كتيبة 17 فبراير تتهم الطيران المصري بقصف مقرها استولت قوات ليبية "متمردة" تابعة للجنرال المتقاعد خليفة حفتر أمس على مواقع عسكرية تابعة للجيش الليبي في مدينة بنغازي شرقي البلاد، لكنها فشلت في اقتحام مقر "كتيبة شهداء 17 فبراير" رغم قصفها بالطيران، واتهمت الصفحة الرسمية للكتيبة الطيرانَ المصري بالمشاركة في هذا الهجوم، وأكدت إصابة طائرتين مصريتين، كما أقرت بمقتل أحد ضباط الكتيبة، في حين أمرت قيادة الأركان قواتها بالتصدي "لمن يريدون الانقلاب على الشرعية". قاد الجنرال المتقاعد خليفة حفتر صاحب “الانقلاب العسكري” الفاشل في فيفري الماضي هجوما مسلحا مدعوما بالطيران على مواقع عسكرية تابعة للجيش الليبي في بنغازي على غرار مقر كتيبة “شهداء 17 فبراير” وأخرى تابعة لأنصار الشريعة، وأصدرت قيادة أركان الجيش الليبي أوامرها للقوات التابعة لها في بنغازي بالتصدي لأي قوات تحاول الانقلاب على الشرعية الذي أوقع لحد الآن عددا غير معلوم من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين. وذكرت وكالة الأنباء الليبية “أن قوة عسكرية مدججة بالأسلحة هاجمت في وقت مبكر من صباح أمس عددا من المعسكرات والكتائب الواقعة في مدينة بنغازي”. وذكرت تقارير إخبارية عن مصادر بالغرفة الأمنية المشتركة لتأمين وحماية مدينة بنغازي، أن “اشتباكات وقعت بين هذه القوة العسكرية والعناصر المتواجدة في هذه المعسكرات استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وأسفرت حسب أنباء أولية عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بين الطرفين”. وقالت مصادر إعلامية ليبية موالية لحفتر إن هذه القوات تمكنت من السيطرة على مواقع معسكر السحاتي بالكامل وبوابة سيدي فرج وبوابة مصنع الإسمنت وجزيرة دوران مصنع الإسمنت، بالإضافة لقصف مقر كتيبة 17فبراير. من جانبه أكد أحد القادة الميدانيين بكتيبة راف الله السحاتي في بنغازي، أنه تم إخلاء مقر الكتيبة إثر هجوم مسلح مباغت من قبل قوة عسكرية مدججة بالأسلحة. وأوضح لمراسل وكالة الأنباء الليبية في مدينة بنغازي أن الهجوم تسبب في مقتل شخص واحد وإصابة 3 آخرين بجروح من أفراد الكتيبة. ودخلت قوات عسكرية تابعة للجنرال حفتر وكتيبة الأهداف الحيوية التابعة لقوات جيش برقة المؤيدة له إلى مدينة بنغازي، واشتبكت مع عدد من الكتائب التابعة لتنظيم أنصار الشريعة واستولت على أحد مقراتها، كما حاصرت مقرات أخرى في منطقة سيدي فرج قرب المدينة، وقصفت قوات حفتر بالطيران العمودي مقر كتيبة سرايا شهداء ليبيا المتمركزة في مصنع الإسمنت ما أسفر عن وقوع جرحى. واندلعت اشتباكات وسط مدينة بنغازي بجوار الميناء بين كل من كتيبة المشاة البحرية التابعه لحفتر وقوات تابعة للدرع رقم 1 المنضوية ضمن غرفة ثوار ليبيا. وأفادت مصادر أمنية أن مطار بنينة الدولي في بنغازي تم إغلاقه لوجود اشتباكات مسلحة بالقرب منه بين قوات حفتر وقوات تابعة لقيادة أركان الجيش الليبي، فيما أكد شهود عيان سيطرة قوات حفتر على مداخل بنغازي لمنع أي إمدادات للكتائب الموالية لقيادة الأركان. ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن “بعض المصادر أن هذه القوات العسكرية قادمة من خارج مدينة بنغازي وبالتحديد من معسكر الرجمة التي تتواجد فيه قوة تابعة لحفتر”. وفي هذا الصدد قال العقيد محمد الحجازي الناطق السابق باسم الغرفة الأمنية فى بنغازى الموالي للجنرال خليفة حفتر، أن “قوات ليبية عسكرية (تابعة لحفتر) تخوض معركة مع تشكيلات إرهابية فى منطقتي سيدى فرج والهواري”. وبثت قناة “ليبيا الآن” مقاطع مصورة تبرز اللحظات الأولى لتحرك قوات “الجيش الوطني” بقيادة حفتر لبدء ما أسماه عملية “كرامة ليبيا” لتطهير مدينة بنغازى شرق البلاد من الجماعات المسلحة. لكن رئاسة أركان الجيش الليبي أصدرت أوامر أمس لقطاع الدفاع الجوي في بنغازي “بمنع أي قوات عسكرية أو غير عسكرية لا تتبع له بالتواجد في مقرات القطاع”. وحمل رئيس الأركان اللواء عبد السلام جاد الله العبيدي قادة القطاع مسؤولية أي تحركات تخرج من مقر القطاع للقيام بأي عمل خارج عن الشرعية. وأكد شهود عيان تحليق طائرات سلاح الجو الليبي في سماء المدينة. ودعت رئاسة الأركان العامة هؤلاء المسلحين إلى ضرورة ترك أسلحتهم والانضمام إلى الجيش الشرعي الليبي والمساهمة في بناء الدولة الليبية، وطلبت رئاسة الأركان العامة من رئاسة أركان الدفاع الجوي التحقيق والتوضيح الكامل لكل ملابسات دخول هؤلاء المسلحين للمعسكر والبقاء فيه وكل تصرف قد قاموا به.