أولياء التلاميذ متحصرون ومجبرون على الدروس الخصوصية يبدو أن إضراب قطاع التربية هذه المرة، لن يكون كسابقيه من الإضرابات التي تعودت النقابات شنها، والتي قررت شل ومواصلة الإضراب للأسبوع الرابع على التوالي، أمام عجز الوزارة الوصية على إيجاد مخرج يرضي الطرفين، ويصب في مصلحة التلاميذ الذين يبقون للمرة الألف ضحية الصراعات. ليجد الأولياء أنفسهم مجبرين على اللجوء إلى الدروس الخصوصية، كحل يفرض نفسه أمام إضراب الأساتذة، ووسط تحصر على مصيرهم، خصوصا بعد تصريحات مسؤول القطاع "بابا أحمد "، وإمكانية تأجيل الامتحانات المصيرية للأطوار الثلاثة، غير بعيد من ذلك إلغاء عطلة الربيع، ليخيم شبح السنة البيضاء في حال مواصلة الإضراب.تعيش المنظومة التربوية في الجزائر، مرحلة صعبة ومستعصية، وجب تشريحها، ولو أن تداعياتها ليس وليدة اليوم، بل نتيجة تراكمات شاركت فيها عدة أطراف، خاصة في حقبة الوزير السابق أبو بكر بن بوزيد، الذي فشل حسب الكثيرين في وضع حلول جذرية، وأوصل القطاع إلى ما هو عليه.الاتهامات المتبادلة بين نقابات التربية المستقلة، والوزارة ارتفعت حدتها وصلت إلى حدّ توجيه أصابع الاتهام، لتطال السياسة. ففي الوقت الذي تؤكد فيه النقابات أنها لن ترضخ إلى غاية تلبية المطالب المرفوعة، تظل وزارة التربية تنتهج أسلوب التعنت، وسياسة الهروب إلى الأمام، متهمة النقابات بمحاولة تسييس الإضراب، خصوصا وأن البلاد على مرمى حجر من الرئاسيات المزمع إجراءها يوم 17 أفريل. في الوقت الذي تتهم فيه نقابات التربية وزارة "بابا أحمد" باتخاذ إجراءات تعسفية وتحريض التلاميذ ضد أساتذتهم، ثم الانتقال لتحريض الأولياء ضد الأساتذة. وتطالب نقابات التربية بضرورة تدخل الحكومة لفرض منطقها، وإيجاد حلول للنهوض بالقطاع، وتشريح مشاكله لحلها، بعيدا عن سياسة المهدئات التي تبقى حلولا ظرفية، لن تخرج القطاع من داومته. يشار أن رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية و التكوين،صادق دزيري، قال أن نقابته قررت شن إضراب غير محدود، مؤكدا أن توقيف هذا الإضراب مرتبط باستعداد الوزارة الوصية لتلبية مطالب الأساتذة. و قرر من جهته المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي و التقني "كنابست" أن يختار نفس خطى "الاينباف " حسبما أكد المكلف بالاتصال لهذه النقابة، مسعود بوديبة، مشيرا إلى أن الوزارة "تضغط" على التلاميذ و الأساتذة عندما ترفض تلبية المطالب "المشروعة" للأساتذة. لكن السؤال المطروح هنا إلى متى سيظل هذا القطاع الحساس الذي تعول عليه الأمم في النهوض ببلدانها حبيس الإضراب وتوجيه الاتهامات ؟ ولماذا تفشل الوزارة في إيجاد حلول لشركائها الاجتماعين؟ ومتى تفكر الجزائر فعلا بثورة للنهوض بهذا القطاع الذي دخل وللأسف مرحلة الغيبوبة ؟