أعربت الجزائر أمس عن "استنكارها الشديد" للعمليتين الإرهابيتين اللتين استهدفتا مدينة طرابلس اللبنانية و أسفرتا عن وقوع خسائر بشرية "جسيمة" مجددة موقفها الرافض لاستخدام العنف "بكل أشكاله و مهما كانت مبرراته".و جاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية، أن الجزائر "تستنكر بشدة العمليتين الإرهابيتين اللتين استهدفتا الجمعة مدينة طرابلس اللبنانية و أسفرتا عن وقوع خسائر بشرية جسيمة و تجدد موقفها الرافض لاستخدام العنف بكل أشكاله و مهما كانت مبرراته".و بعد أن أعربت الجزائر عن "تضامنها العميق مع الحكومة اللبنانية و الشعب اللبناني الشقيق" ناشدت مختلف القوى السياسية اللبنانية "على التمسك بالصبر و الحكمة و مواجهة هذه الجريمة النكراء بما تقتضيه من تعاون و تضامن".البيان، أن الجزائر "تؤكد أنها على ثقة تامة من قدرة الأشقاء في لبنان على تجاوز هذه المحنة العصيبة والحفاظ على وحدة و أمن و استقرار لبنان الشقيق".يذكر أن التفجيرين اللذين استهدفا أمس الجمعة مسجدي "السلام" و "التقوى" بطرابلس خلفا أكثر من 40 قتيلا. حداد وطني في لبنان وإجراءات مشددة بعد تفجيري طرابلس وللتذكير وصلت حصيلة التفجيرين إلى 45 قتيلًا ونحو 280 جريحا لا يزالون في المستشفيات، بحسب أخر حصيلة أوردتها أجهزة الأمن. والتفجيران اللذان نددت بهما المجموعة الدولية بشدة، يعتبران أكثر التفجيرات دموية منذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) واصدر رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي مذكرة إدارية "قضت بإعلان الحداد العام طوال يوم السبت على أرواح الشهداء الذين سقطوا" الجمعة. وعمدت عائلات عدة إلى تشييع ضحاياها ليلا، بسبب تشوه الجثث التي كان بعضها محترقا. ومن المقرر تشييع ضحايا آخرين السبت بعد صلاة الظهر في طرابلس.وخشية وقوع تفجيرات جديدة، كثف الجيش اللبناني أمس دورياته في طرابلس، فيما شوهد مسلحون مدنيون أمام المساجد في كبرى مدن شمال لبنان. وبدت المدينة التي تعجّ عادة بالناس، مشلولة، وشوارعها مقفرة مع حركة سير خفيفة، فيما أغلقت المتاجر أبوابها في يوم الحداد الوطني، الذي أعلن في كل أنحاء البلاد ومراسم تشييع الضحايا.وتجمع مئات المدنيين قرب مسجد التقوى بعد وقوع الانفجار، وبدوا في حالة غضب شديدة، وهتفوا "الموت لحزب الله" و"الموت للنظام السوري". ثم انتشر مسلحون في بعض شوارع طرابلس، وراحوا يوقفون السيارات ويفتشونها ويدققون في الهويات ويأخذ كثيرون في الشارع السني على حزب الله تورطه في القتال إلى جانب قوات النظام داخل سوريا، معتبرين ان هذا التورط يعرّض لبنان للخطر. إلا ان قيادات سنية سارعت إلى تأكيد ضرورة ترك الأمر للتحقيقات وإجراءات الحماية للجيش والقوى الأمنية والمؤسسات الشرعية، رافضة مقولة "الأمن الذاتي". وكان حزب الله دان التفجيرين الجمعة وكذلك دمشق.في السياق، اتهم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي حزب الله الشيعي اللبناني بالوقوف خلف الهجومين، اللذين استهدفا الجمعة مسجدين في مدينة طرابلس شمال لبنان، وأسفرا عن عشرات القتلى، متوعدًا الحزب بأنه سينال "القصاص العادل". لبنان ينزلق إلى "النموذج العراقي" لم تستبعد أوساط مراقبة عبر صحيفة "الرأي" الكويتية، ان “يكون لبنان ينزلق شيئاً فشيئاً إلى “النموذج العراقي”، وسط انطباع بسقوط أخر "ورقات التوت" من حماية الحد الأدنى التي كانت تمنع انتقال الحروب الإقليمية إلى عقر دار اللبنانيين، في حين جاءت الاتهامات الضمنية ل”حزب الله” وتحميله مسؤولية الانفجاريين “بعدما أدى انخراطه في الحرب السورية إلى كشف لبنان امنياً” على ما قالت قوى 14 آذار داعية إياه إلى العودة إلى لبنان لإخراجه من عين العاصفة”.