أسدلت تصفيات كأس العالم 2014 المزمع إجراؤها بالبرازيل الستار عن هذا الدور وعرف العالم أسماء المنتخبات ال 32 الذين سيتنافسون في أكبر محفل كروي عالمي ومن أجل أثمن ألقاب المعمورة وبالطبع الجزائر ستكون أحد هذه المنتخبات كممثل للعرب الوحيد ومنتخبات شمال افريقيا للمرة الثانية على التوالي وهي المشاركة الرابعة للخضر في تاريخهم الكروي، التأهل هذه المرة كان تحت قيادة مدرب أجنبي وهو البوسني وحيد حليلوزيتش. البوسني يكتب اسمه بحروف من ذهب وروراوة قد يدخله التاريخ وبالعودة الى حيثيات هذا التأهل نجد ان للمدرب الوطني لمسة كبيرة في هذا التأهل ليتمكن من كتابة اسمه بحروف من ذهب في تاريخ كرة القدم الجزائرية كثاني مدرب أجنبي يؤهل الجزائري بعد الروسي روغوف الذي قاد الخضر الى مونديال اسبانيا سنة 1982 بعد تغلبه على نيجيريا في لقاء فاصل، ليكون الناخب الوطني السابق رابح سعدان من أهل الخضر في المشاركتين السابقتين، حليلوزيتش سيكون مع فرصة دخول التاريخ من أوسع الأبواب اذا واصل على رأس المنتخب الوطني ليكون أول أجنبي يقود الخضر بعد ان حرم قانون الجزأرة الظالم روغوف من قيادة الخضر و تم منح العارضة الفنية لمحي الدين خالف وقتها في حين تشير كل الظروف الى ان يكون حليلوزيتش مدرب الخضر في البرازيل حيث سيشد الرحال الى ريوديجانيرو من أجل تحضير هذا الحدث. تأهل مستحق، الجزائر قدمت مشوار مميز وهزيمتان فقط وعلى نفس الملعب اما من ناحية النتائج فقد تمكن الخضر من بلوغ مونديال البرازيل من باب القوة حيث فازوا في 6 لقاءات من أصل ثمانية لعبوها في مشواره للتصفيات امام كل من مالي على ملعب 4 أوت ببوركينافاسو بعد الاحداث التي وقعت في باماكو ما أرغم الفيفا على نقلها خارج البلاد، والهزيمة الثانية كانت على نفس الملعب لكن هذه المرة امام المنتخب المحلي في حين فاز على بقية المنتخبات، أشبال حليلوزيتش تمكنوا من تسجيل 16 هدف وتلقت مرمى مبولحي 7 أهداف كاملة طيلة مشوار المونديال منتخب قوي خارج الديار وهي أهم نقاط القوة و أهم ما ميز المنتخب الوطني نسخة حليلوزيتش هو القوة الكبيرة و الشخصية القوية التي بات يكتسبها أشبال البوسني هو قوة الفريق خارج الديار ، حيث تمكن بالفوز بإثنين في مجموع أربعة لقاءات ما عيني نصف اللقاء فاز بها خارج ملعبه و تمكن من تسجيل سبعة أهداف خارج تشاكر واحد امام المنتخب المالي و ثلاثة امام البنين و هدف آخر امام رواندا و هدفان اما الخيول البوركينابية ليقضي البوسني على العقدة التي لازمت محاربي الصحراء في خرجاتهم عبر الادغال الافريقية و التي كانت عبارة عن رحلات لتفادي الاضرار و العودة بأقل هزيمة لتتغير المعايير الان في حقبة اشراف حليلوزيتش تنويع تكتيكي في الخطط و من الناحية التكتيكية فقد لعب البوسني بخطتين اثنين فقط خلال طريق المونديال و تقريبا هي نفس الخطة في الشكل العام لكن تختلف في متوسط الميدان ، فلعب لقاءات تشاكر إضافة الى لقاء مالي ذهابا بخطة 4-2-3-1 و هي خطة تعتمد على 4 لاعبين في الخلف بطريقة الدفاع المسطح لاعبا استرجاع يلعبان دورا مهما في قطع الكرات ، بناء اللعب و تغطية صعود الظهيرين و لاعبا جناح مع صانع العاب و رأس حربة أما خارج تشاكر فكانت التوليفة مخالفة حيث اعتمد على نفس التركيبة تقريبا لكن دون صانع العاب و لكن بلاعب ارتكاز يقوم بدور الماسح و متوسطا ميدان يلعبان كصانعا لعب متراجعين و يتقدمان في الكرات لكن