وقعت أمس مصادمات دامية في مصر ضد جماعة الإخوان الحاكمة في عدة محافظات، قبل يوم واحد من مظاهرات دعت لها قوى المعارضة المصرية لمطالبة الرئيس محمد مرسي بالرحيل وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وسط استنفار للجيش في جميع المدن. وقال العقيد أحمد علي، المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة، إن نشر قوات الجيش في أماكن حيوية بكل المحافظات يهدف إلى تحقيق التأمين للمواطن، مؤكدا أن هذه الإجراءات تأتي لتجنب السيناريوهات المماثلة لما حدث يوم 28 جانفي عام 2011،عقب أحداث الثورة المصرية. وكان مصدر طبي مسؤول بالإسكندرية قد أعلن في وقت سابق عن وفاة شخص وإصابة 88 آخرين في اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس محمد مرسي، وبينما انتفض ميدان التحرير من جديد بمسيرات جابت شوارع محافظتي القاهرة والجيزة، احتشد عشرات الألوف من أنصار الرئيس مرسي في حي مدينة نصر شرق القاهرة بمحيط مسجد رابعة العدوية، معلنين الاعتصام لحماية الشرعية. ويأتي ذلك في وقت يواجه فيه البنك المركزي المصري مهمة عسيرة للمحافظة على استقرار الجنيه الذي يواجه هبوطا، واستهلكت مصر أكثر من 20 مليار دولار من احتياطياتها، واقترضت مليارات من الخارج. في حين ظل المراقبون يتحدثون عن خشيتهم من انزلاق البلاد إلى احتراب أهلي خلال مظاهرات 30 جوان، لكن تلك المخاوف باتت على ما يبدو واقعا مع بدء الاشتباكات على نطاق واسع في عدة مدن في محافظات الدلتا، وأعلنت وزارة الصحة مقتل خمسة مواطنين وإصابة المئات خلال الاشتباكات التي وقعت الأسبوع الماضي. ومن جانبها أعلنت وزارة الداخلية في وقت سابق حيادها، وقالت إنها لن تحمي مقار جماعة الإخوان المسلمين أو أيا من مقار الأحزاب الأخرى، وأنها ستتدخل مع اندلاع أعمال العنف للتفريق بين المتظاهرين، وأكدت مصادر طبية بمديرية الصحة بالإسكندرية سقوط قتيل في اشتباكات أمس، وجرح 36 شخصا بينهم خمسة أصيبوا بطلق ناري، بينما حلقت طائرات عسكرية فوق مناطق الاشتباكات وسط هتافات مؤيدة من المتظاهرين. وفي مدينة المنصورة أحرق متظاهرون مقرا لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وأعلنت وزارة الصحة عن وفاة مواطن متأثرا بإصابته في اشتباكات جرت بالمدينة قبل ثلاثة أيام، كما أحرق متظاهرون غاضبون مقر حزب الإخوان في بلطيم بمحافظة كفر الشيخ. وقالت مصادر أمنية إن قواتها ألقت القبض على 56 من أنصار جماعة الإخوان كانوا يستقلون ثلاث حافلات في طريقهم إلى القاهرة وبحوزتهم أجولة من الحجارة، وكميات من العصي. وقام مئات المتظاهرين بمركز شبراخيت بالبحيرة باقتحام مقر الحرية والعدالة بوسط المدينة، مرددين الهتافات المناهضة للرئيس مرسي، ورشق المئات من أهالي مدينة بسيون بمحافظة الغربية مقر حزب الحرية والعدالة بالحجارة، ونددوا بسياسة الإخوان المسلمين وطالبوا بإسقاط النظام. ومن جهته، حذر الأزهر مما سماه مخاطر "حرب أهلية"، ودعا أمس للهدوء بعد مقتل عضو في جماعة الإخوان المسلمين في هجوم على المقر الرئيس للجماعة بمدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية.