خرج أبو جرة سلطاني، رئيس حركة مجتمع السلم ووزير الدولة سابقا عن صمته أيضا، لينفى خبر ترشحه للرئاسيات القادمة، بالقول إنّه ملتزم بقرار مجلس الشورى نصا وروحا"، وهو قرار المقاطعة، وذلك في رسالة وجهها للرأي العام، حملت عنوان "جزائر فوق الرئاسة والرؤساء". رسالة سلطاني تأتي بعد عدة رسائل لشخصيات وطنية. اعتبر، سلطاني، أن المرحلة الحالية لا تتحمل المزيد من الأخطاء، بعد أن تم إقحام لاعبين جدد داخل الملعب السياسي، في الوقت المقتطع من ديمقراطية الواجهة في مسار المراحل السابقة خلال 50 سنة من الاستقلال. وتساءل "ماذا بعد 17 أفريل 2014؟". ليجيب"مازلت أعتقد أن رئيس الجزائر المقبل، كائنا من كان، سوف لن يستقر على العرش طويلا إذا لم يكن مدركا، قبل إيداع ملف ترشحه، أن جزائر الألفية الثالثة لم تعد جزائر الحزب الواحد والرأي الواحد، والمورد الواحد، وأن إدارة مشكلاتها لم يعد يليق بها أن تظل حكرا على لجان المساندة ومن في حكمهم". فالجزائر-يقول- "أوسع من أن يغطيها المساندون وحدهم، ومشكلاتها أعقد من أن تتكفل بحلها ريوع المحروقات، وطموحات شبابها وتطلعات شعبها باتت بيقين المتابعين وتقدير الملاحظين أكبر من أن تحصر في نتائج لقاء الثلاثية". وقال إن التحولات بينت أن مسؤولية صناع القرار في هذا الوطن أكبر من مجرد المفاضلة بين رئيس أو رئيس آخر، وأن عليهم أن يوسعوا دائرة النظر ". ونفى وزير الدولة السابق إمكانية ترشحه تحت أي عنوان وباسم أية جهة، مشيرا أنها تسريبات عارية عن الصحة تماما.مؤكدا التزامه الكامل بقرار مجلس الشورى نصا وروحا. وتعقيبا على اللقاء الذي جمعه شخصيا بالوزير الأول عبد المالك سلال، ووزير الداخلية الطيب بلعيز، عقب إعلان حركة "حمس" مقاطعتها للرئاسيات، أوضح صاحب الرسالة أن الاتصالات والمشاورات، مع جميع الأطراف تدخل في إطار البحث عن ضمانات لتأمين المستقبل. بصرف النظر عن الألقاب والأسماء والمواقع والمواقف، فالاستقرار قبل كل شيء، والوطن فوق كل أحد. مستطردا أن ما يجري في البلاد مؤلم لكل حر، لأن حقل الرمي–الذي تقتضيه قواعد اللعبة الديمقراطية- لم يعد مناسبا للقصف العشوائي بالثقيل ضد أهداف هي من مكونات العمود الفقري للدولة، وقد لا يعلم كثير من أصحابه وعرّابيه عواقب ما أنتدبوا للقيام به في إشارة ضمنية إلى التصريحات النارية الأخيرة التي أحدثت بلبلة. وأوضح سلطاني أن الرهان الأكبر للرئاسيات، هذه المرة، لم يعد مرتبطا بفارس قصر المرادية المرتقب، بقدر ما صار مرتبطا استراتيجيا بحواشيه وبطانته.