تضارب بشأن مصدر قصف مواقع مسلحين في سيناء اندلع أمس جدل كبير بين تنظيمات الجهاديين و السلطات المصرية بعد اتهام مواقع جهادية لإسرائيل بأنها قامت بقصف موقع لهم في شمال سيناء،باستخدام طائرات دون طيار، و بينما التزمت إسرائيل الرسمية الصمت إزاء العملية التي أوقعت أربعة أشخاص قتلى و خلفت 10 جرحى، قالت القوات المسلحة المصرية أنها تجهل مصدر القصف. في تلك الأثناء تزايدت الدعوات إلى ضبط النفس و تجنب المواجهة الدموية بين السلطات و المعتصمين من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في القاهرة أمام تلويح وزارة الداخلية بفض الاعتصام بالقوة متى خرج عن طابع السلمية. و تشير تقارير متفائلة أن الاتصالات بين الحكومة و الإخوان متواصلة بوساطة محلية يقودها الأزهر و جهات أجنبية في إطار التفاوض على حل شامل للأزمة. فقد تضاربت الأنباء عن سبب انفجارين سمعا بمنطقة العجرة برفح على خط الحدود الدولية حيث ذكرت تقارير اخبارية نقلا عن شهود عيان أن مروحيات عسكرية مصرية قصفت عصر أمس مواقع يعتقد أنه مراكز تدريب للمسلحين بمنطقة العجرة جنوبي رفح قرب الحدود مع غزة فيما أشارت تقارير أخرى نقلا عن مصادر أمنية مصرية إلى أن القوات الإسرائيلية قصفت قاعدة ومنصة لإطلاق الصواريخ تابعة للجماعات المسلحة جنوب كرم أبو سالم داخل الحدود المصرية مما أسفر عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح من العناصر المسلحة، غير أن المصدر نفى علمه حول ما إذا كان هناك تنسيق أو اتصال مع المسئولين المصريين أم لا. و قال المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة المصرية أن انفجارين سمعا بمنطقة العجرة برفح على خط الحدود الدولية وأن عناصر القوات المسلحة تقوم حاليا بتمشيط المنطقة المحيطة بموقع الانفجار للوقوف على أبعاد وملابسات الحادث. و نقلت وكالة الأبناء المصرية الرسمية عن شهود عيان قولهم أن ما لا يقل عن 5 من العناصر المسلحة لقوا مصرعهم نتيجة الانفجار الذي دمر منصة لإطلاق صواريخ كانت معدة لتوجيهها إلى داخل إسرائيل. من جانب آخر أكد مصدر أمنى بشمال سيناء أن القوات المصرية أطلقت الأعيرة التحذيرية والقنابل الضوئية لاستكشاف الأجواء حول النقاط العسكرية فى مدن الشيخ زويد والعريش وقُرب مطار العريش. وأضاف أن مديرية أمن شمال سيناء أوقفت العمل بشكل كامل فى شبكتها اللاسلكية بعد أن اخترقها الإرهابيون، وأخذوا يهدّدون الضباط عن طريقها، وحذرت المديرية من استخدامها والاستعانة بشكل مؤقت بالهواتف المحمولة، حتى يتم تغيير شفرة الشبكة اللاسلكية، وإيجاد حل يجعل من الصعب اختراقها مرة أخرى، كى لا تتعرّض أرواح الضباط للخطر. وقد أعلنت عائلة النائب عبدالحميد السلمى الذى اغتالته يد الإرهاب فجر الأربعاء الماضى، عن رصد مبلغ مالى كبير لمن يُدلى بمعلومات وبراهين أكيدة عن الجناة. واتهمت بعض الحركات الثورية وعدد من أفراد عائلة السلمي ، جماعة الإخوان المسلمين بالتخطيط لمقتله، وقالت إن الجماعة هى المستفيد الوحيد من قتله بسبب تأييده للجيش ومعارضته لها. و قدر المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية في حوار لجريدة للشرق الأوسط أن الشرطة تعرضت لما يشبه الإنهيار فى سيناء، وهذا أدى إلى زيادة الموقف الأمنى فى سيناء سوءاً، ومن ضمن أهم أهداف العمليات التى تقوم بها القوات المسلحة فى سيناء منذ عام تقريبا، هى إعادة الشرطة وتمكينها من العمل الشرطي فى سيناء، خاصة فى أماكن مثل الشيخ زويد ورفح. في تلك الأثناء أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه العميق إزاء استمرار الجمود السياسي في مصر داعيا السلطات المصرية و جماعة الإخوان المسلمين إلى «ممارسة القيادة والمسئولية في القيام بكل ما يمكن القيام به لمنع مزيد من فقدان الأرواح في صفوف الشعب المصري». كما تلقى وزير الخارجية المصري نبيل فهمي اتصالاً هاتفياً من نظيره الفرنسي لوران فابيوس، الذي أعرب عن قلقه إزاء حالة الاستقطاب القائمة في الشارع المصري، مطالباً بضرورة تحقيق الانضباط الأمني بما يحقق الأمن لجميع المواطنين. وأكد فابيوس استعداد بلاده المساهمة بأي إجراءات أو خطوات تعيد مصر إلى المسار السياسي الديمقراطي الذي يجمع كل القوى السياسية، على حد قوله.