دعا كل من البروفيسور ريان طاهر، المختص في أمراض الكلى بمستشفى البليدة، وزميله بن باجي محمد من مستشفى بني مسوس إلى توسيع العمليات التحسيسية بخصوص التبرع بالأعضاء من الموتى دماغيا لصالح مرضى القصور الكلوي، مع تعميم عمليات التشخيص المبكر من خلال إدماج تحاليل مجانية عبر جميع المخابر يوم 14 مارس المقبل المصادف لليوم العالمي للكلى للكشف عن المصابين بمرض القصور الكلوي، علما أن الجزائر تحصي 1,5 مليون مريض بالقصور الكلوي 16 ألف منهم يباشرون عملية تصفية الدم بالكلى الاصطناعية. واستغل البروفيسور ريان طاهر الندوة المنظمة بمنتدى "ديكا نيوز"، أمس، حول قضية التبرع بالأعضاء للكشف عن التأخر الكبير المسجل في هذا المجال رغم توفر المتبرعين في الكثير من الأحيان وهم من أهل المريض، مشيرا إلى أنه منذ 1985 لم يتم التبرع إلا ب950 كلية منها 10 حالات تخص التبرع من موتي دماغيا، بالمقابل ارتفع عدد مراكز تصفية الكلي إلى 300 مركز عبر التراب الوطني وهو ما سهل عملية علاج المرضى عبر جميع التراب الوطني. وحسب المحاضر فإن ارتفاع حالات الإصابة بمرض القصور الكلوي يرجع إلى عدة عوامل على غرار الضغط الدموي والسكري، وعليه تسجل الجزائر علاج 460 ألف مواطن من كل مليون سنويا من أعراض القصور الكلوي المزمن واستفادة 16 ألف مريض من عملية تصفية الكلي مما يكلف خزينة الدولة 13 مليون سنتيم لكل مريض في السنة، وعليه فإن العلاج النهائي للمرضي هو زرع الكلى وخلال السنتين الأخيرتين لم يسجل مستشفى البليدة ولو حالة تبرع بالكلى مما أدي إلى توقيف عملية تسجيل المرضى في قائمة الانتظار الجهوية التي تضم اليوم 200 مريض بسبب عدم توفر المتبرعين. وعن سبب توقف عملية تسجيل المرضي بقوائم الانتظار أشار البروفسور ريان إلى تخوف المواطن الجزائري من جهة وظروف استقبال المرضي وعائلاتهم التي لا تساعد على تطوير عملية زرع الأعضاء بالجزائر من جهة أخرى، من منطلق أن عملية التبرع بأي عضو من الجسم يجب أن تتم خلال 48 ساعة التي تلي حالة الوفاة الدماغي، غير أن مثل هذه الحالات قلت كثيرا عبر المستشفيات بسبب خطورة حوادث المرور التي يفقد فيها المواطن حياته في عين المكان، وفي حالة توفر مثل هذه الحالات يرفض أهل المريض التبرع بأعضائه، لذلك تقرر على مستوى مستشفي البليدة فتح مصلحة خاصة تضم قاعة انتظار مجهزة بأحدث التجهيزات ومهيأة لاستقبال عائلات المتوفين دماغيا وطلب قبول التبرع بأعضائهم، فلا يعقل طلب مثل هذا الأمر في أروقة المستشفى. من بين النقائص التي حالت دون تقدم عملية التبرع بالأعضاء بالجزائر أشار البروفسور بن باجي إلى سلوك العمال من أطباء وشبه طبيين الذين لا يريدون مواصلة العمل بعد ساعات العمل المحددة من الثامنة صباحا إلى الخامسة مساء، فبعد هذه الساعات يتوقف عمل المخابر ويجد الجراحون صعوبة كبيرة في جمع الطاقم الطبي للقيام بعملية جراحية مستعجلة، حتى عملية التكفل بالحالات الاستعجالية لا تتم وفق المقاييس العلمية التي تسمح لنا بالاستفادة من كل الأعضاء قبل فوات الأوان كون العشر دقائق بعد إعلان حالة الوفاة مصيرية للجراح في حالة القبول بالتبرع. وبمناسبة التحضير للاحتفال باليوم العالمي للكلى الموافق ل14 مارس من كل سنة اختار الأطباء المختصون لهذه التظاهرة شعار "كلى سليمة طوال السنة" مع حث جميع مخابر التحاليل عبر التراب الوطني لإدماج تحليل مجاني لمعرفة الحالة الصحية للكلى بغرض الكشف المبكر عن مرضى القصور الكلوي، علما أن 50 بالمائة من المرضى لا يدركون مرضهم وهناك 1500 مريض استفادوا من عملية تبرع بالكلى ويعيشون حياة عادية. وينتظر أن يتم تدشين المعهد الوطني للكلى خلال الستة أشهر المقبلة بولاية البليدة بطاقة 200 سرير يتم خلالها استقبال المرضى المتبرعين ليكون حلقة جديدة في علاج مرضى القصور الكلوي في انتظار تعميم ثقافة التبرع.