أوضح مدير مطار بنغازي إبراهيم فركاش، إن السلطات الليبية قررت إغلاق المطار بسبب الوضع الأمني المضطرب على خلفية الاشتباكات التي وقعت ببنغازي أمس، مشيرا إلى أن إعادة فتحه مرتبطة بتحسن الوضع الأمني. في حين يسيطر الغموض على الوضع في المدينة الواقعة شرق ليبيا.أعلنت الخطوط التونسية أمس، عن إلغاء رحلاتها باتجاه مطار بنغازي مساء أول أمس بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، حيث قالت في بيان لها إنها ألغت رحلتين إلى مطار بنغازي بسبب الاشتباكات العنيفة بينما أبقت على ثلاث رحلات مبرمجة ، وأضافت الشركة أن برنامج رحلاتها سيتحدد بحسب تطور الأوضاع الأمنية في ليبيا.كما عقد كل من رئيس الجمهورية التونسية منصف المرزوقي ورئيس المجلس التأسيسي ورئيس الحكومة اجتماعا أمنيا طارئا بحضور كبار القادة الأمنيين لبحث تطور الوضع الأمني في ليبيا وتداعياتها المتوقعة على تونس.ومن جهته أكد وزير الداخلية لطفي بن جدو إن الاجتماع بحث إمكانية اتخاذ قرارات للوقاية من تأثيرات الوضع في بنغازي، لكنه لم يوضح طبيعة هذه القرارات.وأما في الموضوع ذاته، قالت مصادر ملاحية جوية إن سلطات مطار القاهرة تلقت إشارة من مطار بنغازي تفيد بغلقه أمام حركة الملاحة الجوية إلى أجل غير مسمى.ومن جهتها أكدت مصادر في مدينة بنغازي أن عشرين شخصا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من مائة آخرين في الاشتباكات التي وقعت بين عسكريين تابعين للواء المتقاعد خليفة حفتر وكتيبة 17 فبراير التابعة للثوار.كما نفى رئيس أركان الجيش عبد السلام العبيدي تورط الجيش في الاشتباكات، مقرا في الوقت نفسه بانضمام عناصر نظامية إلى قوات حفتر الذي اعتبر أن ما يحدث هو عملية تطهير.وأكد العبيدي أن القوات التي شاركت في أحداث بنغازي خرجت دون أوامر من رئاسة الأركان، كما قال في تصريح للجزيرة في نشرة سابقة إن قاعدة بنينا الجوية في بنغازي أصبحت خارج سيطرة الدولة.وأما من جهته، أكد القائد العسكري في كتيبة 17 فبراير محمد حسن زوي بأن الأحداث التي شهدتها بنغازي في الساعات الماضية تعتبر انقلابا مدبرا سبق أن جرى التنبيه إليه"، متوعدا بالرد على هذه التهديدات بقوة السلاح، في حين كان رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني قال إن القوات المسلحة التي تحركت صباح أمس في مدينة بنغازي بعضها تحت راية الجيش الوطني كانت مخالفة للأوامر العسكرية وخارج نطاق الشرعية.وفي ذات السياق أفاد أحمد خليفة أن المدينة شهدت أمس هدوءا حذرا بعد الاشتباكات التي وقعت أمس، وأشار إلى أن عددا كبيرا من أهالي بنغازي قاموا بوقفة احتجاجية في ساحة الحرية تعبيرا عن رفضهم للمواجهات المسلحة وتأييدا لما أسموه "شرعية المؤتمر الوطني العام والحكومة الانتقالية".كما أصدر المجتمعون بيانا شديد اللهجة وصفوا فيه اللواء المتقاعد خليفة حفتر ب"الانقلابي" و"المجرم الذي يسعى للاستحواذ على السلطة"، وطالبوا السلطات بمواجهته ومعاقبته. كما طلبوا من القبائل كفَّ أبنائها الذين يشاركون في الانقلاب تحت قيادة حفتر.ومن جهتها شهدت بنغازي أمس تفجيرين أحدهما استهدف مركزا للشرطة بعبوة ناسفة وخلف أضرارا مادية، في حين تمَّ استهداف مديرية الأمن بقذيفة هاون.كما كانت الجزائر قد قررت أول أمس إغلاق سفارتها وقنصليتها العامة في العاصمة الليبية طرابلس بشكل مؤقت بسبب وجود ما أسمته بتهديد حقيقي وداهم لدبلوماسييها وفق ما أعلنت عنه وزارة الشؤون الخارجية.