تسعى الحكومة جاهدة لجذب السياح الأجانب للجزائر، عبر تذليل الصعوبات البيروقراطية أمامهم لدخول التراب الوطني، ويعكس اعتماد وزارة الداخلية والجماعات المحلية لتأشيرة التسوية رغبة من السلطات العمومية في التوجه نحو بناء اقتصاد متنوع قوامه السياحة. وأعلنت وزارة الداخلية والجماعات المحلية عن تخفيف إجراءات الحصول على التأشيرة بالنسبة للسائحين الراغبين في زيارة الصحراء في جنوب البلاد، بحيث يمكن دخول البلاد من دون الحاجة إلى طلب تأشيرة من السفارات والقنصليات. وقالت وزارة الداخلية والجماعات المحلية في بيان، الأربعاء الماضي، إنه "تقرر تمكين الأجانب الراغبين في القيام برحلات سياحية بجنوب البلاد عن طريق وكالات السياحة والأسفار الوطنية المعتمدة، الاستفادة من تأشيرة التسوية مباشرة عند وصولهم إلى المنافذ الحدودية، لا سيما بالولايات الجنوبية (المطارات والمعابر البرية)، عوضًا عن إجراء ترتيبات التأشيرة العادية". وأبدت الوكالات السياحية الناشطة في القطاع السياحي تجاوبا ورغبة في مرافقة الحكومة نحو رفع عدد السياح الأجانب والمساهمة بشكل أو بأخر في رفع مداخيل الجزائر من العملة الصعبة، خصوصا وأنها كثيرا ما اشتكت من تعقيدات حصول الأجانب على التأشيرة الجزائرية، ما يمنع السائحين من زيارة المنطقة التي كانت في ثمانينيات القرن الماضي قبلة للأوربيين وخصوصًا في فصل الشتاء. وأشار البيان إلى أن القرار يهدف إلى "ترقية السياحة الصحراوية". * رئيس الجمعية الوطنية لوكلاء السفر ل"الاتحاد": تأشيرة التسوية ستعيد ترتيب الوجهات السياحية ووصف محمد الأمين برجم، رئيس الجمعية الوطنية لوكلاء السفر قرار منح تأشيرة استثنائية للسياح الاجانب بالقرار التاريخي الذي يعبر عن إرادة سياسية، مشيرا إلى أنه سيعيد ترتيب الوجهات السياحية ، معتبرا في اتصال مع "الاتحاد" أن القطاع السياحي "قطاع أفقي تتحرك معه عدة مجالات من ضمنها الصناعات التقليدية والنقل وحركة المطارات"، داعيا الى ضرورة تكثيف جهود الجميع لإنجاح الموسم السياحي، مشددا على أن الجزائر تملك كل المقومات لاستقبال السياح من هياكل قاعدية وهياكل فندقية، قائلا" أدعو كل الفاعلين في كل القطاعات للارتقاء نحو توفير خدمات ذات جودة للأجانب بأسعار تنافسية، لأن السائح الاجنبي جد متطلب، لأنه يحضر لوجهته السياحية قبل سنة عن عطلة السنوية"، حسب ذات المتحدث. * بولنوار: على الوكالات السياحية أن تبادر بأفكار تساهم في جلب السائح من جهته، قال رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الحاج الطاهر بولنوار أن إقرار تأشيرة التسوية "إجراء جيد بالنظر إلى العقبات التي كانت تواجه السياح من ضمنها صعوبة تنقلهم"، مضيفا" نعتقد أنه قرار هام سيزيل عقبات الأجانب لزيارة الجزائر، سيساهم في تذليل العقبات وتشجيع السياحة الأجنبية، كما أنه سيرفع عدد السياح الأجانب إلى الجزائر مستقبلا، وسيساهم في التنمية المحلية خاصة تنمية المناطق الصحراوية.. لما تنتعش السياحة الكثير من القطاعات الأخرى ستنتعش أيضا، من ضمنها قطاع الخدمات، قطاع السكن، كما أنه سيفتح مجال واسع لمناصب الشغل". وفي السياق، أكد بولنوار أن مشكل التأشيرة ليس هو المشكل الوحيد الذي يشتكي من السياح الاجانب بل هناك مشاكل أخرى من ضمنها نقص النشاطات الثقافية والرياضية، ونقص المعارض في الصناعات التقليدية، مشددا على ضرورة معالجتها "لأن السائح لما يزور الجزائر ليس من اجل الأكل والنوم فقط أو إقامة جولات، وإنما لأجل الحركية الموجودة بتلك المنطقة من مسابقات فنية ونشاطات ثقافية، وهو امر متروك على عاتق السلطات المحلية بالجنوب والجمعيات الثقافية والرياضية المطالبة اكثر من وقت مضى بالاهتمام بهذا الجانب". كما لفت بولنوار إلى دور الوكالات السياحية والأسفار، مشيرا إلى أنها مطالبة بمسايرة اتطور وتوسيع خدماتها، من خلال المبادرة بأفكار تساهم في جلب السائح في توسيع النشاطات عبر ربط علاقاتهم بالوكالات السياحية بتلك البلدان قائلا "لا ننتظر من سائح أجنبي أن يجتهد بنفسه للتعرف على الجزائر، يجب على الوكالات أن تنسج علاقات خارجية مع وكالات أخرى لاقتراح الخدمات لبعضها البعض، لابد من تهيئة أنفسنا لدراسة أسعار الخدمات التي عادة ما تكون عائقا أمام السائح للعودة إلى الجزائر". * الانفتاح على السوق السياحية تعول حكومة أيمن بن عبد الرحمان كثيرا على القطاع السياحي لتحقيق طفرة نوعية في الاقتصاد الوطني، وقد تتبع هذا القرار قرارات أخرى تهمّ مزيداً من الانفتاح على السوق السياحية، لتشمل كامل الجزائر في المستقل القريب، ضمن الجهود الرامية لتشجيع قطاع السياحة وتطوير وجهة الجزائر في السوق السياحية العالمية. ومعلوم ان الحكومة قد اشترطت أن تقوم الوكالات السياحية بتسجيل "كل المعطيات المتعلقة ببرنامج الزيارة السياحية والمشاركين فيها من السياح الأجانب، وذلك عبر أرضية رقمية يتم الولوج إليها بمديريات السياحة والصناعة التقليدية للولايات المعنية". ويستفيد السياح الأجانب المعنيون من وثيقة تسلم لهم عن طريق وكالاتهم السياحية، تسمح لهم بالركوب عبر الطائرات التابعة لمختلف شركات الطيران بالمطارات القادمين منها. ويستفيد السياح عند وصولهم من "تأشيرات التسوية بالمدة التي تتوافق مع فترة الرحلة السياحية المنظمة لهم". وشددت الوزارة على أن "تسهر السلطات المحلية للولايات المعنية على توفير المرافقة اللازمة لكل الفاعلين المعنيين، قصد ضمان سير الجولات السياحية المبرمجة في أحسن الظروف".