طالب حزب سياسي مغربي معارض، رئيس الحكومة المغربية الإسلامي عبد الإله بنكيران، بالخروج من الصمت الذي التزمه إزاء التطورات السياسية الحاصلة في البلاد ودعاه إلى تحمل مسؤوليته في الأزمة الحكومية، التي برزت فجأة بعد انسحاب حزب الاستقلال من الائتلاف الحكومي. ودعا حزب الأصالة والمعاصرة الذي يقوده فؤاد عالي الهمة، والذي يشغل في نفس الوقت منصب المستشار السياسي لدى الملك محمد السادس، عبد الإله بنكيران توضيح موقفه بشأن "حقيقة الأزمة الحكومية الحالية" و«الخروج من صمته"، للكشف عن الخيارات المتاحة لديه من أجل تدارك الأسباب التي أدت إلى حدوث هذه الأزمة. وأضاف بيان هذا الحزب الذي استخدمه القصر الملكي كورقة ضغط لتكسير حزب العدالة والتنمية الإسلامي، أنه "يتأسف للتأخر غير المفهوم للحكومة ورئيسها، تحديدا في المعالجة المبكرة والجادة للإشكالات المرتبطة بضعف انسجام فريقه الحكومي واستهتاره بكل الملاحظات والانتقادات التي عبرت عنها مختلف الأوساط". يذكر، أن هذا الحزب تأسس في أوت 2008 بعد انصهار حركة الأصالة والمعاصرة مع خمسة أحزاب سياسية مغربية، من أجل تقويض المد الإسلامي بقيادة حزب العدالة والتنمية الذي حصل في انتخابات 25 نوفمبر 2011 على 107 مقاعد من أصل 395 مقعدا نيابيا في غرفة النواب. ورغم أن بنكيران اقترح عليه الالتحاق بالائتلاف الحكومي، إلا أنه رفض عرضه وفضل البقاء في المعارضة. ووجد فؤاد عالي الهمة في قرار حزب الاستقلال، سحب وزرائه الستة من الحكومة الحالية بمثابة الفرصة المواتية لشن حملة انتقادات على بنكيران، الذي حمله مسؤولية مباشرة في حالة الانسداد السياسي الذي تعرفه المغرب. وكان حزب الاستقلال الفائز ب 60 مقعدا نيابيا، قرر الانسحاب من الائتلاف الحكومي وراح يوجه انتقادات لاذعة لطريقة تعاطي رئيس الحكومة مع تداعيات الأزمة الاجتماعية الاقتصادية التي تعصف بالمملكة. ولكنه تراجع واكتفى فقط بتجميد قراره إلى غاية عودة الملك محمد السادس من سفرية خاصة إلى الخارج، وأيضا بدعوى المحافظة على المصلحة الوطنية والسير العادي لعمل الحكومة.