مع اظهره تلتزم بأدوارها الدفاعية و لا تصعد في ظل عدم وجود تغطية وهو الدور الذي يتقنه كل من يبدة و تايدر كثيرا و يكون الشكل العام بطريقة4-3-2-1 أي ما تسمى في قاموس الكرة الحديثة بخطة الشجرة و هي الخطة التي يحبذها المدرب الحالي للريال انشيلوتي في حين ان خطة المنتخب داخل القواعد تعتبر التوليفة السحرية التي تمكن من خلال السبيشل وان من تحقيق نتائج باهرة في مختلف الملاعب العالمية قوة هجومية ومنتخب لا يشبع من التسجيل و في المجمل فان تشكيلة البوسني تعتبر واحدة من التشكيلات التي تتميز بالقوة فيما يخص الناحية الهجومية بعد ان عانى الخضر من عقم هجومي في فترة تدريب المدرب الوطني السابق رابح سعدان و الذي طارده كابوس هذا المشكل حتى قضى على أيامه في بيت المنتخب، فمع مدرب الفيلة السابق فقد سجل الخضر 16 هدفا كاملا خلال التصفيات بمعدل هدفين في كل لقاء أي هدف في كل شوط وهو رقم مميز جدا لم يكن الخضر يحلمون به من قبل في حين يبقى الدفاع مشكلة كبيرة فقد تلقت شباك مبولحي 7 أهداف في اللقاء الثمانية أي بقرابة هدف في كل لقاء وهو رقم كبير اذا ما قارناه بأرقام المدرب الوطني السابق رابح سعدان التي تبقى قوية و قوية جدا فيما يخص الجانب الدفاعي. الحضر سجلوا بكل الطرق وسلاح الكرة الثابتة وحده أصبح شيئا من الماضي وبعد ان كانت الكرات الثابتة الوسيلة الوحيدة التي كانت الجيل السابق يسجل بها تغيرت الأمور الان مع المدرب البوسني الذين تمكنت القاطرة الهجومية في عهدته من التسجيل بكل الطرق ومن كل الوضعيات، فسجل الخضر 10 أهداف بالأرجل و6 بالرأس، هذه الأهداف تنوعت بين مرتدات سريعة وكرات منظمة وبينية ومتابعة للكرات المرتدة من الدفاع وتوزيعات محكمة من الأجنحة وقذفات من خارج منطقة العمليات وكرات ثابتة من ركنية وخطأين على الجهة اليمنى ويبقى هدف فغولي في مرمى المنتخب البينيني بملعب مصطفى تشاكر الاحسن خلال التصفيات فقد جاء بهجمة منظمة تشبه تيكي تاكا البرصا ب25 تمريرة قصيرة انتهت بكرة بينية من براهيمي نحو غولام الذي مرر كرة أرضية على الأرض لسفيان القادم بقوة من الخلف وهو ما يعتبر هدف مصنوع في التدريبات الشوط الثاني قوة الخضر وهو ما يؤكد وزن البوسني اما من ناحية توقيت الأهداف بعد التحدث عن الطريقة فقد سجل الخضر هدفين في الربع ساعة الأول وهدف وحيد في الربع الثاني و ثلاثة في الربع الثالث و هي أرقام ضعيفة ان قارنها بما قدموه في الشوط الثاني حيث سجلوا أربعة في الربع ساعة الأول للشوط الثاني و هدفين في الربع الثاني و أربعة أخرى في آخر ربع ساعة من اللقاء وهو ما يؤكد وزن المدرب حيث يقال ان الشوط الأول للاعبين و الشوط الثاني للمدربين ، اما من الناحية الدفاعية فلم تتلقى شباك مبولحي أي هدف في الربع ساعة الأول من الشوطين الأول و الثاني و تلقت هدفين اثنين في الربع ساعة الثاني و الثالث من الشوط الأول و اخر ربع ساعة من اللقاء ليشهد الربع ساعة الثاني من الشوط الثاني هدف وحيد ، عدم تلقي الأهداف مع بداية الأشواط يؤكد الضغط الكبير الذي يفرضه اشبال البوسني على خصومه و هو أسلوب أظهر نجاعته كثيرا سوداني وسليماني الأكثر تهديفا اما بخصوص الهدافين و كما هو معلوم يبقى الثنائي اسلام سليماني و هلال سوداني الأكثر تهديفا في مشوار بلوغ مونديال البرازيل حيث سجل لاعب شباب بلوزداد السابق و سبورتينغ لشبونة الحالي خمسة أهداف وهو نفس الرقم الذي دونه لاعب