أقر عبد الله بوانو، رئيس الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية، متزعم الائتلاف الحكومي، ببطء تنفيذ الإصلاحات في البلاد، وعزا ذلك إلى التشويش التي تتعرض له الحكومة من طرف ما وصفه بتيار "الجمود والتبرير"، ودعا بوانو حزب الاستقلال إلى تحمل مسؤوليته لتجاوز الأزمة السياسية التي خلقها قرار مجلسه الوطني الانسحاب من الحكومة، والكف عن التصريحات التي تمس بالاستقرار وتهز الثقة في المؤسسات. وأوضح بوانو، الذي كان يتحدث أول أمس في المنتدى الذي تنظمه وكالة الأنباء المغربية، أن التشويش الذي تتعرض له الحكومة راجع أيضا إلى المفاجأة التي أحدثها فوز "العدالة والتنمية" في الانتخابات التشريعية، ووصول ابن كيران بالذات لرئاسة الحكومة، وهو الأمر الذي كان مستبعدا نهائيا لدى بعض الأحزاب السياسية التي كانت تهيئ نفسها لهذا المنصب، على حد قوله. وقسم بوانو المشهد السياسي في البلاد بين تيارين، تيار "الجمود والتبرير" وتيار "الإصلاح والتطوير"، وقال إن حزبه ينتمي إلى التيار الثاني، وهو التيار نفسه الذي تنتمي إليه المؤسسة الملكية، التي اختار حزبه العمل بشراكة معها، مشيرا إلى أن تيار الجمود والتبرير يوجد في داخل النظام والأحزاب السياسية وفي المجتمع وحتى داخل المحيطين بالمؤسسة الملكية، وهو تيار يحن إلى الوضع المريح الذي كان عليه قبل الدستور الجديد. وقال بوانو إن حزبه قرر أن لا ينساق في الرد على تصريحات حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، حتى لا يتم إلهاء الحكومة عن إنجاز الإصلاحات التي جاءت من أجلها، وإنه على حزب الاستقلال إما أن "ينفذ قرار انسحابه من الحكومة وإما أن يختار مصيرا آخر". ووجه بوانو انتقادات كثيرة إلى حزب الاستقلال وأمينه العام، وتساءل عن السبب الذي يجعل عددا من المتابعين أمام المحاكم في بعض القضايا يفرج عنهم بمجرد انتقالهم إلى هذا الحزب، كما انتقد تصريحات شباط التي قال فيها إنه سيطالب بالعفو عن المدانين في أحداث مخيم "أكديم ازيك" بالعيون. وحول السيناريوهات التي يتوقعها للخروج من الأزمة السياسية التي خلفها قرار حزب الاستقلال الخروج من الحكومة، قال بوانو "إن السيناريوهات موجودة في الدستور، وحزب الاستقلال ما زال حتى اليوم حليفنا في البرلمان وفي الحكومة، ووزراؤه يعملون بشكل عادي، وقرار انسحابه سيادي إلا أنه لا شيء تغير يجعلنا نتخذ موقفا بشأن هذا القرار". ونفى وجود أصوات من داخل حزبه تدعو للانسحاب من الحكومة، وقال إن الحكومة الحالية جاءت من أجل تنفيذ الإصلاحات، وهي واعية بأنها لن تجد الأرض مفروشة بالورود، وأضاف أنه إذا لم يتحقق الإصلاح بعد فترة زمنية سنقول إننا لا يمكننا الاستمرار في هذا الوضع لأن هدفنا ليس الحفاظ على الكراسي، لذلك فكل الاحتمالات واردة، على حد قوله.