تشهد العديد من قاعات العلاج عبر مختلف المناطق الريفية المعزولة لولاية البليدة، مهملة من قبل البلديات والمصالح الصحية، وحسب ما كشف عنه ذات التقرير، فإن أكثر البلديات تدهورا فيما يتعلق بالتغطية الصحية قرى و مداشر كبلدية الصوحان وجبابرة، فمعظم قاعات العلاج التي أنجزت منذ عدة سنوات، لم تعد صالحة للاستغلال من حيث هياكلها ومبانيها، فجدرانها مهترئة تعلوها الشقوق وأسقفها تتسرب عبرها مياه الأمطار، إهمال و تهميش أجبر العديد من المرضى على قطع عشرات الكيلومترات لتضميد جرح أو تلقي حقنة تسكن آلامهم. منها المغلقة ومنها ما تهدد حياة المرضى فقاعات العلاج في مداشر بعض بلديات الولاية، تشكل خطرا يهد حياة المرضى نظرا لخطورة الاهتراءات التي طبعت معظم زوايا القاعات بالإضافة إلى افتقارها للمياه، التدفئة والصرف الصحي، فضلا عن غياب الأمن ما يجعلها غير مستغلة ما استوجب غلقها بمعية السكنات الوظيفية مخافة انهيارها في أي لحظة مثلما ما هو حاصل بقاعة علاج بحي المهادة الواقع ببلدية مفتاح شرق الولاية، فلم تعد العديد من القاعات تقدم خدمات طبية لائقة نتيجة لتدهور بنايتها كقاعة، ومن جهة أخرى هناك من القاعات تتوفر على العديد من الامتيازات إلا أن غياب الرقابة جعل منطق التسيب بعض موظفيها يعصف بأحلام المرضى في إيجاد فضاء صحي لتخفيف معاناتهم فقاعة العلاج المتواجدة مغلقة حتى في أوقات العمل الرسمية، وضعية دفعت مدير الصحة بالولاية إلى اتخاذ إجراءات حاسمة في حق المتسببين في جعل المرضى ينتقلون إلى مستوصفات تبعد كيلومترات لتلقى الإسعافات الأولية. عزوف الالتحاق بقاعات العلاج يرهن مستقبل الصحة بالمنطقة إذا تشهد مدينة الورود خلال هذه الفترة الأخيرة انتشارا كبيرا للمحلات الأعشاب التي أضحت تنافس بطريقة مدهشة الصيدليات بالمنطقة,خاصة لتوفرها لمختلف الأعشاب التي تعالج جميع الأوجاع والأمراض الأخرى كالحساسية والرومتيزم إلى غيرها ,بسب العزوف الكثير من المواطنين عن الأدوية الكيمياوية التي أصبحت لاتسمن ولا تغني من جوع، هذه الظاهرة التي صنعت الكثير من الأحاديث بين أوساط مواطني مدينة الورود عرفت انتشارا كبيرا بعدما أقدم بائعوها على تجهيز محلات بطريقة غيرقانونية ، بسبب استقطاب الكثير من الوافدين أملا منهم بالشفاء من أمراض أثقلت كاهلهم، حيث يشد انتباهك وأنت تدخل هذه المدينة محلات العطارة والأعشاب إضافة إلى الإقبال الكبير من المواطنين الذين يلجأون إليها بحثا عن دواء يشفي أمراضهم ويخفف عنهم الجانب المادي بما أن جل الأعشاب تباع بأسعار جد معقولة، هذه المحلات باتت تعرض مختلف النشاطات والمنتجات والخلطات التي تفيد شتى الأعراض كالقولون وأوجاع الظهر والحساسية وحتى الأمراض المستعصية كالكلى والمعدة عجز الأطباء عن استطبابها، فالمساحيق التي تعد من طرف تجار هذه المحلات تشملها العديد من الأعشاب والحصى تضاف إليها سوائل غريبة من شأنها أن تأتي بأشياء إيجابية قد يشفى منها المريض لكنها تعد خطرا حقيقا في نفس الوقت، بما أن عملية بيع هذه المواد تأتي بصفة عشوائية خاصة منهم المصابين من أمراض مزمنة وجب عليهم تقديم تحاليل طبية تجنبا لأي مسحوق قد يدفع به إلى خطر ويزيد معاناته، فأصحاب المحلات يتفننون بالكلام والحجج لجلب انتباه الزبائن، بفعل تلك الخلطات والعقاقير التي يوفرونها لأجل تحقيق الشفاء للمريض، حيث أكد أحد المواطنين عن معاناته مع الحصى الموجودة بالكلى لكن سرعان ما شفي منها فور تلقيه العلاج من أصحاب هذه المحلات. العلامة الكاملة لجمعية "نسيمة" لمرضى السرطان جمعية "نسيمة" لمحاربة السرطان بالبليدة، هذه الجمعية لم يقتصر نشاطها على مستوى تراب الولاية بل امتد إلى أقصى الجنوب الجزائري كعين صالح وتمنراست, لأن المواطنين هناك بحاجة ماسة إلى التفاتة الجميع، وحسب رئيسة الجمعية السيدة أمينة أكدت هذه الأخيرة أن نقص الأدوية وبعض الإعانات تؤرق مرضى المصابين بهذا المرض الخبيث نظرا لحالتهم الاستعجالية التي تتطلب توفير اللازم لبعض الأدوية التي عجزت عنها هذه الجمعية بسبب نقص الإمكانيات المادية، وفي سياق ذاته أكدت نفس المتحدثة على ضرورة التدخل والتفاتة الجميع إلى هذه الفئة بما فيها المواطن الجزائري قصد مساعدة أخيه ورسم البسمة في محياه وإنقاذه من معاناة يومية مع هذا المرض، تجدر الإشارةإلى أن هذه الجمعية التي تقع وسط مدينة البليدة وبالضبط بشارع لحزاني عبد الرزاق رقم 01 تتكفل بالنسوة القادمات من مناطق بعيدة كالجلفة، الشلف،عين الدفلى،المسيلة، تيسمسيلت حيث تسهر على توفير لهم كل الظروف اللائقة من الإقامة و الأدوية للفقراء العاجزين على اقتنائها نظرا لحالتهم الاجتماعية الميسورة، كما تساهم هذه الجمعية بتوفير العناية والرعاية تحت إشراف الأطباء والمستشارين النفسانيين الذين يتوافدون على المركز يوميا لبعث الثقة والأمل في نفوس المرضى واستفادتهم من العلاج الكيميائي بالأشعة ونقلهم بسيارة خاصة إلى مقر سكناهم والمستشفى "فرانز فانون" بالبليدة، ناهيك عن عدة نشاطات إنسانية تقوم بها هذه الجمعية كحملات التبرع بالدم وقافلة على متنها أطباء و جراحون مختصون بهذا الداء تجوب عدة مناطق نائية عبر الوطن، إضافة إلى تنظيم حملات ختان جماعي لأطفال العائلات المعوزة. مركز لمعالجة الزهايمر بمستشفى "فرانتز فانون" إذا استفاد المستشفى الإستشفائي "فرانتز فانون"بالبليدة من مركز لمعالجة مرض الزهايمر، يهدف هذا لتحسين الخدمات وتخفيف العناء عن المصابين بهذا المرض في الجزائر، خاصة وأن آخر إحصائيات أعدتها وزارة الصحة عن تسجيل ارتفاع عدد المصابين بهذا الداء في الجزائر حيث وصل العدد إلى ألف مصاب حسب نفس المصدر، من جهتها أكدت نفس المصادر عن وضع فريق طبي جزائري مقيم بالخارج متخصص في الأمراض العصبية والنفسية داخل هذا المركز، هذا المشروع الذي يدخل في إطار السياسة الوطنية الهادفة لتحسين الخدمات للمرضى وتقليص عدد المصابين الذين يستفيدون العلاج بالخارج والذي أضحى يكلف الخزينة أموالا باهظة تقدر بحوالي 10 ملاين دج للمريض الواحد، كما تعزز القطاع بمعهد لتكوين الأفارقة في هذا المجال وهذا ببلدية العفرون غرب ولاية البليدة، من جهتها أكدت مديرية الصحة بولاية البليدة عن تجهيز المعهد الإفريقي للكلى والتي تمت به الأشغال الكبرى قصد تسليمه ووضعه في خدمة المرضى المصابين بهذا الداء، وهذا باستحداث أجهزة متطورة وحديثة والتي تتمثل في السكانير وأخرى لتصوير الأعضاء الداخلية والشرايين، هذا المعهد الذي يعد الوحيد على مستوى القارة الإفريقية يسعى القائمون عليه لتوفير مرافق ضرورية للعلاج كقاعات لإجراء التحاليل و الكشوفات الطبية وأخرى لإجراء عمليات جراحية والتكفل بالمرضى القصور الكلوي والبولي، كما سيستفيد كذلك من قاعة للمحاضرات تتسع 330طالبا مختصا في مجال البحوث والدراسات العلمية، للإشارة أن هذا المشروع قد وضع حجر أساسه فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أثناء زيارته التفقدية لولاية البليدة سنة 2006. خدمات صحية أخرى لفائدة مصابين بأمراض عقلية كما تدعم مؤخرا المستشفى الجامعي لأمراض العقلية "فرانتز فانون" بالبليدة إلى مخبر للتحاليل الطبية وهذا لضمان التكفل الجيد بالمصابين بهذا المرض المزمن، يهدف هذا لترقية مستوى الخدمات الصحية بالمستشفى الذي يعرف توافد اكبيرا من المصابين بأمراض عقلية من ولايات مجاورة كالعاصمة وبومرداس وشلف والمدية وعين دفلى، كما كشفت إدارة المستشفى عن تدعيم المصلحة بأطباء أخصائيين إضافيين للتكفل الحسن بهذه الفئة التي كشفت آخر إحصائيات أنها في ارتفاع كبير على مستوى الوطن، إضافة إلى تعزيز هذا القطاع بأعلى مستوى من التكوين