قام المعارضون لمرسي أمس بمحاولة لفض اعتصام رابعة العدوية والذي يدعوا إلى كسر الانقلاب واستعادة الشرعية، وذلك بقطع الكهرباء أثناء صلاة الفجر، وقالت مصادر بمصر أن الكهرباء عادت إلى ميدان رابعة بعد انقطاع دام لساعات، بينما خرجت أمس مزيد من المسيرات ضمن ما أطلق عليه "الشعب يريد إسقاط الانقلاب"، وذلك بالتزامن مع اتصالات من مشيخة الأزهر بأصحاب مبادرات المصالحة الوطنية للتحاور. وذكر قيادي في حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الإخوان المسلمين في وقت سابق أن التيار الكهربائي انقطع عن كامل ميدان رابعة العدوية ما عدا شارع الطيران حيث يعتصم مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسي للأسبوع الخامس على التوالي، مضيفا أن منظمي الاعتصام أعادوا التيار إلى بعض مناطق ميدان رابعة باستخدام مولدات الكهرباء التي استخدمت أيضا لتشغيل الأجهزة الطبية في المشفى الميداني, ومرافق أخرى. ومن جهته, قال القيادي بحزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي إن الكهرباء قُطعت بينما كان المصلون يتأهبون لصلاة الفجر, مضيفا أن هذا "التخويف" لن يكسر صمود المعتصمين الذين لن يغادروا الميدان حتى لو تعرضوا للرصاص، على حد تعبيره، وأشارالبلتاجي إلى أن قطع الكهرباء عن الميدان يمثل خطوة سبق وأن وقعت في أحداث مجزرة الحرس الجمهوري، مضيفا أن المعتصمين استعملوا المولدات الكهربائية لإنارة أجزاء من الميدان. تشييع جنازة المسلحين في زويد والجيش يوقف عملياته ذكر شهود عيان من أهالي الشيخ زويد في شمال سيناء أن الجيش المصري أوقف عمليات القصف والاستهداف لأماكن في التومة التابعة للشيخ زويد، وتم كذلك وقف القصف على عدة أهداف في نطاق الشيخ زويد وذلك بعد ساعتين من القصف المتواص والاشتباك مع مجموعات مسلحة في تلك المنطقة، ولم تتوفر معلومات عن وجود خسائر في الأرواح. ويأتي هذا فيما قامت مجموعة مسلحة بالهجوم على قسم شرطة ثان العريش، ووقع اشتباك بين قوات الجيش والشرطة مع المسلحين، دون أن تحدث إصابات، وكانت طائرات تابعة للجيش المصري من طراز اباتشى قامت بالتحليق فوق أجواء الحدود الشرقية في رفح والشيخ زويد وقصفت أهدافا للمسلحين في مناطق متعددة. وصرح مصدر أمنى مصري بأن طائرات الاباتشى قامت بقصف عدة مواقع للمسلحين في منطقة الشيخ زويد، وأضاف المصدر أنه تم ضبط مخزن سرى للمتفجرات جنوبالعريش وبه كميات من مواد شديدة الانفجار وقذائف (ار بى جى) ولم يتم ضبط أي أشخاص بالقرب من المخزن. غارات بسيناء ومصر تتبنى قصف "جهاديين" أفادت مصادر أمنية مصرية أن طائرات أباتشي مصرية أطلقت أول أمس عدة صواريخ على مسلحين في منطقة التوما جنوب الشيخ زويد، بعد ساعات من إعلان القاهرة أن طائرة مصرية هي التي نفذت الهجوم على مجموعة جهادية, بعد أنباء تحدثت عن تنفيذ طائرة إسرائيلية للهجوم، وقال المتحدث باسم الجيش المصري إنه تم رصد والتعامل مع ما قال إنه "مجموعة إرهابية" كانت تخطط لتنفيذ عملية ضد الجيش والشرطة وأهالي شمال