أولمبي الشلف السابق و مهاجم دينامو زغرب الكرواتي الحالي أي خماسية كاملة و تداول على بقية الأهداف كل من فغولي هدفان و نفس الرقم لتايدر و هدف لكل من كارل مجاني و اخر لمجيد بوقرة وهو الهدف الذي زف الخضر الى المونديال و أعطى الإشارة لانطلاق الأفراح في مختلف ربوع الوطن ، بهذا يكون هجوم الخضر الرابع في تصفيات افريقيا خلف كل من غانا ، مصر و كوت ديفوار و بنزع مصر التي ضيعت التأهل تصبح الجزائر ثالث احسن هجوم في سلم المنتخبات الخمسة المتأهلة لمونديال البرازيل 2014 30 لاعبا شاركوا في 8 لقاءات وحليلوزيتش يعشق التغيير و من ناحية التعداد فقد اعتمد الناخب الوطني على ثلاثين لاعبا خلال اللقاءات الثمانية التي خاضها حيث لم يستقر هذا الأخير على تشكيلة واحدة فقط مثلما كان الحال عليه في النسخة السابقة من تصفيات كأس العالم التي كانت معالم التشكيلة الأساسية واضحة قبل بداية التربص لكن و مع البوسني و في ظل ثراء التعداد فقد أصبح نظام المناوبة الحل الأكيد لارضاء جميع اللاعبين و منحهم الفرصة من جهة و اختيار الأحسن للعب اللقاءات المهمة جدا في ظل ان الأمر يتعلق بتأهل لمونديال و هو أهم شيء يمكن لاي لاعب ان يتعب من أجله وهو الحلم الذي يراود أي لاعب كرة مجاني الأكثر مشاركة و5 لاعبين فقط من تجاوزوا 500 دقيقة ومن بين الثلاثين لاعبا الذين اعتمد عليهم البوسني نجد ان مجاني الأكثر مشاركة حيث لعب كل اللقاءات أي 8/8 وتمكن من جمع 720 دقيقة أي العلامة الكاملة ويأتي خلفه مبولحي ب630 حيث حرمه اشراك زيماموش في لقاء العودة من مشاركة لاعب اولمبياكوس قمة الأرقام و جاء بعدهما كل من سفيان فغولي ب605 دقيقة و بعده جمال مصباح 536 ليحل بعد ذلك هلال سوداني ب518 و مصطفى الغير بعيد ع لاعب دينامو زغرب ب510 دقيقة، اما اضعف الأرقام كانت من نصيب كل من العرفي بدقيتين فقط و كودري ب19 و لموشية ب23 و قراوي أمير ب26 دقيقة. من كان يقول ان المنتخب الذي يهان من افريقيا الوسطى والمغرب يبلغ المونديال الأرقام التي ذكرناها كانت ستتهاوى جميعا لو ضيع الخضر ورقة التأهل للمونديال لكن الان وبعد ان اصبح علم الجزائر واحد من بين الأعلام التي ستزين سماء ريو دي جانيرو صيف السنة المقبلة يمكن القول ان الخضر حققوا تأهلا بمشوار أقل ما يقال عنه مميز بتجاوز دوري المجموعات بفارق سبعة نقاط عن صاحب المركز الثاني المنتخب المالي القوي و الذي تمكن من احتلال المركز الثالث في اخر كأسين إفريقيتين و تأهل في الدور الفاصل من بوابة المنتخب البوركينابي وصيف بطل كأس افريقيا الأخيرة و الذي ضيعها بضربات الحظ حيث كان قاب قوسين أو أدنى من أن يكون بطل القارة السمراء، طريقة لعب الخضر و الأهداف الغزيرة و التأهل للمونديال كلها أشياء كانت تعبر حلما مستحيل المنال بعد نكستي افريقيا الوسط و المغرب و الهزيمتبن المذلتين للخضر امام منتخبين ضعيفين جدا حيث وجد البوسني الخضر في حالة يرثى لها و كاد يغادر العارضة الفنية لما وجده من تسيب و تكتل بين اللاعبين بعد ان ظن البعض ان المنتخب ملكهم كونهم أهلوه للمونديال ، البوسني رفع التحدي و نجح في تحديه و تمكن من صناعة منتخب شاب كتب تاريخا جديدا لكرة القدم الجزائرية و دون اسمه مع جلي خيخون و ام درمان و امامه فرصة كبيرة بأن يكون الأحسن في تاريخ كرة القدم الجزائرية لو يتمكن من بلوغ أدوار متقدمة بعد اكتفت الجزائر بمشاركة شرفين في الدورات الثلاثة السابقة.