تجددت الاشتباكات ظهر أمس الجمعة بين متظاهرين وقوات الأمن، تزامنا مع انطلاق مسيرات نحو ميدان التحرير وسط القاهرة للمشاركة في مظاهرات "استمرار الثورة" التي دعت إليها العديد من الأحزاب والقوى السياسية الليبرالية والمدنية بمناسبة الذكرى الثانية لأحداث 25 جانفي 2011 التي أطاحت بحكم حسني مبارك، في حين قامت قوى سياسية مؤيدة للرئيس بمسيرات وتجمعات موازية. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، أمس الجمعة، عن إصابة 16 شخصا، بينهم 4 أفراد من الشرطة، واختناق عدد آخر، في الاشتباكات التي وقعت أول أمس الخميس بين المتظاهرين وقوات الأمن في شارع القصر العيني، المؤدي لميدان التحرير، بوسط القاهرة، عقب قيام المتظاهرين بمحاولة إزالة الجدار الخرساني الفاصل بين الشارع وميدان التحرير، مؤكدة عدم وقوع وفيات، وأن 3 مصابين فقط مازالوا يتلقون العلاج. ووسط القاهرة، انطلقت بعد صلاة الجمعة عدة مسيرات لأنصار الأحزاب المعارضة نحو ميدان التحرير، مرددة شعارات تطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية وإحداث إصلاحات سياسية، بينما رفع آخرون شعارات مناهضة لحكم الإخوان المسلمين وتطالب بإسقاط النظام . وبينما دعت جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة إلى تظاهرات تحت شعارات عدة من بينها "لا لأخونة الدولة"، قال محمد برادعي، أحد قادة جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة، من بين الداعين إلى التظاهر في كلمة مصورة بثها عبر موقعه على تويتر "لننزل إلى الميادين لاستكمال أهداف الثورة". وقال حمدين صباحي، زعيم المؤتمر الشعبي، إن الشعب يريد "عدلا اجتماعيا حقيقيا"، مطالبا ب"إصلاحات حقيقية" قبل فوات الأوان، على رأسها القصاص للضحايا ووضع دستور جديد للبلاد وإعداد انتخابات برلمانية تشرف عليها حكومة محايدة. واعتبر سيد البدوي، رئيس حزب الوفد، أن البديل لما تمر به مصر من انقسام هو إقامة حوار وطنى جاد ومتوازن الأطراف بجدول أعمال يشتمل مناقشة تعديل المواد الخلافية في الدستور الجديد وضمان إجراء انتخابات برلمانية نزيهة. وفي الإسكندرية أعلن ناشطون عن عدد من الحركات السياسية المعارضة تنظيم اعتصام قرب مسجد القائد إبراهيم للمطالبة ب"إسقاط النظام"، مشددين على استمرار الاعتصام الى غاية تحقيق مطالبهم، فيما بدأ العشرات في الاحتشاد بساحة المسجد للمشاركة في المظاهرة التي دعت إليها أحزاب المعارضة احتجاجا على سياسة الرئيس محمد مرسي. من جهتها، أعلنت القوى الإسلامية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية والجبهة السلفية وأحزابها السياسية "الحرية والعدالة والبناء والتنمية والنور" عدم مشاركتها في مظاهرات اليوم وتعويض ذلك بأعمال تطوعية وخيرية، فيما حشد حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين أنصاره أمام مقاره بمختلف المحافظات لحمايتها من أي هجمات محتملة، كما حذر من حدوث أعمال عنف وشغب في البلاد. ونظم أنصار حازم صلاح أمس مظاهرة أمام مدينة الإنتاج الإعلامي قرب مدينة 6 أكتوبر بالجيزة طالبوا فيها بالتصدي لجميع محاولات "إجهاض الثورة وتشويهها"، وأكدوا على ضرورة "حماية الشرعية"، مطالبين بوضع الشريعة الإسلامية "مادة فوق دستورية" وتطهير الإعلام. ووقعت اشتباكات عنيفة بمحيط مبنى محافظة الإسكندرية بين قوات الأمن ومتظاهرين حاولوا اقتحام مبنى المجلس المحلي ما أدى إلى إصابات، فيما قام المئات من المتظاهرين باقتحام محطة سكة حديد كفر الزيات، الواقعة بين القاهرة وكفر الزيات، معترضين حركة القطارات في الاتجاهين، مرددين الهتافات التى تطالب بسقوط النظام، وفي السويس تتواصل الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين يحاولون اقتحام ديوان المحافظة. وتجري هذه التظاهرات في أجواء متوترة، إذ تأتي عشية الحكم في قضية مأساة بورسعيد وهي واحدة من أسوأ ما شهدته ملاعب كرة القدم في العالم من أحداث، إذ قتل فيها 74 شخصا معظمهم من مشجعي نادي الأهلي لكرة القدم، حيث ويهدد مشجعو الأهلي "التراس أهلاوي" بتظاهرات عنيفة وب"ثورة جديدة" إذا لم يأت الحكم ب"القصاص" للمسؤولين عن سقوط زملائهم في ملعب بورسعيد مطلع فيفري 2010. وتحسبا لتطورات هذه المسيرات المفتوحة، حشدت قوى الأمن المصرية قوات كبيرة حول محيط وزارة الداخلية ومجلس الوزراء ومجلسي الشعب والشورى القريبة من ميدان التحرير، فيما قامت بقطع الطرق المؤدية إلى بعض الشوارع المحيطة بتلك المنشآت والمنشات الحيوية الأخرى. وكان الرئيس المصري، محمد مرسي، قد دعا، مساء الخميس، إلى الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة "بطريقة سلمية"، وقال في خطاب ألقاه بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي في مصر والدول الإسلامية "أدعو الشعب المصري إلى الاحتفال" بذكرى الثورة "بطريقة سلمية وحضارية"، فيما حذر أحد مستشار الرئيس المصري من أن أية محاولة لتخريب المنشآت سيتم "التصدي لها من طرف الجميع" لمنع "حالة التهديد بسقوط البلاد في هوة الفوضى". . 99 مصابا بالقاهرة والمحافظات في ذكرى الثورة أكد رئيس هيئة الإسعاف المصرية، أن إجمالى عدد المصابين بالقاهرة والمحافظات، في مواجهات أمس الجمعة، بلغ 99 مصابا، دون وقوع وفيات، بينهم 61 حالة في الاشتباكات الدائرة بمحافظة الإسكندرية، تم نقل 43 منهم للمستشفى الميري و16 لرأس التين و2 للشرطة، لإصاباتهم باختناقات وكدمات إثر التزاحم والغاز، كما تم نقل 20 مصابا من ميدان التحرير إلى مستشفيات قصر العينى، 3 حالات، و8 للمنيرة و5 للهلال و4 للشرطة بالعجوزة. وارتفع عدد المصابين بالاشتباكات الدائرة بمحافظة السويس إلى 15 مصابا، تم نقلهم إلى مستشفى السويس العام، وذلك لإصابتهم باختناقات وكدمات إثر التزاحم والدخان، فى حين تم تسجيل وقوع مصاب بكل من محافظة الأقصر ومدينة المحلة ومدينة دمنهور . . حرق مقر حزب الحرية والعدالة في مدينة الإسماعيلية كما أحرق مئات المتظاهرين مقر حزب الحرية والعدالة في مدينة الإسماعيلية، على قناة السويس، وشوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من نوافد لشقة داخل برج سكني، كما قام آخرون بمهاجمة مقر الموقع الإلكتروني لجماعة الإخوان المسلمين "إخوان أون لاين" الواقع في منطقة التوفيقية وسط القاهرة، بالحجارة ووقعت اشتباكات بينهم وبين أهالي المنطقة.