" يجب على الاتحادات العربية أن تستنسخ فكرة نجاح إتحاد كرة في الجزائر من أجل البروز" "فضلت لاعبي البطولة المحلية في المنتخب لهذا السبب" " براهيمي نموذج للاعب الجزائري و العربي المحترف" أدلى لاعب المنتخب الخضر سابقا رابح ماجر بحوار مطول مع جريدة " العربي الجديد" تطرق فيها المعني إلى عدة أمور تخص المنتخب الجزائري و الاتحادات العربية ، إضافة إلى تراجع أداء المنتخبات العربية ، كما تطرق ماجر إلى اللاعب الدولي الجزائري الحالي و صانع أفراح نادي بورتو ياسين براهيمي و الذي كان ينشط فيه ماجر سابقا ، إضافة إلى عدة أمور ستكشفونها في هذا الحوار أنا سعيد لبراهيمي و لبورتو النادي الذي وجدت فيه كل شيء في بداية حديثه أستهل الناخب الوطني الجزائري الحديث عن الدولي الجزائري و المحترف حاليا في نادي بورتو ،و الامر يتعلق ببراهيمي و ما يقوم به في الفريق ،الشيء الذي سمح له بخطف أنظار الجميع ، و في هذا الصدد يقول ماجر قائلا"سعادتي كانت مضاعفة، أولا من أجل ابن بلدي الجزائري ياسين ابراهيمي الذي تألق في سماء القارة الأوروبية ونجح في كتابة اسمه وأن يشكل محور أحاديث وسائل الإعلام في كل أنحاء العالم. من جهة أخرى، كنت سعيدا بفوز فريقي السابق بورتو البرتغالي في أولى مبارياته ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا فهذا الفريق أكن له عشقا كبيرا، وغمرتني جماهيره بعطف وحب استثنائي، ولا يمكن أن ننسى كذلك تألق اللاعب العربي سوداني الذي سجل بدوره ثلاثية، وهو لاعب قادر على البروز بشكل أكبر. تجمعني ببراهمي نقاط تشابه و اختلاف في نفس الوقت وعن وجه التشابه بين اللاعبين ، أكد صاحب العقب الشهير أن كلاهما يحملان بعض نقاط التي يقتربان منها ، كما يملك كل واحد أشياء يختلف عن الأخر و أردف قائلا "أكيد يجمعنا العديد من نقاط التشابه، فكلانا يحمل الجنسية الجزائرية، ولعبنا لمنتخب الخضر، واحترفنا مع نادي بورتو. أما في الميدان فأعتقد أن هناك بعض نقاط الاختلاف الجزئية، فابراهيمي قادر على بلوغ ما حققته أو حتى تجاوزه، المهم أن يواصل ياسين تألقه مع بورتو لأنه فريق يعد بوابة للشهرة وللاحتراف في أكبر الفرق الأوروبية بعد ذلك، وهو يملك من الإمكانيات ما يؤهله لتحقيق هذا الحلم. هدفي بالكعب أصبح نموذج و هذا شرف لي كما تطرق بعدها الجزائري ماجر للحديث عن العقب الشهير الذي سجله في نهائي كأس رابطة أبطال أوربا و هو العقب الذي وجه بالنموذجي و أردف في هذا الصدد قائلا " الحمد لله، هدفي كان نادرا، خاصة في تلك الفترة، ونكهته أنه حصل في نهائي دوري بطولة أوروبا حيث كانت كل أنظار العالم متجهة. أنا سعيد بأن يصبح هدفي نموذجا في كرة القدم، وأن تكون ملكية الأهداف بالكعب لماجر، مثلما يعتبر ذلك البعض. هذا هو السبب في بروز لاعبي الخضر بعد المونديال كما حدث بعدها لاعب الثمانيات رابح ماجر إلى سر في تطور أداء لاعبي الخضر ، وهو ما فسره المعني باحتكاك اللاعبين بالمنتخبات الكبيرة و اللاعبين في مونديال البرازيل الشيء الذي جعلهم يكتسون خبرة و ثقة في نفس و أضاف قائلا " بكل تأكيد، مشاركة اللاعب في مونديال العمالقة واحتكاكه بأكبر المنتخبات وأبرز اللاعبين في العالم، يمنحه ثقة في الإمكانيات، حيث يشعر عندها بانعدام الفوارق، ويجعله يتساءل عن الموانع التي تحول دونه ودون التواجد من جهته في أكبر الفرق في العالم، اللاعب العربي يملك مهارات وفنيات تفوق أحيانا اللاعب الأجنبي لكن المشكلة تكمن في الثقة بالنفس" " الخضر أدوا دورة مقبولة و مشرفة" وعن مشاركة الخضر في المونديال الأخير ، أعرب ماجر عن رضاه من مردود تشكيلة المنتخب الوطني ، و هو ما أعتبرها مشرفة على العموم و أوضح في هذا السياق قائلا" مشاركة المنتخب الجزائري كانت في مجملها محترمة ومشرفة، البداية ومثلما كان متوقعا لم تكن موفقة، وبدا المنتخب الجزائري متخوفا، خاصة أمام منافس في حجم المنتخب البلجيكي ونجومه، وفي الميدان اكتشف اللاعبون أنهم قادرون على المنافسة بندية، فسجلوا هدف الأسبقية، ولكن قلة التركيز في الدقائق الأخيرة جعلتهم يدفعون الثمن غاليا" " التعادل أمام روسيا أخرج الجماهير الجزائرية والعربية للإحتفال" و في سياق متصل أشار رابح ماجر أن الفوز على المنتخب الكوري منح اللاعبون جرعة معنوية كبيرة للتأهل للدور الثمن النهائي على حساب المنتخب الروسي و أضاف قائلا"وفي المباراة الثانية جاء الفوز العريض على حساب المنتخب الكوري الجنوبي بنتيجة عريضة (4-2)، وهو الفوز الذي منحنا ورقة التأهل إلى الدور الثاني، بعد التعادل امام المنتخب الروسي في اللقاء الثالث وكان سببا في فرحة الجماهير الجزائرية والعربية، احتفالا بذلك الانجاز العربي." " خبرة الألمان و قلة تركيز الخضر حسم فوز المانشافت علينا" و عن الهزيمة أمام منتخب الألماني يقول ماجر " في مباراتنا أمام المنتخب الألماني سيطر الخوف على الجهتين، وكان سيناريو مباراتنا أمام منتخب المانشافت في كأس العالم سنة 1982 مسيطرا على الفريقين، فكان الألمان متخوفين من الخسارة مجددا، بينما كانت الرغبة كبيرة لدى الجزائريين لتكرار السيناريو، واجهنا منتخب بطل العالم، وهو الذي يضم في صفوفه نجوما في كل المراكز تقريبا، وينشطون في أكبر الدوريات في العالم، وأعتقد بأن العوامل التي تسببت في الهزيمة تكمن في الاستعداد البدني المتميز للألمان، والاستعداد الذهني للاعبين الجزائريين الذي لم يكن بالشكل المطلوب في نصف الساعة الأخير من المباراة، وقد لعبت الخبرة، وثقافة الانتصارات الموجودة في عقلية اللاعبين الألمان دورا حاسما في تحديد المنتخب الفائز" جيل 82 كلها كانت تنشط في الجزائر عكس جيل 2014 و بالعودة قليلا إلى سنة 1982 و 2014 أشار ماجر أن هناك فرق بينهما و هو الذي يتمثل حسبه فيما يلي " الفرق بسيط ولكنه كذلك مهم جدا، ففي مونديال سنة 1982 كان المنتخب الجزائري يعتمد على عناصر تنشط جلها في الدوري الجزائري، وجهاز فني جزائري، أما اليوم فالمنتخب يتكون من عناصر تنشط كلها تقريبا خارج الجزائر" مرحبا بكل جزائري ماجر على تقديم الإضافة للمنتخب كما نفى لاعب النصرية سابقا أن يكون ضد مجيء اللاعبين ذوي الجنسية المزدوجة للعب في المنتخب الجزائري ، حيث أكد أن هذا الصدد قائلا" ماذا؟ أنا أعارض وجود اللاعب المحترف داخل المنتخب؟ وما هو السبب؟ أبدا، المنتخب مفتوح لكل لاعب يحمل الجنسية الجزائرية، ولكن فقط أن يكون قادرا على تقديم الإضافة، وأن يكون أداؤه أفضل بكثير من اللاعب الذي ينشط في الدوري المحلي" "هذا هو السبب الذي جعلني امنح بعض الأفضلية للاعبين المحليين و أردف قائلا "فكرتي الأساسية التي أقولها وأرددها، هو أن يتكون المنتخب الجزائري من لاعبين ينشطون في الدوري المحلي، مع تطعيمه بكل لاعب يأتي لتقديم الإضافة، فعندما يكون المنتخب محوره الأساسي لاعبون ينشطون في الدوري الجزائري، فذلك أمر من شأنه أن يمنح الجهاز الفني مزيدا من الوقت للتحضير، والقيام بمعسكرات حتى وإن كانت قصيرة المدى، والقيام بمباريات ودية إعدادية، لا أن نظل في انتظار تواريخ "الفيفا"، وهذا رأيي باختصار ووضوح." " لدينا لاعبين في البطولة المحلية جيدون لكن القرار الأخير