تباينت ردود الفعل في الشارع السياسي المصري حول تكليف الرئيس محمد مرسي، الدكتور هشام قنديل بتشكيل الحكومة الجديدة، حيث رحب البعض بهذا الاختيار واعتبروه الأنسب للنهوض بالبلاد، باعتبار أنه شخصية تكنوقراط لا تنتمي لأي فصيل أو جماعة، فيما استنكر البعض الآخر قرار مرسي، ووصفوه ب''عبث إخواني'' وتفضيله مصلحة جماعة الإخوان المسلمين على حساب المصلحة الوطنية المصرية، ويأتي ذلك وسط غموض حول هوية رئيس الحكومة الجديد، حيث تضاربت الآراء حول انتمائه وهويته بين إخواني أو سلفي، فيما يؤكد آخرون أنه شخصية تكنوقراط وبلا توجهات سياسية. ودعا الدكتور محمد حبيب النائب السابق لمرشد جماعة الإخوان المسلمين، إلى الانتظار قبل الحكم على رئيس الوزراء الجديد الدكتور هشام قنديل، إلى حين تشكيل الحكومة، حتى نعرف مدى قدراته على التخطيط والإدارة والتنظيم، وإحداث نوع من الانسجام بين الوزراء، وخطة العمل التي سيسيرون عليها والأهداف التي سيسعون إليها، مؤكدا في تصريح ل''الخبر'' أنه متفائل بهذا الاختيار، معقبا ''لا أعلم شيئا عن الدكتور قنديل، إلا المناصب التي تولاها في مجال المياه، ويبدو أنه شخصية حيوية، وشاب وهذا ما نحتاج إليه في الفترة الراهنة، والعمل على المستوى الإفريقي والعالمي سيعطيه دفعا قويا للنهوض بمستقبل البلد''. من جانبه، يرى رأفت حامد القيادي بجماعة الإخوان المسلمين وعضو مجلس الشعب سابقا، أن اختيار المهندس هشام قنديل ليس بمفاجأة، وأنه من الحكمة أن يأتي الرئيس مرسي برجل خبير من الوزارة السابقة، ويعلم خباياها ودهاليزها، وتوقع رأفت حامد في تصريح ل''الخبر''، أنه لا خلاف على اختيار هشام قنديل، باعتبار أنه شخصية توافقية تكنوقراط، ولا يفضل فصيل على آخر، متابعا ''لقد وفى الدكتور مرسي بوعده، وعين شخصية تكنوقراط لرئاسة حكومته، وأعتقد بأن هذا الاختيار موفق، وسيكون رئيسا لكل المصريين، لأنه لا ينتمي لأي جماعة أو حزب''. وفي المقابل، قال محمد جاد عضو مجلس الشعب سابقا عن حزب الوفد ل''الخبر''، إن تكليف الدكتور هشام قنديل بتشكيل الحكومة الجديدة ''مفاجأة''، وأنه كان يجدر بالرئيس مرسي اختيار شخصية ثورية معروفة لقيادة هذا المنصب، بعيدا عن الأسماء التي كانت موجودة في الوزارة الماضية أو الوزارات التي سبقتها. ويرى المتحدث أن اختيار قنديل توافقي إلى حد ما، ولم يختلف عليه الكثير من القوى والأحزاب السياسية، خاصة في ظل عدم وجود شخصيات ذات كفاءة لم تدرج أسماؤها في قائمة الحكومات السابقة، ومحسوبة على النظام البائد، مردفا ''نأمل أن تكون الحكومة الجديدة عند تطلعات القوى الثورية، وتلبي احتياجات المواطن المصري البسيط''. كما استنكر تحالف إنقاذ الثورة قرار الرئيس مرسي بتعيين الدكتور هشام قنديل رئيسا للوزراء، مؤكدا في بيان له تسلمت ''الخبر'' نسخة منه، أن مرسي أثبت بالفعل أنه لم ينفصل عن جماعة الإخوان المسلمين، وأن قراراته تصدر من مكتب الإرشاد استمرارا لحالة العبث الإخوانى بمصر. وفي سياق مواز، التقى أمس المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة المصرية، الدكتور سليم العوا، الرئيس محمد مرسي في زيارة يشوبها الغموض، ووسط تردد أنباء عن إسناده منصب نائب الرئيس. من هو رئيس الحكومة المصرية الجديد يتمتع الدكتور هشام قنديل، المكلف بتشكيل الحكومة المصرية الجديدة، بخبرة واسعة في التعامل مع المنظمات الدولية والإقليمية العاملة في مجال المياه والري، وذلك نظرا لتوليه عدة مناصب في هذا المجال، منها كبير خبراء الموارد المائية بالبنك الإفريقي للتنمية، ورئيس قطاع النيل، وهو المنصب الذي تولى العمل فيه ما يقرب من 40 يوما، وبعدها تم تكليفه بحقيبة وزارة الموارد المائية والري في الحكومتين السابقتين برئاسة عصام شرف وكمال الجنزوري، إلى أن تم تكليفه برئاسة وزراء مصر. وحصل الدكتور قنديل على درجتي الماجستير والدكتوراه من الولاياتالمتحدةالأمريكية عامي 1988 و,1993 كما شارك في أعمال مبادرة حوض النيل، وعمل عضوا مراقبا للهيئة المصرية-السودانية المشتركة لمياه النيل.