باستحداث إمكانيات وتقنيات عالية وتجهيز معدات حديثة ومتطورة لتخفيف معاناة المرضى بالمستشفى المذكور. المعهد للكلى لتأطير وتكوين أخصائيين وممرضين معهد الوطني للكلى بالمركز الإستشفائي لمستشفى "فرانز فانون "، هذا المشروع الهام الذي يعد بمثابة شبه مستشفى يستفيد منه المرضى من عدة مناطق الولاية وما جاورها، والذي يتربع على مساحة قدرها 18 ألف متر مربع يهدف إلى تأطير وتكوين أخصائيين وممرضين ومسيرين للحفاظ على هذا المكسب، تجدر الإشارة أن هذا المشروع وضع له حجر أساس من طرف فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة خلال زيارته التي قادته إلى الولاية سنة 2006، حيث من المنتظر أن يكون بمثابة معهد مرجعي على مستوى الإفريقي وذلك نظرا لأهمية الدور المحوري الذي سيقوم به من عمليات جراحية وبحث علمي وتصفية الدم وزرع الأعضاء، و يصنف من بين المشاريع التي يعول عليها أن تكون دفعة جديدة لقطاع الصحة في الجزائر. زراعة الكلى من الميت إلى الحي الحل الأمثل لتخفيف معاناة المرضى شدد طاهر ريان، بروفيسور ورئيس مشروع المعهد الوطني للكلى و زراعة الأعضاء بالبليدة، على إلزامية التبرع بالأعضاء وبأخص الكلى باعتبارها خطوة حتمية للحفاظ على الحياة الكثير من المرضى، كاشفا على وجود قرابة 1000 عملية زرع للكلى، أين أكد من جهته سي أحمد المهدي البروفيسور أن الاهتمام بزراعة الأعضاء والكلى في الجزائر لا تمثل سوى 10 ٪ من الطلب الحقيقي، لأنها كانت جميعها من تنفيذ الجهات المانحة على قيد الحياة، باستثناء المرضى الذين تلقوا 6 أعضاء من شخصين توفيا في قسنطينة في عام 2002 واثنين من البليدة في 2010 و2011، داعيا الممارسين إلى تمديد نزع الأعضاء من الجثث مع العلم أن هذه هي الممارسة مقبولة من قبل العلماء''، وهذا ما أشار إليه محمد بوخرص، الناطق الرسمي للفيدرالية الوطنية للمرض القصور الكلوي، أين أكد على إلزامية توفير جميع الاحتياطات مستقبلالإعلان موت الدماغ الذي سيسمح بتسريع عمليات المنح مع تسخير كل الإمكانيات لزرع الأعضاء. محمد بوخرص:"غياب ثقافة التبرع لدى المواطنين أجهض الكثير من عمليات زراعة الكلى" من جهته أكد محمد بوخرص، الناطق الرسمي للفيدرالية الوطنية لعاجزي الكلى، على أن غياب ثقافة التبرع لدى المواطنين أجهض الكثير من عمليات زراعة الكلى في الجزائر، و أشار ذات المتحدث، إلى أن زراعة الأعضاء من المتوفى دماغيا إلى الحي في الوقت الراهن هي الحل الأمثل والوحيد لإنقاذ ألف جزائري، أو تخليصهم من التزامات شاقة كحصص تصفية الدم المتكررة، أو من القصور القلبي أو الكبدي أو حتى الرئوي، كما أشار محمد بوخرص، أن تبرع بأعضاء شخص متوفي قد يغيّر حياة 10 أشخاص آخرين ويسمح لهم بتفادي الموت، مضيفا أن الموت يمكن أن يطرق باب أي منا أو أيا من ذوينا، داعيا المواطنين إلى التفكير الجدّي في التبرع، و فتح باب للحوار حوله في أوساط العائلة و في أطر اجتماعية أخرى أوسع كالمساجد و آماكن الترفيه و العمل. المهدي سي أحمد رئيس مصلحة جراحة العامة بمستشفى الجامعي بالبليدة: "زراع الكلى من ميت إلى شخص حي ستنقذ الكثير من الأرواح" اعتبر، المهدي سي أحمد، رئيس مصلحة جراحة العامة بمستشفى البليدة، أن عملية زراع الكلى تشهد نقصا ملحوظا،جراء التزايد المستمر لمرضى القصور الكلوي في ظل عدد المتبرعين، و كشف ذات المتحدث، أن غياب ثقافة التبرع في الجزائر أثر بشكل كبير على تفاقم الوضع، مشيرا أن الحل الأمثل للمشكل هو اعتماد عمليات زراعة الأعضاء من الميت إلى الحي، في حين اعترف في سياق حديثه أنهم واجهو مشاكل عديدة في أول تجربة في زراعة الأعضاء من ميت إلى الشخص الحي، جراء تخوف من أن تكون قد خالفنا الشّرع، إلا أن رجال الدّين في الجزائر وبعد تمحيص و بحث باركوا جهودهم بما يوافق الشريعة الإسلامية و ثمّنوها.