تخطت شخصيات سياسية، ووزاء أحزاب مرحلة الحديث عن العهدة الرابعة، والترويج لها، ليصل الأمر بها إلى إطلاق الحملة الانتخابية للرئيس، وحتى الشروع في جمع التوقيعات، في وقت لم يبدى فيه بعد القاضي الأول للبلاد أي نية في الترشح، وتضاربت تصريحات المقربين من محيط الرئيس بين التأكيد والنفي، لسحب بوتفليقة إستمارة الترشح. الأمر الذي جعل الجميع في حيرة، فلماذا هذا الضغط من محيط الرئيس على بوتفليقة للترشح لعهدة رابعة ؟ أم أن الرغبة في ترشيحه أخلطت أوراق المقربين ؟ أو أن الأمر مجرد توجيه أنظار عن مرشح السلطة المحتمل.يربط محيط الرئيس العهدة الرابعة بضمان الأمان والاستقرار في البلاد، وأن قيادته للجزائر منذ 1999، ضمانا لديمومة الاستقرار، خصوصا في ظل التحولات الإقليمية والربيع العربي المشتعل في عدة بلدان، وكذا الحدود الجزائرية الملتهبة، والتي تتطلب لا محال إلى رئيس ذو حنكة سياسية ودبلوماسية. فتصريحات سلال في كل خرجاته الميدانية لم تخلو من تكرار أن بوتفليقة هو صاحب فضل السلم والأمن، وأنه مطفئ الفتنة التي اشتعلت في التسعينات بإرساء المصالحة الوطنية والوئام المدني، حيث استطاع أن يخرج الجزائر إلى بر الأمان وهو الذي قال في خطابة الأول "أنه جاء لاسترجاع الأمن "، والتي كانت من بين الخطوط العريضة التي ميزت حكمه. وتراهن العديد من الشخصيات السياسية على ملف الأمن والاستقرار كورقة للضغط على بوتفليقة، للترشح لمرحلة جديدة، الأمر الذي ذهبت إليه العديد من الأطراف على غرار الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني الذي أكد أن تشكيلته السياسية "مهيأة للدخول في الحملة الانتخابية" و أن مرشح الحزب الوحيد هو بوتفليقة "الضامن لأمن و استقرار البلاد و استمرار الورشات المفتوحة ولتفادي ما يحصل في الدول الأخرى" قبل أن يعتبر أن هناك "محاولات داخل البلاد و خارجها تسعى لزعزعة استقرار البلاد و أمنها". و رحب سعداني بكل الأحزاب وجمعيات المجتمع المدني التي انضمت لترشيح رئيس الجمهورية لعهدة جديدة. نفس الطروحات ذهب إليها كل من رئيس حزب "تاج "عمار غول الذي يرافع من أجل ترشيح الرئيس بكل قوة واستماتة، مراهنا بكل أوراقه على العهدة الرابعة لاستقطاب الدعم الجماهيري والدعاية لصالح الرئيس، غير مبال بترشح الرجل من عدمه،حيث أن اندفاعه دعاه للقول أن الرئيس سحب استمارة الترشح على مستوى وزارة الداخلية والجماعات المحلية، الأمر الذي نفته هذه الأخيرة على لسان الوزير الطيب بلعيز جملة وتفصيلا، هذا ما زاد الوضع أكثر غموضا، حيث ذهبت التكهنات للقول ان المقربين من الرئيس تشتت نظرتهم تجاه العهدة الرابعة، خصوصا وأنهم يراهنون على بوتفليقة دون سواه، وربطوا الرئاسيات القادمة به، إذ وصل الأمر بتصريح عبد المجيد بوقفة الأمين العام لحزب التنمية والتواصل، للقول "أنه سيدعم بوتفليقة حيا أو ميتا ". فإلى متى يبقى قرار ترشح بوتفليقة من عدمه سيد التصريحات المتناقضة، حتى من المقربين منه، وهل ستطول حالة الترقب إلى غاية 4 مارس يوم الفصل ؟ وهل سينظم فعلا لقائمة المرشحين التي قارب عددها 90 شخصا ؟.