يقدم الفنان التشكيلي العصامي النشأة خالد بوكراع برواق عسلة حسين بالعاصمة الجزائر، باقة منوعة من لوحاته الفنية تنوعت بين التجريدية والواقعية التي تشع بالألوان وتغوص في الفن التشكيلي المعاصر الحديث، وذلك في المعرض الذي انطلق أول أمس، ويستمر إلى غاية ال 10 ديسمبر المقبل تحت شعار "نوافذ القلب"، التي تعكس إبداعات وتالق ريشة بوكراع في سماء الفن التشكيلي. المعرض الذين حضره عديد الزوار، بمن فيهم شخصيات فنية وثقافية ومن المهتمين بعالم الريشة والرسم في الجزائر، سلط الضوء على مسيرة إبداعية مميزة لفنان ارتبط اسمه بالتألق والإبداع دوما، من خلال 30 لوحة ثرية ومنوعة في محتواها ضمت لوحات تجريدية وأخرى نصف تجريدية قريبة إلى الواقع تعكس خبايا الفن التشكيلي في صورته الحديثة التي تحمل الكثير من العناصر الجمالية الأخاذة والأنيقة التي رسمها بإحساس كبير أنمّ عن براعته الهائلة في التحكم بالريشة وفي صنع اللوحة. كما استمتع بها الزوار لبرهة طوال تواجدهم بالمعرض حيث بدت ملامح السعادة والإعجاب على محياهم وهذا كله بفضل اللوحات الجميلة التي سافر تب بهم إلى عالم من الفن والفلسفة التشكيلية الواسعة المعاني و المفاهيم. حيث تجسد لوحات خالد بوكراع مناظر الطبيعة والجمال، وكذا أخرى عن التراث الجزائري وتاريخ الجزائري، بالإضافة إلى تشكيلة ثانية تصور المرأة في أبهى حلتها ومعاناتها في الوقت نفسه، ناهيك عن صور العواطف من خلال مجموعة من العنوانين الملهمة على غرار "بدوي" و"راقصة أولاد نايل" و"بائع البرتقال" و"القصبة" و"غرداية" و"موسيقى الحياة" وأيضا "تمزقات" التي أبدعها تأثرا بالفيلسوف الألماني إيمانويل كانط. وعلى هامش افتتاح المعرض صرّح الرسام والفنان التشكيلي نور الدين بوكراع العصامي النشأة بأنّ مواضيع لوحاته تخاطب القلب و الشعور تاثر بالفلاسفة وبالتالي جاء اختيار شعار المعرض "نوافذ القلب"، التي تغوص وتسبر في أغوار النفس وشعورها اللامتناهي، كما تحاكي البصيرة قبل الرؤية المجردة بالعين، بالنظر إلى كون البصير أو القلب يعبر عن حقيقية الأشياء والأحداث والوقائع وما يكمن في نفس الإنسان. وتطغى الألوان على غرار الأحمر والأصفر والأزرق والأسود على مجمل لوحات بوكراع لأنّها تعبيرا عما يدور في وجدان هذا التشكيلي الذي استطاع بريشته وقدرته التعامل مع هذه الألوان باختلافها ونسبة تأثيرها من أن يرسم لنا جوانب في علاقة العبادة مع اللهّ وجل بربه وكذا الناس والمجتمع الذي يحيط به وحتى نفسه. في السياق وظف بوكراع الألوان الزيتية إلى جانب استخدام الاكرليك ومواد أخرى يتم استعمالها في منهج الفن المعاصر ليبلغ صدى نفسه إلى الناس وبرز مدى اهتمامه بالفن التشكيلي المعاصر الذي يتطلب الكثير من الدقة والتعامل بإحساس وبراعة مع اللوحات والمواضيع المجسدة فيها. من جهة أخرى مال بوكراع إلى استعمال القطع الخشبية القديمة و العتيقة وصنع منها عمل إبداعيا سيبقى راسخا في ذهن كل من يشاهده.