سيناء. وجاء هذا الإعلان بعد ساعات من إعلان مصدر أمني مصري أن مروحية للجيش المصري هي التي نفّذت الغارة التي أدت عصر الجمعة إلى مقتل أربعة "جهاديين" في منطقة العجرة, شمال سيناء، وأضاف المصدر أن العملية وقعت بمنطقة العجرة بين علامتي الحدود رقم 10 و11 جنوب رفح عصر الجمعة، ونفذتها المروحية المصرية ترافقها طائرة من طراز "غازيل" واستهدفت "مجموعة جهادية" مكونة من أربعة أشخاص كانت تحاول نصب منصة إطلاق صواريخ في الموقع، مشيرا إلى أن شهود العيان أكدوا مشاهدتهم للطائرتين المصريتين. وقال المصدر إن طائرة أباتشي "تعاملت مع الهدف وقتلت أربعة جهاديين كان بحوزتهم دراجة نارية، وأنه بعد تمشيط المنطقة بمعرفة الجهات الفنية للقوات المسلحة تم ضبط المنصة وبها ثلاثة صواريخ كان يجري إعدادها للإطلاق تجاه الأراضي المصرية"، وأشار إلى أنه "تمت إحاطة العملية بسرية تامة حفاظا عليها وتحرك القوات المشاركة فيها"، ونفى المصدر "ما رددته بعض الفضائيات ووكالات الأنباء والمواقع الإلكترونية عن اختراق إحدى الطائرات الإسرائيلية للمجال الجوي المصري، أو وجود أي تنسيقات بينها وبين الجيش المصري في هذا الشأن، مشيرًا إلى أن المجال الجوي المصري "مؤمن تماما ضد أي خروقات من أي وسائل كانت". وندد البيان بما سماه تواطؤ الجيش المصري مع إسرائيل في تنفيذ الغارة، قائلا إن شهود عيان من المنطقة لاحظوا الطيران المصري وهو يحوم حول منطقة الإطلاق ثم ينسحب، فتظهر طائرة إسرائيلية بدون طيار "فتقصف المجاهدين بصواريخها"، وتوعد البيان إسرائيل بالمزيد من الهجمات. منظمة حقوقية دولية: إجراءات لتحقيق دولي بالقتل في مصر أعلنت منظمة حقوقية دولية أنها بدأت إجراءات لمقاضاة دولية للمسؤولين عن مقتل نحو 260 شخصا من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي قالت إنهم قتلوا منذ عزله مطلع الشهر الماضي، وأعربت عن مخاوفها من أن تحاول السلطات المصرية فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقوة، وناشدت "منظمة الكرامة" التي تتخذ من جنيف بسويسرا مقراً لها، السلطات في مصر، احترام حق التظاهر سلمياً وحق الحياة الملازم لكل إنسان. وقالت المنظمة، في بيان لها إن ما لا يقل عن 260 شخصاً قُتلوا على أيدي أجهزة الأمن منذ الإطاحة بمرسي في الثالث من جويلية الماضي، وأشارت إلى أنها أبلغت الأممالمتحدة الجمعة الماضية بالإجراءات الخاصة بتوثيق وفاة 152 متظاهراً يومي 26 و27 الشهر الماضي، وأضافت أن المعلومات التي جُمعت من شهود عيان وعائلات بالقاهرة والإسكندرية، بما في ذلك شهادات الوفاة، والتي تظهر أن المحتجين قُتلوا بالذخيرة الحية، جرى تقديمها في رسالة إلى مقرر الأممالمتحدة الخاص بقضايا الإعدامات خارج نطاق القضاء. وأشارت المنظمة إلى تقارير أوردتها وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني بأن أفراداً من بين المعتصمين بمواقع الاحتجاجات ربما ارتكبوا جرائم من بينها التعذيب والاختطاف. وأبلغ بعض الشهود عن أنهم شاهدوا أسلحة أيضاً.