بصعوبة لكن بجدارة واستحقاق حقق المنتخب الوطني سهرة أمس التأهل إلى نهائيات كأس العالم التي ستجري في البرازيل خلال الفترة الممتدة بين 13 جوان و13 جويلية 2014، بعد فوزه في ملعب "تشاكر" أمام بوركينافاسو بهدف حمل توقيع القائد بوڤرة الذي كرّر سيناريو زميله السابق في محور الدفاع عنتر يحيى الذي أهدى الجزائر قبل 4 سنوات ويوم بالضبط (18 نوفمبر 2009) تأهلا إلى المونديال بهدف سجله في شباك المنتخب المصري بأم درمان السودانية. وكان تأهل "الخضر" أمس شاقا وصعبا لكن حلاوته كانت كبيرة ولم تختلف عن المرات الثلاث السابقة التي اقتطع فيها تأهله إلى أكبر تظاهرة كروية عالمية. التأهّل كان صعباً لكننا ذاهبون إلى بلاد "السامبا" ومثلما كان الحال عليه قبل 4 سنوات من الآن وعكس تأهلي 1982 و1986 فإنّ التأهل إلى نهائيات كأس العالم كان صعبا للغاية هذه المرة، لأنّ رفقاء سليماني ضمنوه في إياب لقاء فاصل أمس أمام بوركينافاسو وبهدف يتيم، لكن هذا الأمر ليس مهما لأنّ الجزائر استحقت التواجد في بلاد "السامبا" بداية من 13 جوان المقبل بعد مشوار خرافي في التصفيات أنهته رائدة في مجموعتها وبفارق 7 نقاط عن منتخب مالي، وهي التي انهزمت في 6 لقاءات مرة واحدة قبل أن تقلب هزيمتها في ذهاب الدور الفاصل بتواطؤ من الحكم الزامبي في "واڤادوڤو" إلى فوز أمس أدخل الفرحة في قلوب شعب بأكمله. الجزائر تؤكّد قوّتها إفريقياً وتنصّب نفسها مع العمالقة وقبل مباراة أمس كانت كل المنتخبات الإفريقية التي سجلت حضورها في المونديال الأخير في جنوب إفريقيا قد ضمنت تأهلها إذا استثنينا البلد المنظم وقتها، إذ ضمنت نيجيريا، كوت ديفوار، الكاميرون وغانا تأهلها ولم تبق إلاّ الجزائر التي اقتطعت آخر تأشيرة لممثلي القارة السمراء في المونديال المقبل. المنتخب الوطني الآن يكون قد أكد قوته على الصعيد الإفريقي ونصّب نفسه مع العمالقة ولا يبدو مفاجئا احتلاله الآن المركز الثالث على المستوى الإفريقي في ترتيب المنتخبات العالمية، وهو الترتيب الذي يملك كل شيء لتحسينه مستقبلا إذا نظرنا إلى معدل أعمار لاعبيه الذي لا يتجاوز 25 سنة حاليا. ستكون مرة أخرى الممثل الوحيد للعرب في المونديال ومثلما كان عليه الحال في جنوب إفريقيا فإن المنتخب الوطني وبعد إقصاء كل من تونس، مصر وحتما الأردن في ساعة مبكرة من صباح اليوم في "مونتيفيديو" بالأوروغواي بعد خسارتها في لقاء الذهاب داخل الديار بخماسية نظيفة أمام زملاء "كافاني"، سيكون ممثل العرب الوحيد في نهائيات كاس العالم، وستكون الآن كل الآمال معلّقة على رفقاء تايدر من أجل تقديم صورة مشرّفة عن الكرة العربية التي فشلت في فرض نفسها في كل الدورات السابقة مادام أنّ المغرب فقط سنة 1986 التي تمكنت من اجتياز عقبة الدور الأول وتأهلت إلى الدور ثمن النهائي. أمنيات كبيرة بتحقيق مشوار مشرّف ومحو نكسة جنوب إفريقيا وقبل أيام من سحب قرعة نهائيات كأس العالم فإنّ كل محبي "الخضر" الآن لا يتمنون إلاّ مشوارا مشرّفا لزملاء القائد بوڤرة، خاصة بعد المشاركة الكارثية التي قام بها المنتخب الوطني في دورة جنوب إفريقيا سنة 2010 عندما اكتفى بتحقيق تعادل أمام إنجلترا وتسجيل هزيمتين أمام سلوفينيا والولايات المتحدةالأمريكية، والأسوأ من هذا فشل في تسجيل ولو هدف واحد في مشاركة كانت الأسوأ له في تاريخه بنهائيات كأس العالم. ------------------------- تايدر احتفل بقبعة الجزائر لفت انتباها أمس