شوارع مكتظة و طرقات مزدحمة و ضجيج منبهات و فضاءات مختلفة بعوادم السيارات و ملاسنات كلامية تقذفها ألسنة السائقين هو المشهد المتكرر يوميا و بدون توقف تعرفه المدينة البيضاء صبيحة و أمسية كل يوم،حيث بات الزخم المروري هاجسا يصدع رؤوس المواطنين و عائقا أمام حركاتهم خاصة العاملين و المتمدرسين منهم الذين يعانون الأمرين في الذهاب و العودة من أعمالهم أو لقضاء مصالحهم.في ظل تفاقم أزمة المرور في الآونة الأخيرة بسبب قلة الطرقات أمام تزايد عدد السيارات التي تكاد تفوق القدرة الاستيعابية للطرق و الشوارع،ارتأت يومية "الاتحاد" أن تتوقف عند هذه الظاهرة التي تشبه الرحم الولود لأمراض مزمنة على غرار المرض السّكري و الضّغط الدّموي نتيجة القلق الذي يعيشه المواطن في رحلة الذهاب و الإياب من خلال الجولة الميدانية التي قامت بها يومية "الاتحاد" في بعض شوارع العاصمة و استطلاع آراء بعض المواطنين. و لأنه يهدر الوقت و يسبّب في تعطيل السيارات استغلت "الاتحاد" أزمة مرورية خانقة عرفتها بعض شوارع العاصمة على حسب قول بعض المواطنين و اقتربت من بعض سائقي السيارات الذين أجمعوا على أنهم يستغرقون قرابة نصف ساعة في إشارة مرورية واحدة بسبب كثافة السيارات و تجمعها في شوارع ضيقة و محدودة ،و في ذات السياق صرح "ياسين.ب" سائق سيارة من نوع رونو من العاصمة أن الازدحام المروري الذي تشهده الشوارع يوميا غير معقول و يهدر الوقت و طول فترات الانتظار يتسبّب بتعطيل السّيارات ،و يستطرد الحديث أنه ما يزيد الطين بلّة و الإزدحام اختناقا هم بعض أصحاب السيارات من خلال التوقف على جانبي الطرق في الأماكن غير المخصصة للوقوف ،فيما يضيف "رابح.ن" أنه يستوقف سيارته بعيدا عن مكان عمله ليكمل أدراجه ماشيا على تحمّل ذلك الازدحام المروري الذي يصدع الرؤوس،أما "عبد الحميد" صاحب حافلة نقل عمومي تقل المسافرين من محطة تافورة بالعاصمة إلى محطة الدويرة يقول أنه أدمن مؤخرا على شرب مسكنات الرأس كل مساء للتخفيف من الصّداع الذي يخلّفه الازدحام المروي بالإضافة إلى الخلافات التي تحدث بينه و بين الركاب الذين يضغطون عليه للتسابق مع المركبات الأخرى "دايما يشكيولي و يتنرفاو عليا مي أنا الله غالب واش حا نديرلهوم يصدعو برك في راسي.."و يضيف أنه لو يجد بديلا عن عمله كسائق لنقل المسافرين لقبله ليتخلص من الضغط اليومي الذي يعيشه،كانت ردود السائقين متباينة و لكن قاسمهم المشترك كان المعاناة و القلق بسبب الازدحام المروري الذي بات رفيقهم الدائم و الوفي خلال ذهابهم و إيابهم من أعمالهم. الازدحام المروري معاناة يومية فيما عبّر العديد من المواطنين عن تذمرهم و استيائهم من الازدحام المروري المتكرر الذي بات يؤرق يومياتهم و يعطّل أشغالهم و يهدر أوقاتهم من خلال دردشتهم مع يومية "الاتحاد"،و من بين هؤلاء "نور الدّين.م" موظّف من العاصمة حيث صرّح لنا أنه يتأخر يوميا عن عمله قرابة ساعة كاملة بسبب الأزمة المرورية الخانقة التي تعرفها شوارع العاصمة "يا أختي بزاف ماشي يوم ماشي يومين طول العام و أحنا نسوفريو سورتو فالشتا.."،فيما يضيف "مهدي.م" من بئر خادم أنه أصبح يتنقل عبر الميترو رغم غلاء التذكرة على أن يتحمل يوميا توبيخ مدير عمله اليومية بسبب تأخرا ته"الله غالب واش نديرو يا اختي ماصبناش حل واحد اخر.."،فيما يضيف "عبد المالك" من باب الزّوار طالب جامعي بجامعة الجزائر أنه يضطرّ إلى النّهوض باكرا لتجنب الزخم المروري إلا أن التّعب نال من جسمه الهزيل ما دفعه للغياب عن بعض المحاضرات رغم أهميتها و التي تستدعي الشرح المفصّل من الأستاذ المحاضر لفهمها بسبب برمجتها في السّاعات الصّباحية الأولى"مع الأول صاح كنت نوض بكري و نلحق مي أنا ماشي آلة عييت لازم إيصيبونا حل لهذا لنكمبرومو.."،هكذا استطاع أن يحوّل الازدحام المروري يومياتهم إلى جحيم. سجن بلا أسوار "يا بنتي ولينا نكرهوا نخرجوا من الدار على جال الطريق اللي نصيبوها دايمن مغلوقة..نقعدوا ساعة داخل الكار حابسين..بزاف بزاف لنكمبغوموا هذي ركبتنا السكر أو لاطنسيوا.."هي انطباعات بعض الركاب نقلتها يومية "الاتحاد" أثناء تواجدهم بحافلة عمومية تقل المسافرين بين محطتي بئر مراد رايس و تافورة بالعاصمة خلال الزحمة المرورية التي عرقلت السير المروري ما سبب لهم قلق و تذمر كبيرين،و أجمعوا على أنها الرحم الولود التي تلد الأمراض المزمنة على غرار السكري و الضغط الدموي على حسب قول "عمي عبد القادر" "كيفاش نستغربوا كينسمعوا النسبة تع المرضى السكري زادت مع هذي المزيرية اللي رانا عايشينها كل يوم ..و الله غير وليت ندير نصف ساعة تع سيركيلاصيو في حسابي.."،و لم تقتصر فقط النرفزة بين المواطنين بل امتدت حتى إلى ذلك السائق المسكين الذي اضطر إلى تحمّل ضغطهم طيلة مسافة الطريق. المواطن يستنجد بالسلطات المعنية كما ناشد المواطنون السلطات المعنية دراسة مشكلة الاختناقات المرورية و الوقوف على أسبابها و تخفيف وطأتها و إنشاء شوارع و فتح الطرق المغلقة بسبب أو بأخر تمتص هذا الكم الهائل من السيارات ،كما طالبوا معظم السائقين في حديثهم مع يومية "الاتحاد" إلى بتوفير رجال المرور في كل الطرقات لأن وجودهم على حسب قولهم قد يقلل من التجاوزات المرورية التي تشهدها الطرقات،كما دعوا السلطات المعنية إلى منع سير الشاحنات في أوقات الذروة و القيام بكل ما هو ممكن للحد من هاجس الازدحام المروري الذي بات يؤرق يومياتهم و يعطل انشغالاتهم .