ترقب المصريون خطاب الرئيس المصري محمد مرسي أمس الأربعاء، قبل اعتصام أنصاره في عدد من ميادين البلاد، وقبل مظاهرة المعارضة التي تطالب برحيله وبإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في البلاد. واستبقت قوى سياسية خطاب مرسي وأعلنت مبادرات لإيجاد حل سياسي للأزمة قبل صدامات متوقعة نهاية الشهر الحالي بين مؤيدي ومعارضي الرئيس، وقال مدير مكتب اللواء نائب الرئيس السابق، إن جماعة الإخوان عرضت على سليمان خوض الانتخابات الرئاسية عقب خمسة أشهر من نجاح الثورة في 2011. وشهدت الساحة السياسية في البلاد نشاطا محموما أول أمس، وعقدت عدة مؤتمرات صحافية، بعد يومين من تصريحات الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة، أمهل فيها القوى السياسية أسبوعا للتوصل إلى حل سياسي، من دون أن يشير إلى الإجراءات التي قد يتخذها الجيش للحيلولة دون وقع مصادمات يوم 30 من جوان الحالي. وقفز إلى المشهد، المحتدم أصلا، اللواء حسين كمال مدير مكتب رئيس جهاز المخابرات الأسبق اللواء سليمان، وكشف اللواء كمال عن اتصالات قال إنها جرت بين مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين واللواء سليمان بالإسكندرية في شهر جويلية 2011، لإقناعه بالترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية على أن يأتي بنائب له من جماعة الإخوان. وقال اللواء كمال في مؤتمر صحافي عقده في مركز إعداد القادة بحي العجوزة، إن مندوبا عن مكتب الإرشاد التقى سليمان خلال صلاة الجمعة في شهر جويلية وعرض عليه الترشح لمنصب الرئيس، مقابل أن تحتفظ الجماعة بصناعة القرار السياسي فعليا، وزعم كمال أن الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي في نوفمبر أثار غضبا واسعا في البلاد، حمله القيادي الإخواني محيي حامد في مظروف مغلق للرئيس مرسي، وأضاف أن حامد طلب من الرئيس مرسي إصداره فورا حتى من دون مراجعته. وقال اللواء إن المستشارين محمود وأحمد مكي رفضا الأمر، في اجتماع مع مرسي ضم أيضا كلا من عبد المنعم عبد المقصود أحد مستشاري الرئيس القانونيين، والقيادي الإخواني جمال تاج الدين المستشار القانوني لحزب الإخوان، والمستشار القانوني المستقيل فؤاد جاد الله. ولم يفصح اللواء كمال عن مصدر معلوماته، كما لم يشر إلى امتلاكه ما يثبت صحة هذا الزعم. وفي غضون ذلك، قالت باكينام الشرقاوي، مساعد رئيس الجمهورية للشؤون السياسية، أول أمس، إن خطاب الرئيس مرسي أمس يقدم كشف حساب للشعب عن حصاد عام منذ توليه الحكم، مضيفة أن هذا الإجراء "تقليد ديمقراطي يعلي قيمة الشفافية والمسؤولية في نظام ثورة جانفي. وتجاهلت "حملة تمرد" التي تتصدر المشهد السياسي في البلاد، بعد أن جمعت ما يزيد على 15 مليون توقيع لسحب الثقة من الرئيس مرسي، مبادرات الحل، وقالت إنها لا تعول على خطاب الرئيس مرسي، وقال محمود بدر، منسق "حملة تمرد"، إن "أوان التنازلات والمبادرات ولى، ولم يعد أمام مرسي إلا الرحيل في 30 جوان".