سفير تايدر الذي احتفل بالتأهل عقب نهاية المباراة بطريقته الخاصة، من خلال ارتداء قبعة غريبة الشكل تحمل الألوان الوطنية واحتفل من خلالها رفقة الأنصار بالتأهل إلى أول مونديال له في مشواره مع "الخضر". حليلوزيش طالبه بمراقبة بيتروبا وقد دخل تايدر في الدقائق العشر الأخيرة للمباراة بديلا ل مهدي مصطفى الذي تعرض لإصابة جعلته غير قادر على مواصلة المباراة، وفي اللحظة التي كان يتأهب لدخول المستطيل الأخضر توجه إليه الناخب الوطني ومنحه آخر التعليمات، وشدد على اسم بيتروبيا عندما طلب منه إحكام الرقابة عليه والتقليل من خطورته. تايدر: "سعيد بأول مونديال وفخور باختياري الجزائر" "هذا مجهود أشهر كثيرة من العمل ولا يمكنني وصف الفرحة بالتأهل إلى المونديال، لقد ساهم الجميع في التأهل ولا يهم من لعب المباراة وأفرحنا الأنصار، ولا يمكنني وصف فرحتي بأول تأهل لي إلى المونديال وفخور لاختياري الجزائر". ------------------------- زماموش: "لقد تمكنا من إفراح الشعب الجزائري مجددا" عبر لامين محمد زماموش عن سعادة كبيرة من خلال التصريحات التي أدلى بها للإذاعة الجزائرية الثالثة، حيث كشف حارس اتحاد العاصمة عن الفرحة الكبيرة، خاصة في ظل صعوبة المباراة التي خاضها كأساسي خلفا ل مبولحي، حيث قال: "أنا جد سعيد بهذا الفوز الكبير لقد كانت مباراة صعبة بالنسبة لنا وتمكنا من الفوز بها بفضل الجمهور الكبير الذي حضر اليوم". ------------------------- سليماني طالب بركلة جزاء في (د87) في (د87) من المباراة، طالب لاعبو المنتخب الوطني من الحكم الإعلان عن ركلة جزاء رؤوا أنها كانت شرعية، وذلك بعد أن تعرض مهاجم سبورتينغ لشبونة البرتغالي إسلام سليماني إلى عرقلة داخل منطقة العمليات من طرف أحد مدافعي المنتخب البوركينابي، غير أن الحكم رفض احتساب المخالفة، وأمر بمواصلة اللعب. ------------------------- ماندي: "أنا فخور كون أول استدعاء لي تزامن مع التأهل إلى المونديال" أدلى الوافد الجديد عيسى ماندي تصريحات لنا أيضا، كشف فيها عن سعادته الكبيرة كون أول استدعاء له تزامن مع تأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014، وقال نجم ريمس الفرنسي: "أنا فخور جدا بأول استدعاء والذي تزامن مع التأهل إلى المونديال، لقد شعرت بفرحة التأهل رفقة بقية اللاعبين"، وحول رأيه في الجماهير الجزائرية التي حضرت إلى ملعب "تشاكر"، أضاف ماندي قائلا: "إنه جمهور رائع ولقد ساهم في التأهل إلى المونديال". مصباح: "لم ألعب، لكن المهم التأهل إلى المونديال" "صحيح اليوم لم ألعب المباراة لكنني سعيد جدا بالتأهل إلى المونديال، ليس المهم من لعب المباراة لأننا نشكل مجموعة متماسكة وهدفنا كان التأهل إلى المونديال، وبالمناسبة أهديه إلى زوجتي والدتي وعائلتي وكل الأنصار الذين حضروا وفرحتي كبيرة، لأني سأشارك في ثاني مونديال بالنسبة لي". سوداني حبس أنفاس الجميع كانت الثواني الأخيرة عصيبة على الجزائريين، خاصة في الركنية التي كادت تنهي حلم التأهل إلى المونديال لما ارتطمت كرة سوداني في القائم بالخطأ حبس على إثرها كل من كان في الملعب، لولا أن الحظ وقف مع "الخضر" والحارس زماموش في أول مشاركة أساسية له. روراوة طلب من البوسني التوقف عن انتقاد الحكم لم يهدأ البوسني طيلة المباراة خاصة في الشوط الأول وبداية الشوط الثاني، إذ كان في كل مرة ينتقد قرارات الحكم ويدخل في نقاشات مع الحكم الرابع كان ليكلفه