تشخيص إصابتهم بتقنيات أخرى ولا يتم إدراجهم ضمن هذه الإحصائيات.