يعود للجوركيف تجنب لاعب بورتو سابقا الدخول في تفاصيل اللاعبين الذين يستحقون تواجد مع الخضر في هذا الوقت ،مؤكدا أن هذا الأمر من اختصاص الطاقم الفني الذي له كامل الصلاحيات في ذلك ، و أشار قائلا "لا أريد الدخول في التفاصيل، لأن ذلك يبقى أولا وأخيرا من مشمولات الجهاز الفني الذي يتحمل المسؤولية كاملة، ولكن لدينا دوري في مستوى محترم، لدينا لاعبون بإمكانيات محترمة وقادرون على البروز، فقط هم بحاجة لأخذ الفرصة، وهذا دور المنتخب الذي يمنح الفرص للاعبين بالظهور والحصول على عروض للاحتراف بما يعود بالنفع على اللاعب وعلى المنتخب. " مقتل إيبوسي حادثة مؤسفة ولا تمت للرياضة بصلة" وعن وفاة اللاعب الكاميروني إيبوسي ، امتعض ماجر كثيرا من تلك الحادثة، مشددا على أن مثل تلك الامور لا تشرف كرة القدم الجزائرية على الإطلاق و واصل يقول"في البداية أجدد تعازي لعائلة اللاعب وللأسرة الرياضية عموما، فما حصل كان أمرا مؤسفا جدا، وأنا كنت حزينا جدا بسبب تلك الحادثة، لأنه من غير المقبول أن تشهد الملاعب الجزائرية وحتى الملاعب الحالية تصرفات مشابهة، ولا تمت للرياضة بصلة، يجب أن نتعلم جميعا أن كرة القدم هي أولا وأخيرا لعبة، وحفل كروي، نقبل خلالها كل النتائج، وخاصة تقبل الهزيمة بروح رياضية، مثلما نرضى بالانتصارات،وأتمنى أن نرسخ لدى الجماهير عقلية تقبل النتائج مهما كانت قسوتها، وأن يعمل الجميع على خلق مناخ نقي داخل الحقل الرياضي. " " تراجع المنتخبات نتيجة سياسة خاطئة" وعن تراجع المنتخبات العربية يقول ماجر " الحكم على قيمة النتائج تعكسه النتائج، والنتائج تعكس الإستراتيجية المتبعة للساهرين على تسيير كرة القدم في الاتحادات العربية، ومع الأسف الشديد لا توجد سياسة واضحة لدى العديد من الاتحادات العربية. وأنا يؤسفني تراجع منتخبات كان اسمها فقط يرعب المنافسين، على غرار المنتخب المصري والمنتخب السعودي وكذلك المنتخب المغربي والمنتخب الكويتي،هذه المنتخبات كانت ضحية سياسة خاطئة، وغياب إستراتيجية واضحة، في هذه الاتحادات تلاحظ غياب رؤية وخطة طويلة المدى أو حتى على المدى المتوسط، التفكير يكون منصبا على المنتخب الأول فقط، وهزيمة واحدة من شأنها أن تقصي أحيانا مدربا،الاتحادات العربية مطالبة بالنسج على منوال الاتحادات المتفوقة على المستوى العالمي، لأن النجاح لا يأتي صدفة، وإنما بوضع خطة محكمة وطويلة المدى وألا نقيل مدرباً بسبب نتيجة سلبية أو أحيانا كرة تصطدم بالقائم، أو ركلة جزاء ضائعة، ينتظرنا عمل كبير لننجح في تحقيق أحلامنا، وأحلام الجماهير العربية التي تتمنى مشاهدة منتخباتها في أفضل المراتب على المستوى العالمي. " أصبح بعض المسؤولون على الاتحاديات يرضخون لرغبات الجماهير من أجل مناصبهم، وهذه أكبر خطأ" كما شدد ماجر أن بعض الاتحاديات تقع في الخطأ لما تستجيب لرغبات الجماهير ،و هو ما أعتبره المعني أحد الأمور الرئيسية في تدهور مستوى المنتخبات العربية و أضاف قائلا" هذا هو الخطأ الذي تقع فيه بعض الاتحادات، ويؤثر على قرارات المسؤولين الذين يخشون التفويت في مقاعدهم ومناصبهم، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتخذ قرارات تهم مصلحة كرة القدم تجاوبا مع أهواء الجماهير، وإلا فما الداعي لتشكيل اتحاد للكرة، المنتخب الجزائري سيطر على الكرة العربية والإفريقية لسنوات طويلة، وتواجد في كل المحافل الرياضية، بسبب خطة مدروسة وخاصة بقاء اللاعبين مع بعضهم لسنوات طويلة لأن الاندماج بين اللاعبين مسألة مهمة للغاية في كرة القدم سواء في الفرق أو المنتخبات."