الطرد من الملعب. هذه الوضعية جعلت رئيس الإتحادية الجزائرية يطلب من أحد أعضاء "الخضر" الحديث مع حليلوزيتش ومطالبته بالهدوء وتجنب الحديث مع الحكم، وهو ما انصاع له واستعاد حليلوزيتش هدوئه. قادير: ''احترمت قرار حليلوزيتش وسعادتي بالتأهل لا توصف'' أبدى فؤاد قادير سعادته كغيره من اللاعبين بالتأهل المحقق، ولم يبد أي اعتراض على خيارات الناخب الوطني، بعدما اكتفى بالدخول كبديل في اللحظات الأخيرة. فؤاد، تعليقك على التأهل إلى المونديال؟ سعادتي كبيرة ولا توصف، اليوم عشت اللقاء على الأعصاب وأحسست بالفرق بين أن يكون اللاعب على الملعب وأن يكون احتياطيا. ما رأيك في الجمهور الذي حضر إلى الملعب؟ جمهورنا لعب دورا كبيرا وأعطانا دفعة قوية طيلة اللقاء، جزء من العمل قام به اللاعبون على أرضية الميدان والجزء الآخر قام به الجمهور من المدرجات، لقد برهن مرة أخرى هذا الجمهور أنه أحد العوامل الرئيسية التي يرتكز عليه المنتخب الجزائري لتحقيق انتصاراته. ماذا تقول عن مجريات اللقاء؟ البداية كانت صعبة للغاية، وفي الشوط الأول لم نظهر بوجهنا الحقيقي تماما، لكن في الشوط الثاني عرفنا كيف نعود بقوة وحققنا الأهم، وهو الفوز والتأهل. كيف يجب أن تسير المرحلة القادمة بالنسبة لكم؟ المرحلة القادمة يجب أن تسير كلها في صالح المنتخب، اللاعبون عليهم أن يعطوا الأولوية للفريق الوطني وأن يفكروا في كسب المنافسة واللعب قدر المستطاع، وذلك بتفضيل مصلحته على المصلحة الشخصية. هل استوعبت بقاءك على مقعد الاحتياط؟ المدرب هو من اختار التشكيلة وأنا أحترم كل قراراته، ورغم أنني كنت احتياطيا، إلا أنني لعبت دوري كما ينبغي من مقاعد البدلاء. ------------------------- فوضى عارمة واللاعبون غادروا بصعوبة عرفت المنطقة المخصصة للإعلاميين فوضى عارمة، وهذا بسبب اقتحام عدد كبير من الأنصار لها من أجل الصور التذكارية أو البحث عن الأقمصة، وهو ما صعب مهمة رجال الإعلام في محاورة نجوم المنتخب، خاصة أن تايدر ورفاقه غادروا الملعب تحت حراسة أمنية مشددة. الحضور الجماهيري الغفير استدعى ذلك تعزيزات أمنية مشددة و5 آلاف شرطي حرصوا على تأمين الجماهير أشاد جميع الملاحظين يوم أمس بالتنظيم المحكم الذي ميز لقاء المنتخب الوطني الجزائري ونظيره البوركينابي بالرغم من بعض الانفلات في الساعات الأولى، وتحديدا عندما فتحت أبواب ملعب "مصطفى تشاكر"، وكما كان متوقعا حضر الآلاف من أنصار "الخضر" منذ الصباح المبكر إلى ملعب اللقاء وفيهم من قضى ليلته كاملة في مكان الحدث بهدف ضمان مكان في المدرجات بما أن الملعب يتسع ل35 ألف متفرج فقط عندما يمتلئ عن آخره، وأمام هذا الحضور والشغف الجزائري لم يكن أمام السلطات الجزائرية من خيار إلا القيام بتعزيزات أمنية مشددة لتفادي أي انزلاقات. الدرك الوطني انتشر في حدود ولاية البليدة مدعما بمروحية وخصصت الجهات المعنية 5 آلاف شرطي لتأمين الأوضاع داخل وخارج الملعب، وذلك في ظل هذا الحضور الجماهيري القياسي إلى ملعب "مصطفى تشاكر"، وإلى جانبهم أوكلت مهمة حراسة حدود الملعب البعيدة وأهم الشوارع في مدينة البليدة علاوة على الطرق الرئيسية المؤدية إلى الغرب، الشرق أو العاصمة إلى الدرك الوطني، والذي جند هو الآخر في خدمة الجمهور الجزائري الذي أقام الاحتفالات بشكل لا يوصف قبل موعد المواجهة، وفي ذات السياق كانت هناك طائرة مروحية تطوف في الأجواء لمراقبة الأوضاع. التنظيم محكم للغاية