أطلقت كتل المعارضة في البرلمان المغربي "نيرانها السياسية" في اتجاه حصيلة عامين ونصف العام من أول تجربة حكومية يقودها حزب العدالة والتنمية الإسلامي، ويتحالف فيها مع حزبي الحركة الشعبية والتجمع اليمينين، ومع حزب التقدم والاشتراكية اليساري.وجه حزب الأصالة والمعاصرة المعارض ، اتهاما لعبدالإله بنكيران رئيس الحكومة ب "ابتزاز الدولة للحصول على مكافأة"، مضيفا أن التلويح المتكرر بالنزول إلى الشارع من أجل الاحتجاج يدخل ضمن "الرؤية الابتزازية".هذا وفي مداخلة قرأها عبدالحكيم بن شماس، عضو مجلس المستشارين الغرفة الثانية، والناطق الرسمي باسم حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، انتقد بشدة تقديم حزب العدالة والتنمية الإسلامي لنفسه "عرابا للانتقال الديمقراطي" في المغرب، معلنا رفض حزبه لهذا المنطق القائم على "لعبة ابتزاز الدولة والمجتمع باسم الاستقرار"، مشددا في مداخلته على أن "الاستقرار السياسي والاجتماعي في المغرب" لم يولد مع ولادة الحكومة، بل هو "واقع تاريخي طبع الحياة السياسية المغربية والأحزاب الديمقراطية".كما وصف حزب الأصالة والمعاصرة، حصيلة عامين ونصف العام، لأول حكومة يقودها الإسلاميون في المغرب ب "السوداء"، مهاجما "طريقة عمل" رئيس الحكومة في "خداع المغاربة" من خلال إيهامهم بأن "تحمله للمسؤولية الحكومية لا علاقة له بتعهداته والتزاماته المرتبطة بتحقيق الانتصارات"، وأما من الاتهامات التي وجهها حزب الأصالة والمعاصرة المعارض لرئيس الحكومة "التحكم السياسي في تدبير العمل الحكومي" بانفراد حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يقوده عبدالإله بنكيران في "اتخاذ العديد من القرارات خارج المقتضيات الدستورية" بالتوازي مع "التعامل مع باقي الحلفاء الحزبيين في الحكومة بمنطق الهيمنة والإلحاق والاستعلاء"، ومن جهته طالب الحزب الذي يقود الحكومة، من خلال كتلته البرلمانية ب "تنزيل مضامين دستور جوان 2011" الذي تتحمل الحكومة فيه المسؤولية، إلى جانب باقي المؤسسات، مع الدعوة العامة ل"انخراط الجميع بروح وطنية عالية" في هذا "التمرين الدستوري". ومن جهته شدد عبدالعزيز عماري عضو مجلس النواب الغرفة الأولى في البرلمان، عن حزب العدالة والتنمية الإسلامي، أن الحكومة على رأس "قائمة الإنجازات" قيامها ب إخراج المغرب من وضعية حرجة يطبعها الاحتقان، واهتزاز الثقة في المؤسسات، في مناخ إقليمي مضطرب، إلى مرحلة الاستقرار وتعزيز الأمن، والثقة وإيقاف المسار التراجعي، واستئناف مسار الإصلاح، وأما بحسب الإسلاميين الحكوميين، فإن الحكومة الحالية ساهمت في صمود النموذج المغربي أثناء فترة الخريف العربي الذي عرف ارتباكا في مسار عدد من الدول العربية و"انتعاشا لمسار النكوص والالتفاف والانقلاب على إرادة الشعوب" العربية. وأما وفق حزب العدالة والتنمية الإسلامي، فإن الحكومة صمدت في مواجهة تيار المصالح من الذين "استفادوا من اقتصاد الريع"، مضيفا أن الصمود الحكومي ظهر في الوقوف في وجه قصف إعلامي وفي الوقوف في وجه الفرملة والإرباك من داخل الأغلبية الحكومية في سنتها الأولى في إشارة إلى خروج حزب الاستقلال من التحالف الحكومي صوب المعارضة. كما اتهم الأمين العام لحزب الاستقلال المعارض في البرلمان، رئيس الحكومة المغربية ب"التحرك وفق أجندات عالمية" من أجل العمل على "بث الفوضى وزرع الفتنة" في المغرب، وفق منطق "الانتصار للانتماء الأيديولوجي، على حساب الانتماء للوطن، ولمصالحه العليا".هذا ولم يفوت الأمين العام لحزب الاستقلال، الملقب بالخصم اللدود لرئيس الحكومة المغربية، الفرصة تمر تحت قبة البرلمان، دون أن ينهال على فريق عمل بنكيران بوصف "الحكومة الأسوأ في تاريخ الحكومات المغربية" واصفا رئيس الحكومة بأنه "يضرب الناس بالحجارة"، وبدوره إدريس لشكر رئيس كتلة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية اليساري المعارض في البرلمان، اتهم عبدالإله بنكيران رئيس الحكومة ب"استغلال مبادرات" العاهل المغربي محمد السادس من أجل "النفخ في حصيلته الحكومية" معلنا عن تفاؤله ب"قدرة المغاربة على معاقبة هذه الحكومة" خلال الانتخابات المقبلة، حيث وصف الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية اليساري المعارض حصيلة بنكيران في الحكومة بأنها "مخيبة للآمال" وبأن العام 2013 كان "حكوميا أيضا"، مضيفا أنها خلقت "خريفا مغربيا" قبل أن يعلن أن "حصيلة بنكيران" هي "خطاب فضفاض" من "قاموس من الاستبداد والابتزاز السياسي".