كشف أحد الأطباء الجراحين من المستشفى الجامعي لوهران، عن نقص عمليات زرع الكلى بالجزائر، مشيرا في مجمل كلامه إلى أن السبب يعود إلى العدد المحدود لمراكز زرع الكلى في الوطن والتي تكاد تنعدم حتى لا نقول تعد على رؤوس الأصابع، ناهيك عن غياب عمليات المتابعة لجثث الأموات. وفي ذات السياق، صرح المتحدث أنه تم منذ 7 سنوات القيام بعمليتي زرع كلى من ميت دماغيا، معربا عن أسفه كون 35 عملية لزرع الكلى فقط تتم من متبرعين أحياء كل سنة ما لا يتعدى 100 عملية في ظرف 3 سنوات، مؤكدا على أن الإحصائيات الأخيرة تشير إلى أن الجزائر قد أحصت إجراء 70 عملية زرع كلى في سنة 2010. وفي هذا الصدد، أكد المختص أن الهدف الذي يجب تحقيقه يتمثل في القيام ب500 عملية زرع على الأقل من متبرعين أحياء وأموات سنويا، مقارنة مع عدد المرضى الذين يعانون من القصور الكلوي المزمن والذي قدر ب500 13 يخضعون لعملية تصفية الدم عبر 250 مركز طبي عبر الوطن. هذا، ومن جهته، أكد البروفيسور ريان طاهر بصفته رئيس الجمعية الوطنية لأمراض وزراعة الكلى للأمة العربية الزيادة المنتظمة لعدد المرضى الذين يعانون من قصور كلوي مزمن، مشيرا إلى أن حوالي 6 ملايين جزائري يعانون من مرض كلوي، 1 مليون يعانون من قصور كلوي مزمن. كما اعتبر أن عدد المرضى الذين تستلزم حالتهم الصحية علاجا بديلا قد يصل إلى 000 20 خلال السنوات الخمسة المقبلة وأن قيمة التكفل من حيث الخضوع لعملية بتصفية الدم قد تصل إلى 20 مليار دج سنويا، في الوقت الذي تصل فيه الآن 2700 مليار سنتيم. فتح معهد وطني لزراعة الكلى السنة القادمة وتبقى عمليات زراعة الكلى مرهونة بإقبال المتبرعين بالأعضاء لأن هناك شرائح اجتماعية واسعة من المرضى تنتظر عمليات التبرع، ولخلق نوع من الثقة لدى المريض الجزائري في هذا الميدان، سيتم فتح المعهد الوطني للكلى بداية من 2011 وهذا المعهد سيتم زرع عدة أعضاء كالكبد، الكلى والبنكرياس والذي يدخل في تلبية احتياجات الجزائريين. وتشير الإحصائيات الأخيرة حسب البروفسور ريان إلى أن هناك ستة آلاف مريض حاليا ينتظرون مبادرة زراعة الكلى والكبد وغيرها من الأعضاء. أحمد 29 سنة مريض مصاب بالقصور الكلوي المزمن صادفناه في إحدى عمليات تصفية الدم التي يخضع لها، أكد من جهته بأن الاهتمام بالجثث لمساعدة المرضى في هذا الشأن أمر ضروري. وباعتباري شخصا مصابا بهذا المرض، فإنني تحت العلاج الخاص بتصفية الدم وتكثيف الفحوصات الطبية الاستعجالية، لكن المشكل المطروح حسب الطفل المريض دائما تعدد الحالات المرضية في العائلة مما يشكل تقسيم الأعضاء لذا يقتضي من هذا الأمر تقديم المساعدة المباشرة من طرف العائلة كالأب والأم باعتباره مرض وراثي، مشيرا إلى أن أكثر الناس تبرعا هم الوالدان في حياتهما، في الوقت أن العديد من عائلات الموتى ترفض التبرع بالأعضاء.