ومن لا يملك تذكرة لا يقترب تماما ومثلما كان عليه الحال داخل الملعب، فإن التنظيم خارجه كان رائعا بكل المقاييس، حيث تحكمت قوات الأمن في الوضع وذلك بخطتها التي وضعتها لتفادي أي انزلاقات، فبعد امتلاء مدرجات "مصطفى تشاكر" جعل المنظمون مسافة 1 كيلومتر على محيط الملعب كمنطقة ممنوعة على أصحاب السيارات أو الأشخاص عدا الإعلاميين الذين يمتلكون الاعتماد بالإضافة إلى العاملين في الملعب، ومن جانب آخر خضع عشاق "الخضر" لتفتيش صارم جدا عند دخولهم إلى الملعب وذلك لمنع إدخال الألعاب النارية وقارورات المياه خوفا من استعمالها بطريقة سيئة في حالة الغضب. ------------------------- سوداني أثار استياء حليلوزيتش بسبب التسرع عبر الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش عن غضبه الشديد من اللاعب هلال سوداني، خاصة في الشوط الأول، حيث أبان عن ذلك عدة مرات بإشارات واضحة وبرفع يديه نحو مهاجم دينامو زغرب، وجاء غضب المدرب البوسني بسبب تسرع سوداني في عدة لقطات وتضييعه لكرت سهلة لم يكن متعود على تضييعها بتلك الطريقة الساذجة. ------------------------- سليماني توتر بشدة ووقع في فخ الظهير مادي شن الظهير الأيمن لمنتخب بوركينافاسو مادي حربا نفسية كبيرة على المهاجم إسلام سليماني، حيث ظل المدافع البوركينابي يستفز في مهاجم سبورتينغ لشبونة طوال فترات المباراة، وهو ما جعل سليماني يخرج عن الموضوع في الشوط الأول، بدليل تضييعه لفرصة سهلة جدا أمام المرمى، في حين كان مهاجم شباب بلوزداد السابق يسجل فرصا أصعب بكثير من تلك اللقطة. بانسي استفز الجمهور وألهب مدرجات "تشاكر" مثلما كان متوقعا كان بانسي المهاجم العملاق لمنتخب بوركينافاسو في الموعد باستفزازاته الشهيرة، حيث قام بلقطة استفزازية تجاه جمهور المنتخب الوطني الذي ألهب المدرجات بعد هذه اللقطة التي حصلت في الشوط الأول من المباراة، كما ساهم بانسي في عودة الروح لمدرجات الملعب، بعد أن أدخل مردود أشبال حليلوزيتش السيء الشك للآلاف من جماهير "الخضر". كان المطلوب الأول لجمهور البليدة وظل بانسي يطلق في تصريحات استفزازية منذ نهاية مباراة الذهاب بفوز المحليين بثلاثية مقابل هدفين، إذ أكد أن بوركينافاسو أحق من الجزائر بالتأهل، كما قلل من قيمة الجمهور الجزائري في ملعب "تشاكر"، معتبرا أنه وزملاءه عاشوا ضغوطا أكبر، وهو ما جعله المطلوب الأول من جماهير "الخضر" في مباراة أمس. أثار غضب حليلوزيتش قبل دخوله وسجل مهاجم فورتونا دوسلدورف الألماني دخوله بديلا، بعدما تمكن المنتخب الوطني من تسجيل الهدف الوحيد، لكنه أثار غضب الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش لسبب يبقى مجهولا، حيث صب التقني البوسني جام غضبه على المهاجم البوركينابي وطالب الحكم الرابع بطرده، ويبدو أن بانسي قال كلاما لا يليق للناخب الوطني، وهو سبب غضبه الشديد. بلفوضيل رفع معنويات غلام بين الشوطين توجه إسحاق بلفوضيل مهاجم المنتخب الوطني الذي كان على مقاعد الاحتياط في لقاء سهرة أمس بين شوطي المباراة، وبالضبط في النفق المؤدي إلى الملعب بعد تلقي اللاعبين تعليمات المدرب إلى زميله غلام ورفع من معنوياته، بعد أن أحس بتأثره في الشوط الأول، خاصة بسبب سوء تنفيذه لمخالفتين، وهو التشجيع والدعم الذي يؤكد أن العلاقات بين اللاعبين في المنتخب ممتازة، وهم الجميع كان التأهل إلى كأس العالم وتفضيل المصلحة العامة على المصلحة الشخصية.