من أغرب القضايا التي عالجتها المحاكم الجزائرية إلى حد الآن، ما حدث على مستوى محكمة سطيف الواقعة بالشرق الجزائري و التي أصيب على إثرها القضاة و المحامون ب"الخوف" على مصيرهم جراء تطبيق أحكام و مواد قانون العقوبات و الإجراءات المدنية الذي سنه المشرع الجزائري.حيث أقدم احد المتهمين في قضية متاجرة بالمخدرات، على ضرب قاضي الجلسة بواسطة حذائه مباشرة بعد النطق بالحكم، وذلك بعد أن ثارت ثائرة المتهم وفقد التحكم في أعصابه،وقام بنزع حذائه ورمى به القاضي، ولحسن حظه ربما، فإن احد أعوان الأمن تكفل بتلقي الضربة بدلا عن القاضي "مسكين"، مما ولّد حالة من الحيرة في أوساط المحامين و الحاضرين في الجلسة.و الملفت للنظر أن هذا "المجرم" يبدو أنه تأثر كثيرا بحادثة الصحفي العراقي المشهور منتظر الزيدي الذي رمى الرئيس الأمريكي جورج بوش بحذائه. و الغريب في الأمر أن هذا الشخص قدّم طعنا في حكم سابق بمحكمة سطيف، وذلك بعد أن حكم عليه بعامين سجنا نافذا حسب ما تناولته الصحافة. ورغم أن محامي المتهم نصحه بعدم الاستئناف وقضاء مدة عامين في السجن "خير له"، إلا أن المتهم طعن أملا في تقليص المدة أو ربما تبرئته كما يحدث في قضايا أخرى، و المفاجأة أن القاضي زاد الحكم ليصل إلى 7 سنوات، وهو الأمر الذي لم يتقبله "السي خونا"، وراوغ الجميع حين نزع حذاءه ورمى به القاضي!.ما يحدث في الجزائر يعكس مدى تأثر الجزائريين كثيرا بسنوات التسعينات، حيث أصبح الجزائري عنيفا و "سريع الالتهاب". تجد الملاسنات هنا و هناك، و الشجارات التي تستعمل فيها كل الوسائل حيث تتحول الأسواق الجزائرية إلى حلبات ملاكمة على الهواء الطلق، و الشوارع إلى ساحات للحروب الأهلية و لا يمكننا القول سوى "الله يستر".