تعرف مختلف طرق العاصمة ازدحاما شديدا ، سواء الرئيسية منها أو الثانوية داخل المدن أو على مستوى الطرق السريعة و هذا الوضع يعرف تزايد من يوم لأخر ، مما يتسبب في عدة مشاكل تؤثر سلبا على حياة المواطنين الجزائريين و تنغص يومياتهم ، بحيث أصبح يترقب في أي وقت انسداد الطريق لسبب أو لأخر. تعرف الجزائر الوسطى اكتظاظ شديد بحكم موقعها الاستراتيجي و الذي يضم الإدارات العليا و الوزارات الحكومية ، مما يجعل الإقبال عليها مكثفا ، و ما زاد من تأزم الوضع هو عدد الحافلات التي تنقل المسافرين و الشاحنات الناقلة للسلع و غيرها، و كذا السيارات التي زاد الإقبال عليها خاصة في ظل التسهيلات الممنوحة للمواطنين ، مما يجعل الإقبال على الأماكن المخصصة للركن تعرف اكتظاظ هي الأخرى ، فمواقف السيارات الموجودة على مستوى العاصمة لم تعد تتسع لما تعرفه من إقبال منذ الساعات الأولى من الصباح أين تبقى أغلبية السيارات تجوب الشوارع و الطرقات بحثا عن موقف تركن فيه السيارة و هذا ما أكده لنا السيد " أرزقي" سائق خاص "عندما أوصل رئيسي في العمل إلى موعده في العاصمة أبقى أبحث لساعات طويلة في شوارع العاصمة حتى أجد مكانا مناسبا لأصطف فيه سيارتي لارتاح قليلا قبل أن أعود و أقله مرة أخرى ن و في كثير من الأيام لا أجد مكانا حتى يطلبني رئيسي مرة أخرى" ثم أضاف " أنا شخصيا أكثر تصرف يضايقني هو تصرف ذلك السائق الغير مبالي الذي يصف سيارته على حافة الطريق مما يعرقل سير السيارات الأخرى و كذا المواطنين الذين يجدون أنفسهم مضطرين للمشي في وسط الطريق و هذا طبعا ما يتسبب في حوادث المرور ". اهتراء الطرقات ...لها أن تحدث ثقل على الحركة المرورية إن اهتراء بعض الطرقات في شوارع العاصمة له أن يؤثر في سير الحركة العادية ،فغالبا ما نجد ازدحام تام لطريق ما و في نهاية المطاف يعرف أن السبب يتمثل في حفر أو ردوم تعترض الطريق و هذا ما يجعل سائق السيارة ينقص السرعة للحفاظ على سيارته أيضا، كذلك وجود الممهلات التي لم توضع حسب المعايير المعروفة لها أن تحدث ثقل في الحركة المرورية ، إضافة إلى تسبب بعض الحواجز الأمنية للشرطة و الدرك خاصة تلك الموضوعة على مستوى الطريق و خاصة السريعة منها تتسبب في تعطيل حركة المرور ،هذا ما زاد من استياء المواطنين علما أن هذه الحواجز تساعد على تعزيز الأمن و كذا تحرص على سلامة العباد و البلاد . الازدحام لساعات طويلة يؤثر على الحياة اليومية و العملية يضطر الفرد للتنقل سواء للذهاب إلى العمل أو الدراسة أو الجامعة، و لا يكاد يخلوا يوم من ازدحام الطرقات و هذا ما يدفع المواطن للعيش في توتر و قلق دائم خوفا من الوصول متأخر للعمل أو الدراسة و كيف سيقابل رئيسه في العمل ، و كم من واحد طرد من عمله بسبب التأخر الدائم خاصة في أوقات الذروة أي تعرف الطرقات إغلاق تام ،و كذلك بالنسبة للمتمدرسين و الطلاب ، فكم من واحد تأخر عن الدرس أو الامتحان بسبب الاكتظاظ المروري و هذا ما أكده لنا "نور الدين" طالب جامعي بكلية الإعلام و الاتصال "إن كثرة الزحام و الاكتظاظ يتسبب لنا بعدة مشاكل سواء في الحياة اليومية أو العملية، فغالبا ما أصل متأخرالى الجامعة و هذا ما يتسبب لي في كثير من المشاكل مع الإدارة خاصة عندما أتغيب عن الامتحانات خاصة التي تبرمج في الصباح ، كذلك هذه الطرقات تسببت في ضياع فرصة لي في العمل لأنني وصلت متأخرا ،ما دفع المدير يقول لي "إذا في اليوم الأول وصلت متأخرا ، عندما توظف متى ستصل " . الأطباء يؤكدون... من خلال ما أكدته "ح.أمينة" طبيبة عامة بمستشفى القبة ،للاتحاد، أن الانتظار لساعات طويلة داخل السيارات يؤثر سلبا على صحة المواطن ،سواء على الصعيد النفسي أو الفيزيائي ، ففي الآونة الأخيرة ظهرت أمراض جديدة تعرف بأمراض العصر ، كما زادت نسبة الأفراد المقبلين على الأخصائيين النفسانيين و السبب يكمن في النرفزة و القلق و التوتر الدائم ، كذلك يتسبب في خلق مشكلة في الجهاز الهضمي و يتسبب في نشوء ما يسمى "بالكولون العصبي" و هذا شائع عند أغلبية الناس،كذلك الازدحام يسبب ارتفاع ضغط الدم و كذا الأمراض المزمنة الأخرى، ناهيك عن ألام المفاصل من كثرة الجلوس و كذا ألام أسفل الظهر و بعض الأمراض المزمنة الأخرى".